لا أحد بمقدوره إنكار جهود السعودية في خدمة الحجاج وتوسيع وحماية المناسك والزائر لمكة والمدينة.
لا أحد بمقدوره إنكار جهود السعودية في خدمة الحجاج وتوسيع وحماية المناسك والزائر لمكة والمدينة.
سيحسب أن دولة المملكة هي دولة المناسك ودولة الحرمين الشريفين، حتى الخصوم يثبتون ذلك إلا مَن فقد الإنصاف، ومن فَقَدَ الإنصاف فَقَدَ العدالة ولم يعد مؤهلاً لشهادة من أي نوع، لأن فاقدي العدالة والإنصاف لديهم معاييرهم المختلة والمشبعة بالنرجسية والأنانية التي تنتج الكذب والظلم وتسخير كل جميل وكل مقدس لخدمة ذواتهم التي لا تعيش إلا على الخراب.
اقول هذا وأنا اسمع التصريح الإيراني وهو يُحمّل السعودية مسؤولية حادث التدافع الذي حدث في (منى) أثناء رمي الجمرات، وذهب ضحيته أكثر من سبعمائة حاج.
وكان واضحاً أن التصريح الإيراني جاء بدافع من يرغب في التوظيف السياسي واتخاذ دماء الحجاج ورقة في حربهم التي أضرت بالمسلمين كثيراً، وأشعلت نار الفتنة في ربوع الوطن العربي والاسلامي كما لم يحدث من قبل مجيء ملالي إيران بعمامتهم السوداء المزدوجة شديدة اللزوجة.
وكان المفترض أن يتعاملوا مع الحادث الأليم بطابع إنساني ومن منطلق الأخوة الإسلامية والنبل، وإعلان عن عرض تقديم المساعدة على الأقل لإثبات شيء من الأخلاق الإسلامية والشهامة الإنسانية وشرف الخصومة أو المجاملة التي تلزم الدول في هكذا حوادث، بغض الطرف عن المواقف أو الخلافات السياسية.
وبعدها تبقى مسؤولية السعودية الإدارية على الحادث قائمة والتحقيق واتخاذ اللازم بعيداً عن التهم المجنونة والاصطياد في المياه العكرة!
إن واجب دولة المملكة لا يتوقف في ميدان الحرمين والمناسك، فالواجب يفرض الحركة الدائمة نحو الكمال في هذا الميدان الإسلامي الثري، روحياً وإنسانياً وحضارياً، وهو ما أدركت أهميته المملكة، وجعلت خدمة الحرمين محور الدولة السعودية من اتخاذ لقب (خادم الحرمين) كعنوان لقاعدة الدولة، وانطلاقتها الحضارية وعدم التوقف عند حد معين مهما بلغ مستوى الإنجاز؛ لأن الزمان بطبيعته لا يتوقف، ولا ينتظر ولا يساير أحد.