الشعب اليمني الجبار الذي أثبت استعصائه على التوريث باسم الجمهورية، سيظل هو ذاته الشعب الذي كافح ومازال ضد الاستغلال السياسي للدين بشقيه السني والشيعي..
أيها اليمانيون:
ليس مفاجئاً لو اكتشفتم أن الصراع التاريخي المؤجج و الناشب -شمالا وشمالا وجنوبا وجنوبا وشمالا وجنوبا بالمحصلة- هو في حقيقته العميقة جدا -وبمختلف تحولاته التحالفية والتجاذبية- عبارة عن صراع بين الهاشمية السياسية بشقيها الحسني والحسيني لا أقل ولا أكثر، إضافة لرواسب صراعات قريش نفسها من ناحية الخلافة القبلية والولاية العائلية.
إن هذا الأمر ستوضحه الأيام القليلة القادمة بلاشك -وليس مستبعدا كما يتخيل البعض بمثاليتهم الساذجة مثلاً- بل إن مختلف الصراعات ماقبل الوطنية كهذه؛ ليست سوى نتيجة طبيعية -رغم كل مرارتها الصادمة-لفشل المشروع الوطني الجامع كدولة نظام وقانون ومواطنة متساوية وعدم استغلال سياسي للدين.. إلخ.
ثم إن الشمولية وعدم التحديث شمالاً وجنوباً قبل الوحدة، مروراً بفشل مشروع الوحدة بالغلبة القبلية والافساد الممنهج واللاديمقراطية والعنف، ووصولاً إلى ما حدث ويحدث الآن في الشمال والجنوب على حد سواء من هندسة للإرهاب وللميليشيات بمقابل التغذية الدؤوبة لمشروعي الجنوب العربي والشمال الإمامي؛ جلها بلا شك من أبرز أسباب تجريف قيمة اليمن التاريخية والحضارية، فضلاً عن المضامين التطورية والتقدمية للجمهورية والتي تم ازهاق روح المواطنة والمساواة التي تحملها لجميع الذين يسكنون هذه الأرض بشتى السبل من قبل كل مشاريع التخلف والضغينة الفاعلة شمالاً وجنوباً . “بقحطانيتها كما بعدنانيتها للأسف تارة بوعي وتارة بلا وعي”.
بيد أن الشعب اليمني الجبار الذي أثبت استعصائه على التوريث باسم الجمهورية، سيظل هو ذاته الشعب الذي كافح ومازال ضد الاستغلال السياسي للدين بشقيه السني والشيعي.. الشعب الذي أثبت أنه ليس مجرد مشائخ ورعايا؛ أو سلاطين ورعايا، أو فنادم ورعايا، وسيثبت بالتأكيد أنه ليس مجرد حبايب ورعايا، أو شيوخ ورعايا، أو سادة ورعايا كذلك.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.