قبل أي قول؛ أتقدم بأحر التعازي إلى القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة عامة، وإلى سمو الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى كافة منتسبي جيش الإمارات الباسل وإلى جميع أسر الشهداء الذين سقطوا في ميدان المعركة دفاعا عن الحق والعدل والشرعية في اليمن. قبل أي قول؛ أتقدم بأحر التعازي إلى القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة عامة، وإلى سمو الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى كافة منتسبي جيش الإمارات الباسل وإلى جميع أسر الشهداء الذين سقطوا في ميدان المعركة دفاعا عن الحق والعدل والشرعية في اليمن.
والقول موصول إلى القيادة السياسية في مملكة البحرين وأسر الجند الذين قضوا في اليمن من أجل الحق لا العدوان وكذلك التعازي موصولة إلى أهلنا في المملكة العربية السعودية.
(2)
اليوم المشهود، اختلط الدم الخليجي بالدم اليمني على تراب اليمن العزيز، ليرويان شجرة الحرية والعدل والوحدة اليمنية فحسب بل والوحدة اليمنية الخليجية. في عام 1970 شرب صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة من دم أبناء اليمن الذي استشهدوا دفاعا عن جزيرة أبو موسى ضد العدوان الإيراني عشية إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة، واليوم يكتمل نصاب وحدة الدم اليمني والخليجي، فهل بعد ذلك شك يراود البعض منا في وحدة المصير بين مجلس التعاون والجمهورية اليمنية؟ وليس هناك جدال بأن القرارات السياسية والعسكرية والاقتصادية يجب أن تكون موحدة اليوم بين دول مجلس التعاون واليمن الشقيق، الأمر الذي يصب في مصلحة الجزيرة العربية بحدودها الجغرافية، ولا يفوتني توجيه الشكر إلى القيادة السعودية على تصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين في المملكة سواء الذين دخلو البلاد بطريقة مشروعة أو غير مشروعة، ونتمنى على بقية دول المجلس أن تحذو حذو السعودية بفسح المجال للعمالة اليمنية لتحل تدريجيا محل العمالة الآسيوية.
(3)
قرأت تصريحات السيد ياسين مكاوي مستشار الرئيس عبد ربه منصور، والحق أنها تصريحات تحتاج إلى وقفة تأمل أنه في واقعه ” كلام حق لكن يراد به باطل”.
الحق، أن اليمن يحتاج إلى سواعد وإرادات عزم، وتصميم وألفة بين القيادات، وأن تكون مصلحة الوطن فوق مصالح الأفراد والجماعات والأحزاب. القيادات السياسية اليمنية المتراكمة في الرياض منشغلة بالتطاحن فيما بين أفراد وجماعات تلك القيادت بينما البلاد تعيش حالة حرب ضروس.
ولعلي لا أذيع سرا إذا قلت إنه لا يوجد ذلك الود بين الرئيس عبد ربه ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح، والرئيس وبعض القيادات العسكرية التي جمد فاعليتها على كل الصعد. بهذا التطاحن تعطلت أعمال وتعثرت مشاريع لا شك بأنها كانت ستعين كل القوى على إنجازات التحرير وإعادة الأمن والاستقرار في ربوع المحافظات المحررة على الأقل، ولا شك بأن الرئيس منصور يتحمل المسؤولية كاملة في هذا المجال، أنه متهم بالسلبية والجمود.
(4)
يقول السيد مكاوي في تصريحه: “إن أداء الحكومة ضعيف” يعني أداء الوزارة برئاسة خالد بحاح ضعيف وغير منتج، وهنا نسأل أليس ضعف الحكومة، أي الوزارة، هو نتيجة لضعف رئيس الدولة وسلبيته وشكوكه في كل من حوله إلا فيئة قليلة لا تزيده قوة بل تبحث عن تعظيم فوائدها منه؟ هل مُكّن رئيس الوزراء من تنفيذ مهامه كما جاءت في بند صلاحيات رئيس الوزراء في النظام الداخلي للدولة؟ رئيس الوزراء، إلى جانب تلك الوظيفة فهو نائب للرئس فهل فوض الرئيس جزءا من صلاحياته إلى نائبه أو أنه يمارس على نائبه ما مارسه الرئيس السابق على عبد الله صالح عليه، أي على عبد ربه منصور عندما كان نائبا للمخلوع؟
هل يا سيادة المستشار مكاوي يستطيع رئيس الحكومة خالد بحاح أو غيره أن ينجز عملا في الميدان دون ميزانية تحت تصرفه؟ هل سمح الرئيس منصور لنائبه ورئيس وزرائه أن يجوب دول العالم ليشرح للقيادات السياسية في تلك الدول حال اليمن وما حل به وينشد العون من أجل كل اليمن؟ معلوماتي تقول إن دولة عربية صديقة ومشاركة في تحرير اليمن دعت رئيس الوزراء السيد بحاح لزيارتها للاطلاع عن قرب عن حاجة اليمن وما يمكن عمله من أجل تقوية الحكومة اليمنية ماليا وإعلاميا وسياسيا، لكن اعترض الرئيس على تلك الزيارة ولم تتم.
هل مكن الرئيس منصور رئيس الوزراء من إبقاء حقيبة الخارجية بيد وزير له باع في العلاقات الدولية، السيد الصايدي، ليكون وجه الدولة أمام العالم الخارجي بدلا من وزير بالإنابة لحقيبة الخارجية.
إن الكاتب لا يقلل من قدرات ومهارات الوزير رياض ولكن يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. الدكتور رياض ياسين مكانه الطبيعي وزارة الصحة وله علاقات دولية في هذا المجال واليمن يحتاج إلى جهوده وخبرته الطبية في هذا المجال ولا علاقة له بالسياسة الخارجية.
يطالب السيد مكاوي في تصريحاته المنشورة في جريدة الشرق الأوسط في 5 /9 إلى تشكيل “حكومة طوارئ تقود المرحلة” يعني ذلك بكل وضوح إقالة السيد خالد بحاح من رئاسة الوزارة والاكتفاء به نائبا للرئيس دون صلاحيات كما كان عبد ربه منصور في عهد عبدالله صالح.
(5)
نتفق مع السيد مكاوي على تشكيل حكومة طوارئ تقود المرحلة شريطة انتقال رئاسة الدولة بكل أركانها إلى العاصمة اليمنية الموقته عدن المحررة، على أن يكلف بحاح برئاسة وزارة الطوارئ المقترحة، نظرا لأنه الشخص الذي وافقت عليه كل القوى السياسية المختلفة في صنعاء قبل انقلاب الحوثيين على الدولة واجتياح كافة محافظاتها وطرد رئيس الجمهورية إلى خارج البلاد.
رئيس الوزراء خالد بحاح كان أول مسؤول كبير يعود إلى مدينة عدن بعد تحريرها من الحوثيين وأنصار صالح، واليوم عدن ومحافظات أخرى قد حررت ويحرسها أكثر من ألفي عسكري من كل من دولة الإمارات والمملكة السعودية وكذلك الجيش الموالي للسلطة الشرعية، ولم يعد هناك عذر للقيادات اليمنية أن تبقى خارج اليمن.
لقد أشار السيد مكاوي في تصريحاته إلى أن هناك تلكؤا في تنفيذ قرارات الرئيس عبد ربه منصور باستيعاب أفراد المقاومة الشعبية في إطار القوات المسلحة والأمن العام، لهذه الأسباب وغيرها عودة الرئيس لمنع ذلك التلكؤ وللإشراف على تحرير بقية اليمن من البغاة..
إن الكاتب ينبه إلى خطورة بقاء القيادة اليمنية بكل أركانها خارج اليمن، أن ذلك البعد عن اليمن يدفع بقوة لهيمنة دعاة الانفصال إلى التمكن من مفاصل جنوب اليمن وكما يدفع أطرافا أخرى تحت مسميات مختلفة منها القاعدة وغير ذلك من التمكن ومن ثم تبقى اليمن كلها في دائرة الاضطراب وعدم الاستقرار مما يقود اليمن ودول مجلس التعاون إلى عواقب وخيمة.
آخر القول: يتحرر اليمن من البغاة بقيادة سعودية وخليجية، إلى جانب القوى الوطنية اليمنية، فمن حق دول الخليج المشاركة في التحرير على القيادات السياسية اليمنية أن تشاركها في رسم المرحلة الانتقالية، ولا يعني ذلك انتقاصا من السيادة اليمنية بل ترسيخا لها، مع تنبيه الجميع بمخاطر المحاصصة في أي تشكيل للحكومة القادمة.
*نقلاً عن “الشرق” القطرية