زيادة الخلافات بين قوات “الشرعية اليمنية” في تعز تمنح الحوثيين انتصاراً معنوياً
الخلافات التي تعصف بعلاقة المكونات الموالية للحكومة تمنح الحوثيين انتصارًا معنويًا. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تمنح الخلافات بين الأطراف المؤيدة للحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً) في تعز (وسط البلاد) الحوثيين انتصاراً معنوياً، بعد أن وجهت كتائب السلفي أبو العباس ووحدات من الجيش الرصاص لبعضها خلال الأيام القليلة الماضية.
وليست المرة الأولى التي تُتهم فيها كتائب السلفي “عادل فارع” (أبو العباس) بخرق الأمن واستهداف وحدات الجيش الوطني في المدينة التي يحاصرها الحوثيون منذ ثلاث سنوات.
ودارات مواجهات بين مسلحين يتبعون أبو العباس، وآخرين يتبعون اللواء 22 ميكا، في أحياء المدينة، تسببت بهلع السكان.
وأعلنت قوات الجيش ليل الخميس – الجمعة تنفيذ عملية عسكرية خاطفة على مواقع وأوكار من أسماهم “الإرهاب والملثمين” وتم استعادة السيطرة على مساحات واسعة من أحياء شرق مدينة تعز، وتم طرد العناصر المتطرفة.
وذكر بيان مقتضب للجيش “أن العملية جاءت عقب تصاعد أعمال الاغتيال التي طالت أفراد الجيش من قبل المليشيات الإرهابية المتطرفة”.
وهذه ليست الحملة الأولى فقد سبقتها حملة قبل أشهر لمواجهتهم وانتهت فجأة دون معرفة النتائج، وكان المحافظ يرعى تلك الحملة. وسبق أن وضعت الخزانة الأمريكية ودول الخليج العربي اسم “أبو العباس” وعدد من قيادات كتائبه في قوائم الإرهاب لارتباطها بتنظيم القاعدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لكن وكالة اسوشيتد برس الأمريكية أشارت في تحقيق نشرته في التاسع من أغسطس/آب الجاري إلى أن الإمارات مستمرة بدعم “أبو العباس” بالسلاح والمال.
واندلعت المواجهات عقب إقرار تشكيل لجان عسكرية وإشراقية وشعبية لاستكمال عملية تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي الانقلابية، والتي تضم عدد من القيادات العسكرية، وتتولى عملية الإشراف والإعداد والتحضير لاستكمال عملية التحرير تحت إشراف محافظ تعز وقائد المحور، في اجتماع اللجنة الأمنية يوم الاثنين الماضي.
واجتمعت القيادات العسكرية والأمنية والمدنية في تعز بحضور المحافظ (أمين أحمد محمود) بالرئيس عبدربه منصور هادي، يوم السبت، في عدن، وانتهى الاجتماع بإعلان عن تشكيل لجنة رئاسية للوقوف على أوضاع مدينة تعز، والدفع باستكمال تحرير المحافظة من الحوثيين.
وعقب الاجتماع أصدرت كتائب أبو العباس بياناً، أطلع عليه “يمن مونيتور”، يؤكد وحدة الصف في تعز لمواجهة الحوثيين. واتفق هذا الموقف مع بيان قيادة محور تعز بالتأكيد على وحدة الصف.
وقال بيان كتائب أبو العباس: “أمام حملات التحريض والهجمات العسكرية علينا، نؤكد (..) ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفوضى والتأكيد على أننا ليس لدينا سوى عدو واحد المتمثل بالانقلابيين”.
فيما قال بيان قيادة محور تعز “لقد حان الوقت لأن يدرك العدو أن محاولاته لإطالة أمد الفرقة، ونشر الفوضى والانفلات الأمني عبر أذرعه داخل المدينة وخارجها لن يكتب لها النجاح، وستتحول إلى كابوس يؤرق منامات قادته، مع توحد الجميع لدحره وطرده”.
ولم يُشر البيان إلى للجيش أو لـ”كتائب أبو العباس” إلى انتهاء الخلافات بينهما. وقال مصدر حكومي لـ”يمن مونيتور”: إن الخلافات أكبر من أن تُحل بجلسة واحدة مع الرئيس.
ويحاصر مسلحو الحوثي، مدينة تعز من مختلف الاتجاهات، باستثناء الطريق الذي يربط المدينة بمدينة التربة ومن ثم عدن، والذي يعتبر المنفذ الرئيس لعاصمة اليمن الثقافية.
وتشهد محافظة تعز منذ نحو ثلاثة أعوام اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي من جهة، والحوثيين والقوات الموالية لهم، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، فضلا عن سقوط آلاف القتلى والجرحى من المدنيين بقصف عشوائي نفذه الحوثيون على أحياء خاضعة لسلطات الجيش والمقاومة.