من عدن العاصمة نعتذر نحن البسطاء المدنيون للعيد، لن نفرح بقدومك، بدون رواتب وبعضنا لأشهر، رواتب تنهار بانهيار العملة، وتتدهور حالتنا المعيشية، فاقدي لسبل الحياة البسيطة بخدماتها، لا كهرباء وماء ولا مشتقات نفطية.
في بلدي اليمن ننتظر العيد عسى أن يكسي قلوبنا المكلومة فرحا وسرور، بعد أن فاض بنا الكيل ألماً وحزناً وقهراً وعذاباً، من انقسامات وانهزام وفقر متزايد وفساد يزكم الأنوف، وانغماس في الماضي، والهرولة للخلف بخطوات سريعة.
من عدن العاصمة نعتذر نحن البسطاء المدنيون للعيد، لن نفرح بقدومك، بدون رواتب وبعضنا لأشهر، رواتب تنهار بانهيار العملة، وتتدهور حالتنا المعيشية، فاقدي لسبل الحياة البسيطة بخدماتها، لا كهرباء وماء ولا مشتقات نفطية.
غلاء فاحش، حرم الكثير من ملابس العيد، ولحمة وشحمة العيد، وحلويات العيد، حرم الأطفال فرحة العيد، عن أي فرحة لطفولة تغتصب، وأمهات مكسوة بالحزن على أبنائها في سجون الظلم وغياهب الظلام، وعدالة عرجاء غير قادرة على إنصاف المظلوم ومعاقبة الظالم، غير قادرة على وقف نزيف الدم وإهدار الأرواح، حاميها يحمي المقبوض عليهم لطي صفحتهم في غياهب النسيان.
بعد تحريرها تركت عدن ضحية صراع محتدم بين كيانات طارئة أوجدتها الحرب وتداعياتها، فبسطت على الوظيفة العامة و الإيرادات، دون مؤهل ووعي بمفاهيم وأدبيات العمل، لهطت حتى صارت لوبي مصالح بثراء فاحش. الفوضى رزق وترعى مصالحهم وتدر ربحاً وفيراً لهم، وتمنع أيضاً إصلاح واقع عدن كعاصمة، وميناء ومصفاة يدر على عدن خيراً ويغطي السوق المحلي بأسعار تواكب المستوى المعيشي لتستقر عدن وتحد من غلاء أسعار سلع اليوم القادمة براً من موانيء التحالف المعني باستقرار عدن.
الاستقرار عصب الحياة في عدن، لتفرح في الأعياد والمناسبات، بفريق عمل مشترك على الأرض يقدم خدماته للناس والمجتمع والوطن، بعيداً عن النقار السياسي، والتبرؤ من المسئولية ورميها على كاهل طرف وتحميله كل المائلات والمشكلات، ويعطي لنفسه الحق في التربص للأخطاء وحصر التجاوزات وتوزيع التهم وصكوك الوطنية؛ فيجد نفسه مضطرا لإعداد المصائد ودعم المصائب، وتحتفل عدن بتحريرها بمنصة تخلو من محرريها.
تتوهج بوادر الأمل والتفاؤل في عدن بين الناس بتوافق التحالف ممثل بدولة الإمارات والشرعية، على مستوى وزراء الداخلية، ويتطور لمستوى الرئاسة، لدعم الشرعية وتخليص عدن من الكيانات المعرقلة للاستقرار، بتوحيد التشكيلات الأمنية تحت قيادة موحدة بسلطة دولة بشخصيتها الاعتبارية كمؤسسة وطنية، لتزول للأبد كل الكيانات الطارئة والمليشيات التي أوجدتها الحرب تحت مسميات مختلفة وتتبع أشخاص بعينهم بولاء وعقيدة غير وطنية، وإصلاح وتنقية الوظيفة وفق المؤهل والاستحقاق لتعمل المؤسسات بمهنية ووطنية.
أمل في ترسيخ مؤسسات الدولة وتفعيلها على الواقع، لتستعيد عدن مواردها وتشغل مؤسساتها الإيرادية والسيادية، وتفعيل مؤسسات الرقابة والمحاسبة، والقضاء والنيابة، وإرساء العدل وإنصاف المظلومين، مؤسسات تحارب الفساد والإرهاب بإستراتيجية دولة محكومة بالنظام والقانون والدستور، عسكريا وفكريا وثقافياً، تستهدف إصلاح النفوس وإنارة العقول دون انتزاع الأرواح وإهدار الدماء،حينها سنفرح بتحرير عدن المستقرة اقتصاديا وسياسيا ومعيشيا ومنافس قوي في المنطقة.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور