اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“عيد العُمال” في اليمن.. “صناعة المأساة” لا أعمال ولا أجور

تبقى أم محمد بائعه “الخبز” بحي مذبح بالعاصمة صنعاء، بلا إجازة في يوم عيد العُمال، فزوجها المعلم لم يستلم راتبه منذ عام ونصف، وفشل في الحصول على عمل حر منذ ذلك الحين.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تبقى أم محمد بائعه “الخبز” بحي مذبح بالعاصمة صنعاء، بلا إجازة في يوم عيد العُمال، فزوجها المعلم لم يستلم راتبه منذ عام ونصف، وفشل في الحصول على عمل حر منذ ذلك الحين.
سأل “يمن مونيتور” أم محمد عن ما تجنيه في اليوم كأرباح من المهنة فقالت إنها في أحسن الأحوال تجني “1000 ريال” (دولاران) طوال الظهيرة. وتضطر للبقاء بالقرب من مطعم شعبي من أجل بيع ذلك الخبز من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً.
وقالت “أم محمد” إنها تعول 4 أطفال فيما زوجها “المعلم” في مدرسة حكومية لم يستلم مرتبه، ويفشل في البحث عن عمل آخر نتيجة إصابته باشتباكات عام 2014 بين الحوثيين والقوات الحكومية عندما سقطت قذيفة بالقرب منه وهو عائد للمنزل، وعلى إثرها يمنع من أي أعمال ثقيلة.
وتشير أم محمد إلى أن الأعياد والإجازات الجميلة اختفت تماماً من حياة العائلة، وأن الحديث عن عيد العُمال أصبح يثير الضحك والاستهزاء.
ولفتت أم محمد إلى أنّ طلبة الجامعة، قاموا بتهنأتها بعيد العمال، لكنها ليست أكثر من “مزحة” عرفت خلالها أنّ اليوم الثلاثاء يوافق عيد العمال.
ولم يستلم موظفو الحكومة منذ سبتمبر/أيلول2016 رواتبهم في مناطق سيطرة الحوثيين، فيما تتلكأ الحكومة التي نقلت البنك المركزي من صنعاء إلى عدن في تسليم رواتب الموظفين المحافظات الواقعة تحت سيطرتها عدا محافظة مأرب.
من جانبه، يرى الخبير في الشأن الاقتصادي فاروق الكمالي، أن عمال اليمن يعانون بسبب الحرب المستمرة منذ مارس 2015، والتي دخلت عامها الرابع، وخسر عشرات الآلاف مصادر رزقهم، ومنهم العاملين بالأجر اليومي، وعمال وموظفي القطاع التجاري الخاص الذين وجدوا أنفسهم في الشارع بعد اغلاق الشركات التي يعملون فيها وتسريحهم، والمزارعين الذين فقدوا سبل العيش بسبب تضرر قطاع الزراعة.
ويعتقد الاقتصادي الكمالي في تصريح لـ”يمن مونيتور”، أنه يمكن تعويض خسائر العمال في قطاعات الصناعة والخدمات والزراعة وعمال اليومية من خلال قطاع البناء والتشييد الذي يشهد انتعاشاً منذ مطلع عام 2017، خصوصا في المدن المحررة وأبرزها عدن ومأرب وحضرموت، وعلى العمال في هذا القطاع تنظيم أنفسهم في أطر نقابية للاستفادة من نمو قطاع البناء في خدمة العمال.
ولفت إلى أن الحرب عملت على إضعاف الدور النقابي للعمال وتهميش أو تسيس اتحادات ونقابات العمال، ويتعرض العاملون في النقابات للابتزاز والقمع في العاصمة صنعاء وبقية مناطق الحوثيين، وأصبح المطالبون بالرواتب متهمون بالخيانة ومهددون بالسجن.
ومضى قائلاً:” هذا طبيعي في ظل سلطة جماعة متمردة، والمطلوب أن يتم رد الاعتبار للعمل النقابي في مناطق الحكومة الشرعية وأن تؤدي النقابات دور مهم وفاعل في استكشاف فرص العمل وتدريب العمالة غير المؤهلة”.
العامل اليمني محمد سعد الريمي، يقول إنه لا يعرف أو يعلم عن “عيد العمال” لذي يحتفل به عمال العالم، للمطالبة بحقوقهم إلا من بعض زملائه في العمل، معتبراً الاحتفال بالعيد الذي بدأه عمال صناعة الملابس بولاية فيلادلفيا الأمريكية عام 1869، تشبيه بـ”الكفار”.
وفي جول ميدانية، نفذها مراسل “يمن مونيتور” لأماكن حراج عمال اليمن، قال أحمد ناصر أحد العاملين في مجال “مواد البناء” إن الأسبوع يكاد يمشى بالكامل دون عمل، ولا يعرف عن عيد العمال شيئاً إلا من خلال سؤالنا له.
وقال إن ارتفاع المعيشة ومتطلباته الأسرية، التي تتزامن مع قرب دخول شهر رمضان جعلتهم يفكرون في العمل أكثر من الاستمتاع او الانتباه بيوم عيد العمال أو حتى الأعياد الأخرى (إشارة إلى عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك السنوي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى