كتابات خاصة

انهيار الريال اليمني

أحمد ناصر حميدان

لا يمكن أن اقتنع أن تحالف استعادة الشرعية عاجز عن حماية هذا الريال، وتراودني الظنون أن في الأمر شيء ما يراد منه انهاك هذا الوطن والمواطن.

تدهور مخيف لقيمة الريال اليمني ينذر بكارثة اقتصادية بالبلد، ما لم تكن مجاعة تسحق الطبقة الوسطى في مسالخ الفقر، والجوع كافر يفقد الانسان وعيه وقدرته على التفكير، الموظف اليوم مسلوب الحقوق، ينتظر الراتب على مضض، أن تقاضى راتبه بالريال اليمني الذي ينهار يومًا بعد يوم بتسارع مخيف، لا يستطيع ايفاء التزاماته المعيشية والاسرية.
يستثنى من ذلك رجال السياسة، لأن رواتبهم بالعملة الصعبة، وفي ذلك علامة استفهام، التي صعبت حياة البسطاء من هذا الشعب المغلوب على أمره، بكل فئاته وقطاعاته عام وخاص، وموظف وتاجر.
لا يمكن أن اقتنع أن تحالف استعادة الشرعية عاجز عن حماية هذا الريال، وتراودني الظنون أن في الأمر شيء ما يراد منه انهاك هذا الوطن والمواطن.
هذا الشعب الذي يصليه اليوم نار الغلاء والخدمات، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، بعد سبع سنوات من ثورة اشعالها ليتحرر من الاستبداد والطغيان والارتهان، وفرض تسوية وتوافق سياسي، وحوار وطني رسم ملامح دولة اتحادية ضامنة للمواطنة والحريات والعدالة، في بلد يمتلك من المقومات ما يجعله قوة اقتصادية لا يستهان بها، إن نجح في تجاوز صراعاته واستقر سياسيًا سينهض اقتصاديًا، مما قد يغير موازين الخارطة الاقتصادية في المنطقة.
ماذا يعني له ذلك، غير أن هناك مؤامرة تحاك ضده، مؤامرة لا تريد لبلده أن ينهض، خوفًا من انهيار إمبراطوريات اقتصادية، اليمن السعيد منافسًا قويا لها في المنطقة، وعليه أن يبقى تعيس، تعيس بتناقضاته السلبية، وصراعاته المدمرة التي تغذى اليوم، ويتم استدعاء خصومات الماضي لأجل ذلك.
العيب يكمن فينا، في العقلية والثقافة القابلة أن تكون أدوات لمؤامرة خطيرة تجعل من البلد ساحة لصراع اقليمي ودولي، وحرب عبثية تهد الوطن وما فيه على رؤوس من فيه، ليعجز عن التنافس والتغيير والنهوض، بلد حبلى بالخيرات وموقع استراتيجي متميز، بلد بمقومات طبيعية وهبه الله بها، تنوع زراعي على طول فصول السنة، وشريط ساحلي هو الأكبر والأفضل محصولًا والأغنى ثروة في المنطقة، بلد يمتلك من العقول والمهارات التي تفوقت في المنطقة والعالم، وعجزت عن أداء دورها في البلد، لهيمنة السياسة وادوات أطماع المؤامرة عليه.
مخرجات الحوار والدولة الاتحادية، قدمت الفرصة للجميع أن يكونوا شركاء في تسوية وتغيير وتحول موعود لمستقبل منشود ونهضة اقتصادية ستخلق طفرة في البلد الكل فيها مستفيد ومحفوظ الحقوق، المطلوب هي واجبات من كل الأطراف التخلي عن التسلط والهيمنة والاستبداد والعنف والسلاح، لتكن الدولة التي ينشدها الجميع هي من تحتكر القوات المسلحة وفق سلطة النظام والقانون.
تعدد الولاءات والمشاريع الصغيرة تدمر وطن، مشاريع لا يمكن لها أن تنجح، وها هي تتساقط وتنهار شعبية وقبول، مشاريع فشل السياسات في مواجهة الفقر والجوع والخدمات والاقتصاد، فشلت حتى في تلبية طموحات وآمال الناس، وذهبت للبحث عن تحالفات مشبوهة جعلت منها أدوات، وإذا بها جزءا من المؤامرة.
 ولم يبقَ غير المشروع الوطني، الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة والشرعية كقيمة ومبدأ، حتى نصل لصندوق انتخاب هو الفصل ليقول الشعب كلمته في مصير ومستقبل الامة.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى