اسمعني ياليد .. عندي لك خبطة صحفية قوية جدا.. وأنت إلا بس اندع لنا منه كم منشور بطريقتك الحلوة . اسمعني ياليد .. عندي لك خبطة صحفية قوية جدا.. وأنت إلا بس اندع لنا منه كم منشور بطريقتك الحلوة .
سفيرنا لدى جمهورية الصين الشعبية محمد عثمان المخلافي ضرب حقه الطباخ وأكل مستحقاته ومنعه من دخول السفارة ..وا ..وا …خبر طازج ياليد .
طبعا الطباخ صيني وعمره 75 عاما .. وقد له 39 سنةموظف بسفارة بلادنا في بكين وما أحد من السفراء اليمنيين السابقين تعسفه أو ضربه، بالعكس كانوا يكرموه ويهبوا له جوائز كمان .
تدري ياليد!! ..لوعندك نت قوي بازيد ارسل لك بالفيديو حق الطباخ وهو يتكلم مع قناة صينية .. الطباخ اسمه شوشو..
ولو فتحت الرابط الثاني ..بتجد نفس الخبر في وكالة الأنباء الصينية ..أنت بس دق ولا تقلق.. موش معقول الصين تكذب !!
كان هذا الليد الظريف الذي يراسلني على ماسنجر هو صديق محترم جدا و يقيم في بلد أجنبي غير الصين.. وقد تركني الآن متحمسا للقصة .. ومتضامن مع الطباخ العجوز ..ومتعطشا لفتح الروابط التي بعثها لي .
الرابط الأول حق الفيديو ما فتحش معي بسبب ضعف النت لدي في القرية ..والرابط الثاني الذي قال بأنه خاص بالخبر المنشور على وكالة الأنباء الصينية “شنخوا” قمت بفتحه وقادني إلى قراءة الخبر على الموقع الخاص بوكالة الصحافة اليمنية، وهي وكالة تتبنى سياسة إعلامية معادية للشرعية اليمنية والرئيس هادي ..في حين لم تكن وكالة الأنباء الصينية “شنخوا” قد تناولت القضية على الإطلاق.
في “شنخوا” أجريت بحثا عن كل الأخبار والتقارير التي يذكر فيها اسم السفير محمدعثمان المخلافي، ولكنني لم أجد له سوى تصريح تقليدي واحد أدلى به للوكالة قبل أشهر، ودعى فيه المجتمع الدولي إلى ممارسة الصغوط على الحوثيين للانصياع للقرارات الأممية الخاصة بالأزمة اليمنية.
أما الرابط الثالث فقد قادني إلى تقرير صحفي مطول تم نشره على إحدى المواقع اليمنية موقع “الأمناء نت” وهذا التقرير يستند في مجمله إلى مذكرة محاماة بعثها مكتب “بوقانغ ” للمحاماة إلى السفارة اليمنية في بكين استنادا إلى القوانين الصينية التي قام بموجبها الطباخ “نياه كه مينغ”الذي يدعى شوشو بتفويض هذا المكتب لمعالجة الخصومة بينه وبين السفير المخلافي.
تضمنت مذكرة المحاماة جملة من مطالب التعويض المادي التي على ضوئها سيتم تسوية الخلاف بين الطباخ والسفير بصورة ودية، ما لم يتم اللجوء ألى القضاء للفصل في هذا الخلاف .
وكانت عدد من المواقع الإعلامية اليمنية وخصوصا منها التي تحمل مسميات وتوجهات جنوبية أو حوثية قد تناولت القضية بوصفها فضيحة دبلوماسية غير مسبوقة ارتكبها السفير المخلافي على نحو يعرض أبناء الجالية اليمنية لمزيد من الإجراءات المشددة..
من الواضح أن هناك حملة إعلامية وسياسية منظمة تعمل على الإطاحة بالسفير المخلافي من منصبه.. وهذا لا يعني أن ادعاءات الطباخ باطلة بالضرورة ..لكن الحملة لا تعتمدعلى الإثباتات والأدلة المتعلقة بكل ما يتم نشره حول هذه القضية وإنما تعتمد على قوتها كحملة انخرط فيها أجانب من جنسيات مختلفة إلى جانب يمنيين بالطبع..
حسنا ..دعونا نفند تلك الاخبار ونطرح ملاحظاتنا عليها:
من الملاحظ أولا أن كل الأخبار التي تناولت القضية تقول بأن مصادرها وكالات أنباء صينية، دون إشارة منها إلى اسم واحدة من تلك الوكالات..
وثانيا فإن كل التقارير والأخبار ذكرت أن الطباخ شوشو يبلغ من العمر 75 عاما .. وهذا يدعو للإستغراب !!..حيث يفترض بكل شخص قد بلغ هذا العمر أن يكون قد تقاعد منذ زمن، فما بالك بمن يشغلون وظائف محلية في السفارات..وقد أغفلت الأخبار المتداولة هذه النقطة لأن هناك مصدر واحد للمعلومات المتطابقة في غرفة عمليات الحملة .
وثالثا تلك التقارير والأخبار ذكرت أن الطباخ شوشو قد عمل في السفارة اليمنية في بكين لمدة 39 عاما وهذا يؤكد بأنه لا يعمل كطباخ خاص بالسفير المخلافي الذي تم تعيينه قبل عامين سفيرا لدى الصين..ما يعني أن حقوق هذا الطباخ من حيث هو موظف محلي في السفارة يجب تصفيتها من خلال رفع السفارة إلى وزارة الخارجبة بكشف تفصيلي يوضح حقوق هذا الموظف ويتم صرفها من الوزارة وليس من جيب السفير.
كما أن الأخبار ذاتها تحدثت عن لجوء الطباخ إلى القضاء لطلب انتزاع حقوقه؛ لكن مذكرة المحاماة الذي بعثها محاميه إلى السفارة يجري تناولها من الحملة كما لو أنها قد أصبحت حكما يدين السفير بالاتهامات التي نسبت إليه..وكان يجب الانتظار لنرى ما سيقوله القضاء في الفصل بهذه القضية ..
بالنسبة لي كان التحدي الأكبر الذي جابهته يكمن في إقناع نفسي أولا بما أود أن أقنع به الجمهور الذي سيقرأ ما كتبت.. ولهذا السبب كنسلت منشوري الأول وفركشت منشوري الثاني على فيسبوك.. لعدم توفر هذه القناعة..
وقد كان لتواصلي مع الدكتور عبد الهادي المقطري رئيس الجالية اليمنية في مقاطعة فوجيان الصينية أهمية بالغة في مقاربة الأمور على نحو أوضح ..
وكانت الجالية قد أصدرت بلاغا صحفيا حذرت فيه من مغبة الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها السفارة اليمنية في بكين وينخرط فيها أجانب من جنسيات مختلفة ..
السفارة اليمنية من جهتها أصدرت بيانا لصد ما وصفه بالهجمة المنظمة التي يتعرض لها السفير المخلافي .. في تقديري لم يكن البيان موفقا ومقنعا، إذ كانت الفقرة الأخيرة من البيان المطول هي التي تحدثت عن تلاقي مصالح كل من الطباخ ومحاميه ومن وصفه البيان بـ”صاحب المصلحة ” من داخل السفارة ذاتها .
أشار البيان إلى أن صاحب المصلحة “الذي لم يذكر البيان اسمه” هو المسؤول الأول عن حقوق الموظفين ومتابعة قضاياهم .وعادة ما يكون القنصل هو المسؤول الأول عن حقوق الموظفين ومتابعة قضاياهم ..ووظيفة القنصل في السفارة اليمنية في بكين يشغلها عبد الله سنبل الذي أشار البيان بأن مصالحه الخاصة تأثرت وانتهت مع قدوم السفير المخلافي وترتيب العمل بشكل مؤسساتي .
أشار البيان إلى أن هناك قضايا تزوير واحتيال ونصب ستتضح معالمها مستقبلا وأن الحملة التي يتعرض لها السفير إلا تغطية لهذه القضايا.
سيكون علينا الانتظار ..أولا لا شك أن سنبل وهو “المسؤول الأول عن حقوق الموظفين ومتابعة قضاياهم “في السفارة سيدافع عن نفسه أمام اتهامات السفير ويحتدم هذا الصراع بين السفير والقنصل داخل جهاز الشرعية اليمنية ..ولابد أن يطيح أحدهما بالآخر من منصبه.
كما سيكون على السفير المخلافي الدفاع عن نفسه أمام اتهامات الطباخ شوشو، ومالم يتم تسوية الخلاف وديا سيلجأ شوشو الى القضاء الصيني ..الأمر الذي أكدت عليه مذكرة المحاماة التي بعثها محامي الطباخ شوشو إلى السفير المخلافي قبل أن يتم ترجمة هذه المذكرة وتسريبها من داخل السفارة ..
وللقضية بعدها الإنساني ياليد.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.