20 ألف بائع تين شوكي في صنعاء فقط (فرانس برس)
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
على باب اليمن التاريخي، في صنعاء القديمة، يجر الخمسيني “أحمد الحبيشي” ونجله صابر (15 عاماً)، عربيتهما المليئة بثمار “التين الشوكي” لبيعها للمارة، وسط إقبال كبير من الناس لشرائها، إذ لا يكاد يخلو بيت يمني من تلك الفاكهة حلوة المذاق.
ونتيجة للحرب وانهيار الاقتصاد، باتت العملة المحلية فئة (100) ريالاً ليس ذات قيمة تذكر، لكنها استعادت نوعاً من عافيتها مع دخول موسم “التين الشوكي” المعروف محلياً بـ”البلس” والذي يبدأ في 15 يونيو/ حزيران ويستمر حتى 15 سبتمبر/ أيلول، إذْ يمكنك أن تشتري بها شيئاً لعائلتك.
يقول الحبيشي، لـ”يمن مونيتور” وهو يقشر لنا قطعاً من الفاكهة: “أعمل في بيع “التين الشوكى” منذ 15 عاماً، تُدر علينا دخلاً ميسوراً مقارنة ببيع الفواكه الأخرى في ظل الموسم الحالي للتين، وإقبال الناس على شرائه”.
وحول عمل الطفل صغير السن إلى جوار والده، أجاب الأخير إن “صابر يساعده في رش الماء على الفاكهة المليئة بالأشواك والتي دائماً ما تشكل عائقاً له في بيع “التين الشوكي” إضافة إلى أن الماء يساعد في الحفاظ على الفاكهة من التلف ويبقي شكلها طرياً”.
وأضاف، “يقبل الناس على شراء البلس منذ الصباح الباكر وحتى الثانية ظهراً، وبعدها يخف الطلب على الشراء، ما يدفعنا للعمل في الحفاظ عليه بقية المدة”.
وعن سعر التين الشوكي، يقول أحمد إن ذلك يختلف من نوع إلى آخر، مشيراً إلى أن هناك أحجاماً كبيرة ومتوسطة واخرى صغيرة، إضافة إلى جودة منطقة إنتاج “التين الشوكي” فهي التي تدفع بالناس إلى شرائها بأي ثمن.
وعن المردود اليومي الذي يتحصل عليه من بيع ثمار “التين الشوكي”، قال الحبيشي إنه يجني ربحاً مالياً يتراوح ما بين “2000 – 3000 آلاف ريال يمني يومياً (الدولار = 484 ريال يمني)، ويختلف من يوم لآخر ” على حد قوله.
وحول الأماكن التي تشتهر في إنتاج فاكهة “التين الشوكي” قال أحمد إنها تأتيه من محافظة إب (وسط البلاد) وبالتحديد من منطقة “وادي بناء” وبشكل محدود من منطقة خولان (شمال شرق صنعاء).
غير أن بائعين آخرين يرون أن منطقة “غيمان” بمنطقة خولان بمحافظة صنعاء، تعد أولى المناطق اليمنية التي اشتهرت في إنتاج “التين الشوكي” حيث اتجه المزارعون هناك إلى الإكثار من زراعة الفاكهة الشعبية كسلعة زراعية أساسية بديلة عن شجرة القات.
من جهته، يقول محمد الحرازي (موظف)” إنه لا يكاد يمر يوم دون تذوق تلك الفاكهة، كما يفضل أكل هذه الثمرة في الصباح الباكر فهو يرى أنّ طعمها في ذلك الوقت ينعش الجسم وتشعره بالطاقة والنشاط قبل الذهاب إلى العمل”.
ويعد بيع ” التين الشوكي” فرصة عمل جيدة للفقراء والفلاحين لتحقيق مكاسب تجارية، في ظل الإقبال الشعبي على شراء الفاكهة التي يصفونها بـ”فاكهة الفقراء”، نسبة إلى أسعارها التي عادة ما تكون في متناول البسطاء من الناس.
وبشكل كثيف، ينتشر باعة “التين الشوكي” في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، على الأرصفة والجولات الرئيسية، والأسواق الشعبية، الممتلئة بالمارة، يجرون عربياتهم إلى كل حي وشارع ومنزل لعرض بضاعتهم المكشوفة.
ويتواجد في العاصمة اليمنية صنعاء فقط ما يقارب 20 ألف بائع تين شوكي، حسب إحصائية سابقة لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
وتقدر الاحصاءات الحكومية إنتاج اليمن من التين الشوكي ما بين 60 ألف طن ومائة ألف طن، وصنفت اليمن في المرتبة الثانية عربياً بعد المملكة المغربية التي تتصدر إنتاج التين الشوكي على المستوى العربي.
وتتميز فاكهة “التين الشوكي” بالعديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، فهو يساهم في التنحيف، ويساعد في عمليات الهضم، كما يستخدم الزيت المستخرج منه في مستحضرات التجميل، كذلك تقوم بذورها السمراء بتنظيف الجهاز الهضمي من الفضلات، بحسب دراسات طبية سابقة أجريت حول هذا الشأن.
إضافة إلى ذلك، فإن التين مطهر طبيعي للفم، ويخفض ضغط الدم المرتفع، وينقص من نسبة السكر في الدم، ويفيد في تهدئة الجهاز العصبي، لاحتوائه على نسبة مهمة من البوتاسيوم.