كتابات خاصة

الإرهاب الفكري وجريمة الضالع

أحمد ناصر حميدان

هو ضحية حقن وشحن وتحريض مناطقي طائفي قذر، تمارسه نخب متضررة نفسيا وروحيا وثقافيا من استبداد الماضي الذي ما زال يعكر صفو الحاضر ليعيق المستقبل؛ ماضي يحاول أن ينهض اليوم بجناحين، أولهما لوبي المصالح والفساد، وثانيهما النخب المتضررة والمصابة التي لازالت تعيش دور الضحية والانتقام.

مقتل فنان الاسكتش جلال السعيدي في الضالع هو استمرر للإرهاب الفكري والثقافي والسياسي والديني الذي يعكر صفو تطبيع الحياة وتجاوز تداعيات الحرب اللعينة، لنكن امة كسائر الأمم مصدر فخر لا مثيرة للشفقة تنطلق للنهضة.

هو ضحية حقن وشحن وتحريض مناطقي طائفي قذر، تمارسه نخب متضررة نفسيا وروحيا وثقافيا من استبداد الماضي الذي ما زال يعكر صفو الحاضر ليعيق المستقبل؛ ماضي يحاول أن ينهض اليوم بجناحين، أولهما لوبي المصالح والفساد، وثانيهما النخب المتضررة والمصابة التي لازالت تعيش دور الضحية والانتقام.
جريمة لم تحرك بعض الضمائر الميتة، ولم تؤثر في النفوس المريضة، بل أشبعت تعطشهم للدماء وزهق الأرواح، هي امتداد لسلسلة جرائمهم، استهدفت وما زالت تستهدف كل مناضل يحاول تجاوز الطائفية والمناطقية، يناهض الكراهية والعنصرية، يدعو للإنسانية والدولة العادلة والحرية والمواطنة، تستهدف منابر التنوير وصلاح الحال، من أئمة المساجد والشباب المقاوم للظلم والاستبداد والقهر، مناضلي دولة المواطنة والعدالة الدولة الاتحادية المنصفة وعلى رأسهم الشهيد البطل المحافظ جعفر محمد سعد.
لم يكن جلال كغيره من الضحايا سببا فيما حدث ويحدث للوطن و الجنوب اليمني، لم يمتشق بندقية ولم يتنفس كراهية، كان بسيطا مفقر ماديا لكنه مرتقي أخلاقا وثقافة وغني قيم وإنسانية، كان عابر للمناطقية والطائفية، سلاحه الكلمة يرسم البسمة في وجوه البائسين، ويطمئن الخائفين، ويعالج الم المتألمين، ليتجاوز المتعصب عصبيته، كان جزءاً من جبهة مواجهة العنف والتوحش والإرهاب وتداعيات الحرب، وتطبيب جراحها ومحو آثارها النفسية العميقة على الشخصية وخاصة الأطفال بنية المستقبل، وترميم الشرخ المجتمعي و الوطني، لتجاوز حالة الاكتئاب وظاهرة الكراهية والانتقام، لزرع روح التسامح والإخاء والمحبة.
حرب لها أبطالها في الجبهات، وأبطالها في الداخل المحرر لتطبيع الحياة، ولها أنذالها في إعاقة النصر، نخب تهيئ المجتمع لخدمة أجنداتها ونفسيتها المريضة، نخب مصابة بالداء وتفرزه في الوسط الاجتماعي ليستفحل، لينتج لنا وحوش إرهابية كابي القينقاع، يستفز العامة والزائرون لعدن أيقونة الحب والتسامح ثغر اليمن الباسم المطل على العالم، بعبارته القذرة (ايش جاب أبوك لعدن)؛ مهين لكرامة الإنسانية، في أوكار السجون السرية، التي تفقد الفرد آدميته وإنسانيته معاً، وتزرع فيه التطرف والحقد وروح الانتقام، يزج به فيها سليم معافى ليخرج  منها مريض إرهابي يهدد المجتمع والسلم الاجتماعي.
هل وصلنا لحالة الانحطاط التي حذرنا منه؟ وسخرنا أقلامنا منذ سنوات للتصدي لأدواته، محاولين تشكيل رأي عام لمحاربة قضايا وظواهر خطرة تهدد المجتمع والوطن.
ما زال الجهل والتخلف والعصبية والتطرف عائقا أمام ذلك، لن نستسلم وسنستمر ننير العقول ونوجه الناس ليتنفسون حرية وحب وتسامح وإخاء لنتجاوز قبقاب الضحية والكراهية والانتقام وحالة الانفصام عن الواقع، بالنبش بقمامات الماضي وتراكماته لنكران الهوية والتنكر للقيم والثوابت الإنسانية والوطنية، النصر حليف الحق والحب والإنسانية والعدالة لوطن يستوعب الجميع.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى