برنامج التحصين ضد الكوليرا “متوقف” منذ نحو عام.. الحوثيون يواصلون حربهم ضد التطعيم!
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
رفضت جماعة الحوثي المسلحة السماح بإطلاق حملة التطعيم ضد مرض الكوليرا في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. في وقت تمكنت منظمة الصحة العالمية من إطلاق الحملة في مناطق تقع تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
وتأخر برنامج التطعيم ضد الوباء الفتاك نحو عام، بسبب تعنت جماعة الحوثي، ومنع المنظمة الدّولية من إطلاقها حتى توفير أدوية تطلبها الجماعة بديلاً عن شحنات التطعيم الأمر الذي دعا منظمة الصحة للقول “إنها لم تحصل حتى الآن على إذن للقيام بحملة التطعيم في جميع أنحاء البلاد”.
وقال مسؤول في وزارة الصحة العامة والسكان ل”يمن مونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته: ان قيادات جماعة الحوثي المسيطرة على مفاصل الحكم في صنعاء ترفض إطلاق حملة التحصين ضد وباء الكوليرا المنتشر في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وأضاف في حديثه مع مراسل “يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته: أن الوكلاء في وزارة الصحة العامة والسكان المحسوبين على جماعة الحوثي كانوا قد طلبوا أدوية من المنظمات العالمية على رأسها منظمة الصحة العالمية (WHO) خاصة ومحددة تختص بعلاج الجرحى موضحين لهم بأن اليمن في حالة حرب وقتال وليست بحاجة إلى مثل كذا أدوية تختص باللقاحات.
وعلم مراسلنا في محافظة صنعاء أن موظفي الإغاثة لا يريدون إثارة ضجة تخوفاً من انتقام الجماعة، واكتفوا بالتعليق على الموضوع قائلين: إن كبار المسؤولين الحوثيين اعترضوا على التطعيمات وقد أدى ذلك إلى تأخير البرنامج نحو عام تقريباً.
وتقول منظمة الصحة إن هناك أكثر من مليون حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن و2275 حالة وفاة مسجلة نتيجة هذا المرض منذ نوفمبر تشرين الثاني 2016.
وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية بدأت الحملة في أربع مديريات بعدن مستهدفة تطعيم 350 ألف شخص بالتزامن مع موسم المطر الذي يخشى موظفو الصحة من أنه قد يؤدي إلى زيادة انتشار المرض.
من جانبه تحدث مايكل رايان المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية في إفادة صحفية” لدينا خطط لمد ذلك إلى كل المناطق المعرضة للخطر وما زلنا نتفاوض مع السلطات الصحية في شمال البلاد وصنعاء من أجل التخطيط لهذه الحملات وحتى الآن لم نحدد مواعيد لهذه الحملات ولكننا على استعداد للتحرك.. فور الحصول على الموافقات اللازمة.
وقال لورينزو بيزولي خبير منظمة الصحة العالمية في مرض الكوليرا في تغريدة على تويتر من عدن يوم الأحد إن الحملة تأمل بأن تغطي ما لا يقل عن أربعة ملايين شخص في المناطق المعرضة للخطر.
وقال ريان إن شبكات الصرف الصحي ومعالجة المياه دُمرت في مناطق كثيرة من اليمن كما أن الحصول على الرعاية الصحية ما زال محدودا للغاية.
وفي يوليو/ تموز 2017 خصصت مجموعة التنسيق الدولية المعنية بتوريد اللقاحات مليون لقاح كوليرا لليمن لكن منظمة الصحة العالمية والسلطات المحلية قررتا إلغاء خطة التطعيم لأسباب لوجيستية وفنية وتم توجيه جرعات التطعيم إلى جنوب السودان بديلاً عن اليمن.
وتستمر الجماعة في محاربة حملات التحصين والتطعيم وتدعوا لوقف التحصين وقد اطلقت حملة تحذيرات هي الأولى للعام الجديد 2018 ضد حملة التحصين ضد المرض الوبائي لفاشية الوفيات بوباء الاختناق “الدفتيريا” سبقتها حملات سابقة تسببت في تراجع تغطية التطعيم “اللقاحات” للعام الحالي 2017 عن العام الماضي 2016، عبر تورط قيادات على رأس هرم القطاع الصحي تنتمي لجماعة الحوثي تعارض وتشكك في التحصين.
ولم يكن تعنت ورفض جماعة الحوثي وليد اللحظة فعلى مدى ثلاث سنوات بدأت الجماعة رفضها دخول اللقاحات إلى اليمن حيث أكد مصدر طبي لـ”يمن مونيتور” في شهر أغسطس/آب 2016 : إن جهاز الأمن القومي رفض دخول لقاحات خاصة بالأطفال إلى العاصمة صنعاء عبر فترات الهدنة التي يتم الاتفاق عليها من طرفي الحرب لدخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
مضيفاً: تم إرجاع اللقاحات من مطار صنعاء الدولي أربع مرات بحجة عدم حاجة الأطفال اليمنيين إلى اللقاحات وطلب مساعدات علاجية أخرى تختص بعلاجات الحرب وعلاجات لا تخص التلقيح وإنما طلب مستلزمات علاجية أخرى.
وتابع قائلاً: تأخرت الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال وإعطاء فيتامين (أ) الذي كان من المقرر تدشينها في شهر أغسطس 2016م بسبب رفض جهاز الأمن القومي السماح لها بالدخول إلى صنعاء لكي يتسنى توزيعها على جميع مديريات ومحافظات الجمهورية لكي يتم تطعيم عبر تحصين الأطفال دون سن الخامسة من منزل إلى آخر.