الدعوة إلى التجديد والتطوير ورسم خطط وبرامج لتنمية أحزابنا السياسية، لا يسمى نقداً، وإنما دعوة تجديد وتطوير ومواكبة.
الدعوة إلى التجديد والتطوير ورسم خطط وبرامج لتنمية أحزابنا السياسية، لا يسمى نقداً، وإنما دعوة تجديد وتطوير ومواكبة.
لكن للأسف الشديد أن كل الأحزاب السياسية تدّعي أنها تقبل النقد، ولكنها لا تمارسه في واقعها.
فما هو النقد إذاً؟!
المطالبة بمشاركة الآراء نسميه نقداً؛ ورفض الوصاية الفكرية، ونبذ الاستبداد الفكري نسميه نقداً.
وبرغم أنها حقوق، إلا أننا نستل سيوفنا للمواجهة لنبدأ الهجوم على المطالب بها.
ويا ليتنا نهاجم فكرته بمنطق عقلاني مقنع، كأي حزب سياسي ناجح يعرف ماذا يريد !
للأسف نحفظ بعض الكلمات التي لا تنم إلا عن العجز السياسي أو غياب المنطق ..
مثلاً: لا ينبغي الحديث في هذا.
هذا فكر غربي وتقليد.
لا يجوز الخوض في هذا.
هذا يخدم الأعداء!
وهذا كلام لا يصدر إلا من ظالم وحاقد ولا ينبغي أن نرد عليه !
وإذا سلمنا بأن هذه ردود من قادة أحزاب إلى أفرادهم من باب فرض هيبة وعجز إجابة؛
فإلى متى ستستمر، وتحت أي مسمىً نسمي ردودكم هذه؟!
رجاء احترموا عقول الناس والأفراد.
فإذا كانت أحزابنا السياسية تلجم أفرادها المنتمين إليها، وتمنع عنهم طرح آراءهم لحجج كثيرة،
فكيف يمكننا أن نتصور المآلات تجاه من يعارضون!
الحزبية وسيلة تنظيمية جماعية، لتبني أفكار، وتضافر جهود، ورسم خطط، ومناقشة سياسيات داخلية وخارجية، ومعالجات مشاكل وطنية داخلية، ومشاكلنا الإقليمية والدولية، وحلول لمعالجة مشاكل “التطرف الديني”، والمذهبي والمناطقي.
فهل لدينا حلول ورؤية واضحة لكل هذا؟!
إلى كل متعصب يستأثر بالمجد؛ توقف لا تعلم عن ماذا تتحدث.
الأحزاب التي ستنهج النهج السابق، ستتلاشى بسرعة كبيرة.. لماذا !
لانفضاض المفكرين عنها بعد يأسهم من تغير عقليات قادتهم، فتتشتت الجهود وتضيع الطاقات، وتفقد حزبيتنا الغرض المرجو منها.