اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

هل ينجح “هادي” في تجميع “حالة الشتات” التي يعيشها “المؤتمر الشعبي”؟

يعيش حزب المؤتمر الشعبي العام، حالة انقسام حادة منذ أن انشطر إلى جاحين، أحدهما انحاز للشرعية ممثلة بالرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي، وآخر بقي إلى جانب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، واستطاع الأخير جرّ من تبقى معه إلى خندق الحوثيين نكايةً بخصومه السياسيين.

يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
يعيش حزب المؤتمر الشعبي العام، حالة انقسام حادة منذ أن انشطر إلى جاحين، أحدهما انحاز للشرعية ممثلة بالرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي، وآخر بقي إلى جانب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، واستطاع الأخير جرّ من تبقى معه إلى خندق الحوثيين نكايةً بخصومه السياسيين.
لكن مواقف بعض القيادات المحسوبة على “صالح” تراجعت كثيرًا بعد مقتل الأخير على يد حلفائه الحوثيين في الرابع من ديسمبر/ كانون ثاني 2017، وسعى كثيرون للحاق بركب الشرعية، فيما بقي آخرون يتشبثون بمن تبقى من عائلة صالح، السفير أحمد وطارق محمد تحديدًا، في حين لم يُبدِ الأخيرون أي ميول تجاه الحياة السياسية، فالأول ما يزال يقطن في الإمارات ويعيش ما يشبه العزلة، فيما التحق الثاني بقوات عسكرية تقاتل الحوثيين في الساحل الغربي وتتلقى دعمها من الإمارات.
يسعى هادي جداهدًا إلى لملمة صفوف الحزب من جديد، مستثمرًا حالة العداء المتصاعدة التي توحّد المؤتمريين اليوم، ضد الحوثي، وتشكيل قيادة جديدة بدلًا عن تلك التي اُعلن عنها في صنعاء بعد مقتل صالح بثلاثة أيام فقط، برئاسة صادق أمين أبو راس، وما تزال حتى اليوم تقف في منطقة “رمادية” مما يجري في البلاد، رغم مواقف الحزب المعلنة ضد “انقلاب الحوثي” ومساندة الشرعية والتحالف العربي الداعم بقيادة السعودية.
وأمس الثلاثاء، دعا “هادي” أعضاء الحزب إلى “نبذ الخلافات والتكاتف ورصّ الصفوف لمواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية واستعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة وبناء اليمن الاتحادي الجديد”.
وقال خلال الاجتماع الذي ترأسه للقيادات المؤتمرية المتواجدة في العاصمة المصرية القاهرة، “ما نحتاجه اليوم هو الابتعاد عن استحضار محطات الخلاف والاختلاف، مغادرة الذاتية أو الأنانية، التجرد من الولاءات أو الحسابات الضيقة”.
 واعتبر “هادي” أن حزب المؤتمر يعيش “حالة الشتات”، في إشارة إلى مواقفه وقياداته المتباينة، لكنه استدرك بالقول: “سحابة صيف ويجب أن تنتهي.. فالمؤتمر أمانة في أعناق الجميع والعودة للعمل المؤسسي لهذا التنظيم العريق وإصلاح التباين والاختلالات القائمة التي لا تستند على مرجعيات أو وقائع”. حد قوله
وخاطب الحاضرين ينبغي “إعادة الثقة بين أوساطه وقواعده بعيدًا عن الرغبات الشخصية التي ستؤدي في النهاية إلى إضعاف هذا الكيان وتحقيق أهداف الانقلابيين التي يراهنون عليها معتقدين في ذلك أن المؤتمر حزب سلطة وسينتهي مع فقدان تلك العلاقة والمنافع والمصالح”. فهل ينجح هادي في مهمته هذه؟ وما التحديات التي تقف في طريقه؟
المحلل السياسي “ياسين التميمي”، يرى أن “مهمة لملمة المؤتمر الشعبي العام ومحاولة تثبيته كحامل سياسي للمرحلة المقبلة تقع في صلب الزيارة التي يقوم بها الرئيس إلى القاهرة حالياً، لكن لقائه بقيادات المؤتمر الشعبي العام كشفت أن ثمة تحديات ما تزال ماثلة أمام مهمة إعادة لملمة شتات المؤتمر تحت قيادة الرئيس هادي”.
وعلى رأس هذه التحديات، حسب التميمي، غياب القيادات التي ارتبطت بالمواقف المتشددة للمخلوع صالح، تجاه الرئيس هادي عن هذ الاجتماع، وما تزال تتبنى الموقف ذاته مدعومة على ما يبدو من الخط المتشدد نفسه الذي تتبناه أبو ظبي تجاه الرئيس هادي”.
وأضاف، يتضح من خطاب الرئيس هادي أن ثمة أطراف إقليمية بينها السعودية والإمارات تريد إعادة إحياء ما يوصف بأنه الخط السياسي المعتدل الذي يمثله المؤتمر الشعبي العام في توجه يريد إزاحة القوى السياسية التي يدور حولها وحول الدور الذي تقوم به الكثير من الجدل وبالأخص القوى الإسلامية”.
وختم بالقول: “ليس هناك يقين من إمكانية نجاح هادي في لملمة المؤتمر إذا لم يتوفر موقف موحد وداعم من جانب الرياض وأبوظبي لجهود الرئيس وهذا هو التحدي الأكبر في تقديري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى