في مثل هذا اليوم 18 سبتمبر منذ عام كامل، بدأت عملية اجتياح عاصمة اليمن صنعاء، من قبل مليشيات الحوثي وحلفائه…
كان يوما أسود .. وجريمة تاريخية نكراء..
وستبقى ذكرى مؤلمة إلى الأبد ..
وسيظل الغزو وصمة عار في جبين الغزاة ومن ساندهم ومن توطأ معهم .. عبر الزمن…
وهناك نقاط يمكن تذكرها والإشارة إليها سريعا كما يلي :
في مثل هذا اليوم 18 سبتمبر منذ عام كامل، بدأت عملية اجتياح عاصمة اليمن صنعاء، من قبل مليشيات الحوثي وحلفائه…
كان يوما أسود .. وجريمة تاريخية نكراء..
وستبقى ذكرى مؤلمة إلى الأبد ..
وسيظل الغزو وصمة عار في جبين الغزاة ومن ساندهم ومن توطأ معهم .. عبر الزمن…
وهناك نقاط يمكن تذكرها والإشارة إليها سريعا كما يلي :
1- أشيع عن الحوثيين حينها من أكثر من جهة : غرضنا فقط تبة صادق وجامعة الإيمان .. ! وهناك من أضاف : الفرقة .. وآخرون تحدثوا عن حزب الإصلاح ..دعك عن الأهداف المعلنة الزائفة ، مثل إلغاء الجرعة ومحاربة الفساد..
2- كتب لي حينذاك أحد الإعلاميين رسالة على الخاص وهو مقرب من جهات دبلوماسية خارجية ويتكلم لغات أجنبية قال : فهمت بأن المقصود هو علي محسن والإصلاح فقط..! ألا تلاحظ : هدوء السفارات الأجنبية واطمئنانها..؟!
3- بسبب احتلال منزلي (وهذه قضية لا تذكر قياسا إلى ما حل بالبلد وأشرت اليها هنا لارتباطها بنوع من التواصلات في أيام الغزو تلك )، تواصل بي كثيرون منهم زميلان سابقان من النواب المنتمين للمؤتمر كل على حده …النائبان مقربان من صالح، ومن الحوثي أيضاً وكان يجمعنا احترام شخصي ومعرفه طويلة مع اختلاف في المواقف والسياسة… قال أحدهما : ما كانوا يريدون الفرقة وإنما توجهوا إليها بعد ما علموا أن علي محسن هناك ..! وفهمت من الزميل بأنه ظل متواصلا مع وزير الدفاع الذي أكد له إعطائه توجيهات بعدم الرد على الحوثيين، من قبل الوحدة التي كانت في التلفزيون.. وتأكدت من ذلك، حينذاك، من مصادر في التلفزيون..
وحدة التلفزيون العسكرية دافعت جهدها لكنها وجدت نفسها وحيدة دون مؤازرة أو إمداد ، بل إن التوجهات كانت في إتجاه آخر ..
وكتب الزميل نفسه على صفحته لاحقا يقول ما معناه : اللواء الرابع مدرع تعرض للهجوم الحوثي ونتج عن ذلك الإستيلاء على سلاح اللواء ، لأن علي محسن اتجه إلى مقر قيادة اللواء بعد خروجه من الفرقة..!
بدا الزميل متحمساً في التبرير : علي محسن هو السبب..!
توجه بالفعل اللواء محسن إلى للواء الرابع بعد خروجه من الفرقة ..لكن في تقديري ليس ذلك هو السبب في مسألة استيلاء الحوثيين على سلاح اللواء الرابع، ولا غيره من الألوية قبل ذلك اليوم وبعده، ومعروف نَهَم الحوثيين في قضية الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من السلاح تحت أي ذريعة مهما كانت زائفة .. لكن ربما لم يكن في حسابهم الإستيلاء على كل عتاد الجيش، مثلما هو حاصل الآن.. ما عدا ما هو بعيد عنهم ولم تصل إليه مايشياتهم.
ربما كانت رغبة وتوقع مثل ذلك الزميل هي نجاح محددود للحوثيين ، لكن لعله كان يستبعد وربما يستكثر وقد يدرك خطر محاولة سيطرة الحوثيين على كل شيء..
لاحظت محاولة ابتعاده عنهم مبكرا نسبيا وهو يعيش في الخارج منذ ما قبل العاصفة..
4- لفت نظري معرفة الزميل الاخر، بأسماء قادة حصار صنعاء من الحوثيين ، عندما كان يتصل بأحد الحوثين يسأله ( أشركني في الاتصال ! ) عن قائد المنطقة التي فيها منزلي ، فأجاب يمكن أبو يونس..؟ فرد الزميل الموتمري : لا، أبو يونس قايد في المكان الفلاني..!
تيقنت حينها إن التنسيق كان في أعلى مستوياته بين قيادات جناح في المؤتمر والحوثيين فيما يخص الحصار والإجتياح… غير أن الشخص ذاته في اتصال لاحق يوم خروج الحوثيين من المنزل قال : الزعيم زعلان مما يجري، وأقسم على ذلك عندما لم أصدقه ..!
وأضاف : لم يبق لنا جميعا الان سوى “عقل السيد” أو ” مروءة السيد” ..!
هل خرج الحوثي عن “النص” ، وعما هو متفاهم عليه صراحة أو ضمنا..أو متغاضى عنه ..؟ ربما ..!
لعله خرج فعلا عن كل ذلك.. لكن هل كان ينوي ويبيت ذلك الخروج من قبل .. أم أن اليسر والسهولة وتناقض الفرقاء والخيانات والتواطؤ هي التي ساعدت على ذلك.. ؟
5- تساءل كثيرون عن حقيقة دور وموقف صالح، حينها ..؟
كان كثيرون ، يتساءلون عن الستة الحروب التي خاضها صالح ضد الحوثي.. وكيف ستؤثر على مستقبل ما يبدو أنه تضامنا وتحالفا بينهما ..؟ وكيف ستكون النهاية بينهما .. بعد اجتياح صنعاء.؟
بلغني، في اليوم الثاني للغزو، على نحو مؤكد، أن صالح كان سعيدا بما يجري، وقيل : الزعيم مرتاح وقال للحاضرين : كل شيء سيكون على ما يرام .. !
بعد يوم 21 سبتمبر قال المصدر ذاته : الزعيم اليوم زعلان ، ومضطرب ، وألغى مواعيده .. !
وشاهد الناس مجاميع من الحوثيين تقدر بمأتي شخص حول منزل صالح .. واتصل بي أحدهم متسائلا : ترى هل هذه الجموع للحماية أم للاقتحام ..؟!
طبعا، نتذكر قصيدة ” الزعيم” التي نشرت على نطاق واسع : ” القضاء مثل السلف”..
كان لسان حاله في تلك القصيدة يقول : لقد نلت منكم..!
هذا هو أنا .. أنا من فعل كل هذا بكم، إنه الإنتقام..
ربما عمد صالح بعد اجتياح صنعاء ، إلى تشجيع الحوثي في التوسع في كل اتجاه بهدف توريط الحوثي وتشتيته أكثر بحيث لا يتمكن من التفرغ لتصفية حسابه مع صالح في المدى المنظور ..
في آخر إجتماع لمجلس الوزراء قبل الاجتياح : حدثني عدد من الوزراء ( لم أعد حينها في الحكومة ) ناسبين لوزير الدفاع قوله : علي عبد الله صالح مسؤول عما يجري حول العاصمة صنعاء بنسبة 75 ٪ ..
6- الرئيس هادي يقول : لم يطعني أحد ..
والحقيقة فقد فهمت من قبل، من الرئيس هادي رغبته في تحاشي قتال الحوثي ، مع أنه كثير ما كرر في لقاءات عامة : سنضرب بسيف السلم إلى حيث يصل .. بعدها نعرف كيف نستأصل الحوثي ..
هذه بعض إشارات سريعة ..وبالتأكيد هناك تفاصيل أكثر لدى آخرين .. وإذا قدر لنا كتابة ما هو أوسع في وقت لاحق فقد يؤتى بتفاصيل أوضح وأشمل عن أيام كانت مفصلية في تاريخ البلد لا تزال تبعاتها تدمي القلوب والعيون …
سيقف التاريخ على تلك الأحداث والتطورات و يتحسر على ما آل إليه حال شعبنا ويندد بكبرائنا الذين أضلونا السبيل ..
سيتساءل التاريخ عن جيشنا الكبير وسلاحه الكثير .. لمَ لم يحمِ عاصمة البلاد وهي تتعرض لغزو غاشم من مليشيا طالما حاربها من قبل .. وسيقف أمام مفارقة أن ذلك الجيش صار يقاتل الان في صف المليشيا التي قاتلها طويلا ..!
ربما لا نعلم كل شيء بعد ..!
مثل ذلك الإجتياح الخطير الذي ترتب عليه كل هذا البلاء، والشتات والدمار والألم يتطلب تقصٍ أوسع ودراسات أعمق وأشمل…
سيكون مهما وضع النقاط على الحروف بحيث تتعلم الأجيال القادمة وتعتبر، بأمل تحاشي المزيد من الخيبات والوقوع في الأخطاء التاريخية الفادحة …!
..
وزير الإعلام الأسبق، عن صفحته في “فيس بوك”