سوريا.. غارات روسية تستهدف إدلب غداة تحذير واشنطن من عملية عسكرية
القصف الروسي أسفر عن مقتل 9 مدنيين وإصابة العشرات بجروح يمن مونيتور/ صنعاء/ وكالات
استهدفت مقاتلات حربية روسية، اليوم الثلاثاء، بعدة غارات محافظة إدلب السورية، غداة تحذير واشنطن لنظام الأسد من شن عملية عسكرية قد تؤدي إلى “مأساة إنسانية”.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة (فرانس برس)” أن القصف يأتي “بعد توقف استمر 22 يوماً ويطال مناطق عدة في جنوب وجنوب غرب المحافظة” تسيطر عليها هيئة تحرير الشام مثل جسر الشغور أو فصائل معارضة مثل أريحا.
وأسفر القصف عن مقتل تسعة مدنيين بينهم خمسة أطفال وإصابة عشرة آخرين بجروح، وفق المرصد الذي أشار إلى أن الأطفال ينتمون إلى عائلة واحدة، وقتلوا في غارة على مدينة جسر الشغور.
وتأتي الغارات، بحسب عبد الرحمن، “غداة استهداف الفصائل المقاتلة في إدلب مواقع لقوات النظام في محافظة اللاذقية ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر”.
وتزامنت الغارات مع إعلان موسكو أن جيش النظام السوري “يستعد لحل” مشكلة “الإرهاب” في إدلب، كما تأتي قبل أيام من قمة بين موسكو وطهران وأنقرة من المفترض أن تحدد مستقبل هذه المنطقة.
كما تأتي غداة تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب دمشق من شن هجوم في إدلب، وقال في تغريدة على موقع تويتر إن “على بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب. سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء إن “الوضع في إدلب لا يزال موضع اهتمام خاص من قبل موسكو ودمشق وأنقرة وطهران”، مضيفاً في الوقت ذاته “نعلم أن القوات المسلحة السورية تستعد لحل هذه المشكلة”.
واعتبر أن “بؤرة ارهاب جديدة تشكلت هناك (…) وهذا الأمر يقوّض الجهود الهادفة إلى التوصل لتسوية سياسية-دبلوماسية” في سوريا و”الأمر الأساسي هو أنها تشكل تهديدا كبيرا لقواعدنا” العسكرية في سوريا.
وتتهم موسكو الفصائل المقاتلة في إدلب، وخصوصاً في جسر الشغور، بإرسال طائرات مسيرة لاستهداف قاعدتها الجوية في اللاذقية.
وتقع إدلب شمال غرب سوريا وهي آخر أبرز معاقل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المصنفة على قائمة الإرهاب، والفصائل المعارضة في سوريا.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما تتواجد الهيئة والفصائل في مناطق محاذية في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي (وسط) واللاذقية الشمالي (غرب).
ومنذ استعادة قوات نظام الأسد السيطرة على كامل دمشق ومحيطها ثم الجنوب السوري العام الحالي، نصب أعينها محافظة إدلب، وبدأت منذ أكثر من شهر بإرسال التعزيزات العسكرية تمهيداً لعملية وشيكة.
حذرت الامم المتحدة ومنظمات إنسانية بدورها من أن هجوماً واسع النطاق على المحافظة سيؤدي الى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء النزاع في العام 2011.
وتخشى الأمم المتحدة أن تدفع أعمال العنف بنحو 800 ألف شخص للنزوح من المحافظة، التي تؤوي مع مناطق المعارضة المحدودة المحاذية لها نحو ثلاث ملايين نسمة.