كتابات خاصة

رسالة مفتوحة إلى محافظ مأرب

فكرية شحرة

مأرب يلوث قلبها الدافئ أشباه ووكلاء الحوثي الذين يسرقون النازحين بمسمى ايجارات السكن والمرافق الخدمية كالفنادق والحدائق والمولات. مدينة اجتمعت فيها سخونة الجو وحرارة الشمس مع لظى الاسعار، في ظل طلب متزايد على العيش في مدينة، كانت يوماً ما في ظل الحكومات المتعاقبة، مغمورة!

قد كانت أرض جنتين فعلا؛ لكن لا شيء يبقى كما هو؛  يقول علماء الآثار إن جزيرة العرب كانت أنهارا غناء تسير فيها السفن..
لقد صارت بحارا من رمال محرقة؛ حتى الهواء حين يهب عليك من نافذة فتحت سهوا سيدخل لاذعا يلسعك بحرارة خانقة..
لن يقلقك جوها العسير القاسي..
فهي ليست مدينة تتحدث عنها الجغرافيا أو المناخ، أو أحوال الطقس..
إنها مدينة خالدة يتحدث عنها التاريخ ليس لما مضى في ملك سبأ، بل لأنها سد الجمهورية اليمنية في وجه الإمامة الزاحفة كأفاعي الصحراء..
مأرب قلب الجمهورية؛ التي نشبت فيها مزارع الفاكهة جنات غرستها قبضة الله في قلب صحراء جافة ..
هذه هي مأرب جامعة النقائض والعجائب..
جزيرة النجاة التي أغرقتها أمواج الاستغلال والأحتكار.
مأرب يلوث قلبها الدافئ أشباه ووكلاء الحوثي الذين يسرقون النازحين بمسمى ايجارات السكن والمرافق الخدمية كالفنادق والحدائق والمولات.
هؤلاء الجبابرة أشد علينا من جبروت الحوثي، فقد سدوا بجشعهم في وجوهنا باب النجاة الوحيد.. مأرب الحرية والأمان.
هؤلاء الطغاة المسكوت عنهم الذين نزعت من قلوبهم الرحمة نحو اناس هربوا من جحيم الحوثية إلى جهنم الاقطاعيين ومالكي البيوت والعقارات..
 العجيب أن أصحاب رؤوس الاموال  والمستثمرين كدح الناس أغلبهم من خارج مأرب، من  مدن النزوح والتشرد أتوا لينهوا ما تبقى من كرامة مواطنيهم في استغلال فاضح لحاجاتهم.
كان الله لكم أيها الفارون من جحيم الحوثية إلى لظى اللصوص باسم الشرعية.
كان الله في عوننا ونحن نقف عاجزين أمام كوارث هذا الوطن وقد نزعت الرحمة والمروءة من قلوب الكثيرين.
لكننا نناشد ولاة الأمر فلا ننسى أن في مأرب روح الجمهورية سيادة النائب وفيها سلطان الكرم محافظ مأرب..
فيا سيادة المحافظ يا سلطان العرادة أن هؤلاء الناس يرون فيك الخير لمارب ولليمن كله.. يرون فيك اردوغان اليمن الذي فتح بلاده للاجئين من وحشية القتلة.. يرون فيك الرجل الوطني الذي ينهض ببلده.
انظروا بعين الرأفة لحاجة الناس، فلا شيء يرفع مقام حاكم سوى إعانة الناس في وضعهم المعيشي؛ راجعوا هؤلاء المحتكرين المستغلين الذين رفعوا أسعار الايجارات لدرجة جنونية يعجز عنها النازح الذي خلف كل شيء وراءه هربا من جبروت الحوثية ولصوصيتها.
الاستغلال ينخر مأرب على كل المستويات؛ من حديقة الأطفال وحتى مأوى الرأس.
يا سيادة المحافظ: التفتوا لتعمير مأرب بمرافق ووحدات سكنية وبنى تحتية تقي الضعفاء ابتزاز القادرين؛ اكسروا هذا الاحتكار الظالم لأصحاب رؤوس الأموال الذين لا يشعرون بمعاناة الناس وتشردهم وضياعهم على أرصفة هذا الوطن.
إن مساعدة الناس على ابتلاع صعوبة الحياة في هذه الحرب هي أوسع أبواب الوطنية والخيرية وهي القداسة التي تغرس في القلوب دعوات لكم أن يسدد الله خطاكم في إدارة مدينة كمأرب تشرق كالشمس في حلكة الوضع؛ كالنصر في ظلمة الحرب.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى