عربي ودولي

فنلندا تستضيف اليوم أول قمة بين ترامب وبوتين.. “حقل ألغام”

القمة تمثل حقل ألغام سياسي محتمل في الداخل بالنسبة لترامب بينما تمثل انتصارا جيوسياسيا لنظيره الروس، كما أنها تأتي بعد شهور من تبادل المجاملات. يمن مونيتور/هلسنكي/وكالات

تستضيف العاصمة الفنلندية هلسنكي، اليوم الاثنين، أول قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
وقالت “رويترز” إن القمة تمثل حقل ألغام سياسي محتمل في الداخل بالنسبة لترامب بينما تمثل انتصارا جيوسياسيا لنظيره الروس، كما أنها تأتي بعد شهور من تبادل المجاملات.
وأضافت: “لا يتوقع أي من الطرفين أن تتمخض المحادثات في العاصمة الفنلندية عن انفراجات كبرى باستثناء الكلمات الطيبة والاتفاق على إصلاح العلاقات الأمريكية الروسية المتدهورة وربما التوصل لاتفاق بشأن بدء محادثات في قضايا مثل الأسلحة النووية وسوريا”.
وتوقعت أن “يتفق الزعيمان، اللذان امتدحا قدرات بعضهما البعض القيادية عن بعد، أيضا على بدء زيادة عدد العاملين في سفاراتي بلديهما وعودة الممتلكات الدبلوماسية المصادرة بعد موجة من الطرد والتحركات العقابية في أعقاب تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا”.
وقال ترامب في تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم الإثنين، قبيل قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين “علاقاتنا مع روسيا لم تكن يوما أسوا مما هي عليه الآن بسبب سنوات من التهور والحماقة الأمريكية والآن الحملة السياسية” في إشارة إلى التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر.
وقبل القمة، قلل الجانبان من قيمة الحدث إذ قال ترامب لشبكة “سي.بي.إس” إنه سيدخل القمة “بتوقعات منخفضة” بينما قال جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي لشبكة “إيه.بي.سي” إن الولايات المتحدة لا تتطلع لتحقيق “إنجازات” وإن الاجتماع لن يكون منظما.
وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تلفزيون “آر.تي” أن توقعاته منخفضة أيضا. وقال إنه سيعتبر القمة ناجحة لو تمخضت فقط عن اتفاق لإصلاح خطوط الاتصالات التي انقطعت بين الجانبين.
وبالنسبة لبوتين فإن حقيقة عقد القمة، رغم حالة شبه النبذ التي تشهدها روسيا من بعض الأمريكيين وحلفاء واشنطن، هي فوز جيوسياسي لأنه يظهر، بالنسبة للروس، أن واشنطن تعترف بموسكو كقوة عظمى ينبغي وضع مصالحها في الاعتبار.
لكن بالنسبة لترامب، الذي أفادت لائحة اتهامات أمريكية صدرت في الآونة الأخيرة بأن فوزه بالبيت الأبيض حصل على دعم فعلي من 12 عميلا للمخابرات العسكرية الروسية، والذي لا يزال أفراد من دائرته المقربة تحت التحقيق لاحتمال التواطؤ مع موسكو، فإن القمة محفوفة بالكثير من المخاطر السياسية.
وقال أندري كورتنوف مدير مؤسسة رياك البحثية في موسكو المقربة من وزارة الخارجية: “نستطيع أن نقول بثقة إن المخاطر السياسية على بوتين أقل بكثير من المخاطر على الرئيس ترامب”.
وأضاف: “بوتين ليس لديه الكثير ليخسره ولديه الكثير ليكسبه لأنه ليست له معارضة في الداخل، وليس لديه برلمان ربما يكون عدائيا، كما أنه لا يخضع للتحقيق مثل ترامب. لكن إذا نظرت إلى الإعلام الأمريكي فإنهم يركزون بشكل أساسي على المخاطر المحتملة. لا أحد هناك يعتقد أن هذه القمة ستنتهي على خير”.
وخيم على رئاسة ترامب التحقيق في مزاعم بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة عام 2016. ونفى ترامب أي تواطؤ مع الروس من حملته، ونفت موسكو أنها تدخلت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى