اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

زيارة الرئيس اليمني لـ”القاهرة”.. هل تعيد مصر للعب دور في المنطقة؟!

زار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، القاهرة يوم الاثنين بوفد رفيع المستوى، لمناقشة الملفات بين البلدين، ما يعني مناقشة أوسع للأمن في منطقة البحر الأحمر.

يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
زار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، القاهرة يوم الاثنين بوفد رفيع المستوى، لمناقشة الملفات بين البلدين، ما يعني مناقشة أوسع للأمن في منطقة البحر الأحمر.
تمسك اليمن ومصر بأطراف البحر الأحمر الأول من جهة باب المندب والأخر من جهة قناة السويس، إذا تعطل أي من الممرين سيعني ذلك تأثير كبير للأمن القومي العالمي. يمر يومياً 4.8 مليون برميل نفط عبر مضيق باب المندب التي تمر -بالتأكيد- عبر قناة السويس وصولاً إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. شهر يوليو/تموز الماضي استهدف الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين ما سبب قلقاً دولياً من تأثر الأمن في البحر الأحمر وفي مضيق باب المندب الذي تشرف عليه اليمن.
دعا المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، الأطراف الفاعلة في اليمن إلى إبقاء البحر الأحمر خارج الصراع.
يمر مضيق باب المندب بالكثير من الأخطار، فالوجود الدولي على المضيق كما يؤثر على اليمن هو مؤثر أيضاً على مصر، وهذه الأخطار تمتد إلى الوجود في البحر الأحمر والتجاذبات الدولية العسكرية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب ذلك فالقرصنة الموجودة في البحر الأحمر عادت من جديد لتشكل تهديداً للناقلات التجارية؛ إضافةً إلى تهديد الحوثيين ومحاولات إيران التواجد على المياه يمنية.
يبدو أن مصر باتت تتعامل مع القضايا المتعلقة بأمنها القومي دون اهتمام، بعث رئيس الجمهورية المصري عبدالفتاح السيسي، بوزير التعليم العالي للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي. وهي إشارة إلى التقليل من أهمية الزيارة وإظهار أن الرئيس “هادي” لا يستحق الكثير من الاهتمام- على الأقل تم قراءتها على هذا النحو من قِبل المحللين السياسيين اليمنيين.
في نفس الوقت فإن هذا الانتقاص يظهر مصر الدولة العربية تعاملها بشأن الأمن في البحر الأحمر بأقل من الواجب المعتاد؛ فـ”عبدربه منصور هادي” هو رئيس دولة تشرف على مضيق باب المندب وتعاني هذه الدولة من اضطرابات الحرب التي قد تتسبب إذا ما انتقلت إلى البحر الأحمر باضطراب خطير وعميق في الاقتصاد والسياسة المصريتين.
ولأهمية هذه الزيارة كانت هناك تسريبات عن “قمة رباعية” تشمل السعودية والإمارات ومصر واليمن خلال زيارة الرئيس، لبحث التطورات في البحر الأحمر، لكن مسؤولاً يمنياً نفى وجود مثل هذه القمة، وعلى الرغم من عدم حدوثها إلا أن حدوثها في الفترة القادمة سيكون ضرورة إذا ما تصاعد التهديد الحوثي لمنطقة المضيق.
تُتهم إيران بدعم الحوثيين ومحاولة التأثير في البحر الأحمر. الأسبوع الماضي تحدث الجنرال علي شعباني القيادي في الحرس الثوري إن إيران طلبت من الحوثيين قصف السفن السعودية فقصفوها. على الرغم من أن وكالة “فارس” الرسمية التي نقلت الخبر حذفته بعد ساعات إلا أنه كان بالفعل قد انتقل إلى وسائل الإعلام الدّولية الناطقة بالفارسية.
وعقب لقاء “السيسي” بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أشار إلى هذه النقطة تحديداً. وجدد السيسي تأكيده في المؤتمر الصحافي: رفض مصر تحول اليمن إلى “موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
العلاقات الدولية جزء منها ليس صراعاً بل تنفيذ المصالح المشتركة، من مصلحة مصر بقاء اليمن قوياً متحكماً بالدولة وبالمضيق، يمكن دفاعات هامة قادرة على التصدي لمحاولات إغلاق قناة السويس من مضيق باب المندب. دائماً ما مثلت القاهرة عمقاً عربياً إلى جانب الرياض، وفي مراحل التغيير في التاريخ الحديث كانت الدوائر في بغداد والقاهرة والرياض وأحياناً دمشق مكاناً لمناقشة الأخطار العربية. خرجت بغداد من المعادلة مع الاحتلال الأمريكي والسيطرة الإيرانيَّة، وتعيش دمشق وضعها الاستثنائي الداعم لإيران، غابت القاهرة مراراً بسبب أوضاعها الداخلية بعد 2011، وتحملت الرياض كُل العبء، فهل باتت القاهرة قادرة على العودة إلى المنطقة كحافظ للأمن القومي العربي وتأخذ جزء من عبء الرياض؟
وبما أن بدايتها باستقبال الرئيس هادي تبدو مخيبة للآمال، إلا أن دورها المستقبلي في اليمن سيظهر ذلك.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى