“حمى الضنك” .. همٌّ آخر يؤرق المواطنين في شبوة شرقي اليمن
تتزايد حالات الإصابةِ بمرض “حمى الضنك” في مناطق محافظة شبوة، شرقي اليمن، بشكل متسارع في ظل تدهور الأوضاع الصحية والخدمية جراء الحرب التي تعيشها البلاد. يمن مونيتور/ شبوة/ من إبراهيم حيدرة
تتزايد حالات الإصابةِ بمرض “حمى الضنك” في مناطق محافظة شبوة، شرقي اليمن، بشكل متسارع في ظل تدهور الأوضاع الصحية والخدمية جراء الحرب التي تعيشها البلاد.
وسجلت آخر إحصائية لمكتب الصحة والسكان بالمحافظة (1070) حالة مصابة بحمى الضنك منذ مارس/آذار الماضي، توفيت منها (6) حالات، و (16) حالةً نزفية خطرة، وبحسب الإحصائية فإن (980) حالة كانت من نصيب مديرية “ميفعة” (شرقًا)، في حين تأتي مديرية “عتق” مركز المحافظة في المرتبة الثانية.
وقال مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة، الدكتور “ناصر المرزقي” “إن هناك حالات خطرة ترقد حاليا في المستشفيات بحاجة لنقل إلى مستشفى ابن سيناء بحضرموت نظرًا لوجود عناية مركزة”.
وأضاف “المرزقي” في حديثٍ لـ”يمن مونيتور”، “أن الأوضاع الصحية تدهورت بشكل كبير خلال الأربعة الأشهر الماضية، أثناء فترة سيطرة الحوثيين على مركز المحافظة “.
وناشد مدير صحة “شبوة”، السلطات الشرعيّة ودول التحالف بتقديم الدعم وانتشال الصحة من وضعها الراهن، لافتا إلى أنه “لا يوجد أي ميزانيات تشغيلية للمكتب حتى الآن”.
وتابع “المرزقي”، “يوجد نقص حاد في الأدوات الطبية من سوائل وريدية وأدوية طوارئ وغيرها من الاحتياجات الضرورية والنوعية لمكافحة المرض”، مشيرًا إلى أن الدعم القائم حاليا “بجهود ذاتية وتبرعات شخصية”.
ودشن محافظة شبوة “عبدالله النسي” مطلع الأسبوع، حملة النزول الميداني لفرق التوعية الصحية بحمى الضنك والوقاية منها والتي ينفذها مائة وعشرون كادرًا طبيًا لمدة أربعة أيام في مديريتي “عتق” و “ميفعة”، في إطار “خطة طوارئ” التي أعلن عنها مكتب الصحة لمواجهة ومكافحة حمى الضنك.
وكان مكتب الصحة بالمحافظة قد شكل لجنة للنزول الميداني وتفقد الأماكن الموبوءة التي يتجمع فيها البعوض والحشرات الناقلة للوباء.
كما نظم عددًا من الدورات والندوات للعاملين في المجال الصحي، وهي الفرق التي شاركت في حملة “التوعية الصحية”، وشملت الدورات أيضًا خطباء المساجد للتوعية بمخاطر حمى الضنك.
وفي مديريّة “ميفعة” التي تحتل نسبة عالية من الحالات المصابة بالمرض؛ تكفّلت “منظمة التكافل الإنساني” بحملة لمكافحة الضنك، لمدة خمسة عشر يومًا بدءا من اليوم الثلاثاء.
وقال رئيس المنظمة “ناصر باجنوب” “إن الحملة جاءت بعد نداءات من الأهالي وانتشار هذا الوباء وحصول وفيات في المديرية”.
وأضاف “باجنوب” في كلمة تدشين الحملة: “تكفلنا بنفقات الحملة، وهي توفير نفقات تشغيلية لمستوصف جول الريدة (مركز مديريّة ميفعة) وتوفير كافة الأدوية والمستلزمات العلاجية المجانية لألف حالة”.
والجزء الآخر من الحملة بحسب “باجنوب”، يتضمن الرش الضبابي ورش المستنقعات، والتوعية والإرشاد لسكان المديريّة.
وأشار “باجنوب”، إلى “أن لديهم إمكانية لاستقبال 300 حالة في اليوم”، وهم بصدد الانتقال إلى مديريات أخرى من المحافظة، داعيًا منظمات المجتمع المدني والجهات المختصة للوقوف إلى جانبهم لاجتثاث هذا الوباء الفتاك، على حد تعبيره.
وعلى رغم الجهود الرسميّة والشعبيّة التي تبذل لمواجهة “حمى الضنك” إلا إن تفشي المرض بات همًا آخر يؤرق المواطنين في شبوة، في ظل استمرار تردي الأوضاع على كل المستويات.