مرحلة جديدة لعلاقة الحوثيين بحزب الله تزيد الدور الإيراني في اليمن
لقاء الحوثيين ب”حسن نصر الله” وقيادات إيرانية في لبنان يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تمر مرحلة جديدة بين “جماعة الحوثي” المسلحة، وحزب الله اللبناني، الجماعتان المدعومتان من الجمهورية الإيرانية؛ فعقب اللقاء الأخير بين وفد من الجماعة والأمين العام لحزب الله تبدو العلاقة أكثر تجذراً مما يحاول الحوثيين إظهارها، ما يزيد الوجود الإيراني في اليمن، ويرفع من غضب الحكومة اليمنية.
كان اللقاء يوم السبت (18 أغسطس/آب) ونشرت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله الخبر الذي اقتصر أن الوفد الحوثي الذي يرأسه محمد عبدالسلام (ناطق الجماعة المسلحة) بحث مع “الأمين العام لحزب الله” حسن نصر الله الملفات المشتركة “الوضع السياسي والإنساني في اليمن، واستعرضا عموم المستجدات الإقليمية والتحولات الدولية”.
لقاء بقيادات إيرانية
وهو اللقاء الأول بعد أن تغيّر مسؤول الارتباط بين الحوثيين وحزب الله، من “خليل يوسف حرب” إلى “ناصر أخضر” والأخير كان مسؤولاً عن الإعلام والدعاية والسياسة لجماعة الحوثي المسلحة- حسب نشرة انتليجينس اونلاين الفرنسية في يوليو/تموز الماضي.
وقال قيادي في جماعة الحوثي مطلع على زيارة الوفد لـ”يمن مونيتور” إن النقاشات أخذت بُعداً عسكرياً وسياسياً، وكانت هناك رسالة من زعيم الجماعة إلى “حسن نصر الله”، إضافة إلى جدول أعمال للوفد للقاء قيادات عسكرية تابعة لحزب الله في لبنان، كان لهم دور في القتال في سوريا لاستلهام التجربة في حرب اليمن.
وألمح القيادي إلى أن لقاءات أخرى جرت مع مسؤولين إيرانيين في لبنان، دون مزيد من التفاصيل. ويعتقد أن اللقاء شمل “قاسم سليماني” قائد فيلق قدس المسؤولة عن الملف اليمني أمام لجنة الخبراء الإيرانية.
وخلال الأشهر الأخيرة زادت المجاملات التي يطلقها “حسن نصر الله” لزعيم الحوثيين، وفي إحدى خطاباته تمنى أن “يكون جندياً يقاتل مع عبدالملك الحوثي”. ولم ينفي أمين عام حزب الله كما لم يؤكد وجود عناصر من حزب الله يقاتلون في اليمن، على الرغم من الاتهامات الدولية والحكومية اليمنية بوجود مقاتلين للحزب في البلاد.
الانتقادات ومطالبة بتحقيق دولي
أثار اللقاء سخط الولايات المتحدة والإمارات إضافة إلى الحكومة اليمنية. فبعد نهاية إجازة عيد الأضحى في اليمن ظهرت الحكومة اليمنية لتعلق على ذلك اللقاء برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، دعت الرسالة إلى “تحقيق دولي بشأن تدخلات حزب الله في اليمن”، واتهمت الحزب بمحاولة تخريب محادثات جنيف المرتقبة- من المقرر أن تكون في السادس من سبتمبر/أيلول القادم.
مندوب اليمن في الأمم المتحدة وسفيرها في واشنطن أحمد عوض بن مبارك أشار في رسالته التي سلمها “يوم الأحد”، لما وصفه “التدخل الواضح” للنظام الإيراني وحزب الله في المحادثات المقبلة، من خلال تقديم تعليمات للمتمردين الحوثيين لإحباط هذه المفاوضات، وتدمير الجهود الكبيرة للمبعوث الخاص لإعادة السلام في اليمن”.
“بن مبارك” دعا المجتمع الدولي، والمبعوث الخاص لليمن، أن بنتبهوا إلى هذه المسألة وأن يكونوا قلقين بشأنها، لافتا إلى أن محادثات سابقة في جنيف وبييل والكويت شهدت مثل هذه الممارسات الفاحشة، من خلال حضور ممثلي إيران وحزب الله لجميع الاجتماعات.
وقال: “أطالب مجلس الأمن من خلال لجنة العقوبات، المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن 2140 (2014)، الفقرة 19، إلى التحقيق في أنشطة حزب الله، التي تشكل تهديدا خطيرا لليمن، واتخاذ التدابير المناسبة”.
الولايات المتحدة الأمريكية علقت على ذلك اللقاء، وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، في تويتر: “إن لقاء قيادة حزب الله مع الحوثيين يظهر طبيعة التهديد الإرهابي الإقليمي؛ حيث يشكل وكلاء إيران في لبنان واليمن مخاطر كبيرة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله”.
ولفتت إلى أن على المجتمع الدولي عليه أن ينتبه إلى هذا الأمر، و”أن يكون مهتمًّا للغاية”.
RT@USUN:This meeting b/w Hezbollah & Houthi leadership shows the nature of the regional terrorist threat. Iranian proxies in Lebanon & Yemen pose major dangers to peace & stability in the entire Middle East. The int’l community should be taking notice of this & be very concerned. pic.twitter.com/PGN5TDFKX8
— Nikki Haley (@nikkihaley) 23 August 2018
أما وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، فأشار في تغريدة على “تويتر” إلى “أن أزمة اليمن وحربها من الأولويات التي ترتبط جوهريا بمستقبل أمن الخليج العربي واستقراره وليست بالموضوع الثانوي، لبنان لا يمكن أن يكون محطة لوجستية أو سياسية للحوثي وتجاهل التعامل مع الموضوع سيفاقم تداعياته.”