كتابات خاصة

احتكار الحب!

إفتخار عبده

بعيداً عن السياسة وأهلها، وضجيج الواقع العام في اليمن، دعونا لنرى ماذا قال لها!

بعيداً عن السياسة وأهلها، وضجيج الواقع العام في اليمن، دعونا لنرى ماذا قال لها!

في صباح ذلك اليوم هطل على تلك البقعة المقدسة مطر غزير، نزلت أول قطرة منه  مع صوت أول مؤذنٍ لفجر ذلك اليوم، وكانت آخرها عند الساعة السابعة.

خرج الأب إلى حديقة منزله بعد أن نادى ابنته لإحضار القهوة إلى الحديقة، ظل يتلمس الأشجار وينتقل من هذه إلى تلك، إلى أن وصلته القهوة.

أخذ الفنجان بكل متعة، وظل يشرب كان لشربه صوت صفير يخالط أصوات العصافير التي تتراقص على الأشجار، لتحدث أغنية الصباح بشكل جديد.

نظرت الفتاة لوجه أبيها فوجدت عليه ملامح السعادة والغبطة، أدار هو الآخر رأسه فوقعت عيناه على ابنته التي اهتزت وقتها ذعراً، وقد كانت شاردة الذهن قبل ذاك.

أحس الأب أن شيئاً ما تخفيه ابنته عنه، فبادرها بابتسامة عريضة تحمل الحنان والعطف والرقة أدخلت الدفء لقلبها في خضم الارتباك الكبير الذي تعيشه الآن.

قال لها: ما الذي تريدين أن تقولينه يا ابنتي؟

نظرت باستحياء وكأن وجه النبي الكريم أمامها ثم صمت، وقطت صمتها بعد لحظات بقولها: لا، لا شيء. لاأود أن أقول شيئا.

أوكل هذا الاحمرار على خديك الجميلين، لأنك لاتردين أن تقولي شيئاً؟! ثم طمأنها ببعض كلماته اللطيفة التي لو قيلت لكافرٍ لأحبَ الإسلام ودخله.

أحست الفتاة أن الأمر هين كيف لا وأخوها قبل يومين أخبره الخبر نفسه فسر وتهلل وجهه، وكان جوابه أْنْ ابشر يا ابني.

استعاذت الفتاة بالله من الشيطان الرجيم، وجمعت الكلمات ثم لملمت شفاهيها، ونظرت لأبيها وبادرها بابتسامة عظيمة تنبئ عن تساًؤل ورضىً وقناعة.

قالت: يا أبي، إنني أحببتُ شخصاً، وأود رأيك فيه، هنا بدأت الأمور تتحول عن أصلها ساد صمت لبرهة لم تبق إلا نظرات خائفة مرتبكة ونظرات حاقدة غضبى.

أرادت الفتاة أن تنبس بحرف واحد، ولم تستطع إذْ تلقت الحرفَ صفعة على خد الفتاة، جعلتها تدير رأسها  ذلاً وندما، أرادت أن تعود إلى الداخل فسحبت بثوبها الذي يحمل جسدها الرقيق، أطرقت رأسها لتستمع ذلك الكم الكبير من الكلمات الجارحة والتساؤلات الغريبة والنظرات  المنتقمة ترى مالفرق بين سؤالها، وطلب أخيها قبل يومين.

 أتغيرت الأحوال بالوقت السريع هذا؟ أم الحبُ حكرٌ على جنس بعينه وهو عن الآخر محرم ممقوت؟!

المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.

*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى