اخترنا لكمغير مصنف

مركز دراسات.. أبوظبي تطمح لتحويل جنوب اليمن إلى مصدر رئيس للطاقة والقوة الإقليمية

تقييم حالة نشرها مركز أبعاد للدراسات والبحوث في الذكرى الثالثة لانطلاق عمليات التحالف في اليمن يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
قال مركز أبعاد للدراسات والبحوث إن التحالف العربي منقسم حول تحقيق أهدافه في اليمن، في وقت تقوم الإمارات العربية المتحدة ببناء سلطتها في المحافظات الجنوبية، للحصول على موطئ قدم للسيطرة على منابع الطاقة.  
ونشر المركز “تقييم حالة” للحرب في اليمن في الذكرى الثالثة لـ”عاصفة الحزم” وقال المركز إنه وبعد ثلاث سنوات من العمليات العسكرية لم تتغير الخارطة العسكرية بشكل ملموس منذ يناير/كانون الثاني 2017 عندما حررت القوات الحكومية ميناء المخا من الحوثيين، وأعقب ذلك جمود في العمليات العسكرية رغم تعدد المسميات.
وقالت الدراسة إنَّ الحكومة الشرعية تسيطر -اسميا فقط- على معظم المحافظات الجنوبية لكن السيطرة على الواقع للقوات الموالية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وهي (عدن، العاصمة المؤقتة وتتنازع مع قوة “الحزام الأمني” التابع للإمارات وما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، والأمر نفسه في الضالع ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة وأبين وسقطرى وهذه المناطق أقل كثافة سكانية لكنها ذات ثروة نفطية وغير نفطية.
وأشار إلى أن أطرافا في الخليج لا تبحث عن انتصار سهل وسريع في اليمن، وإنما لتحقيق مصالح استراتيجية.
 
طموح الإمارات
وأكد المركز وجود حالة قلق لدى الخليجيين من استفادة القوى الفاعلة على الأرض من أي نتائج للحرب ما جعلهم يدعمون تفكيك البنى التقليدية والمجتمعية والقوى العسكرية والمنظومات الأيدلوجية والأحزاب السياسية، لصالح بدائل مذهبية ومناطقية وتكوينات ميليشاوية.
وأشارت الدراسة إلى أن الإمارات العضو الثاني في التحالف العربي أصبحت منشغلة ببناء قواعد عسكرية دائمة قرب مضيق باب المندب، وتطمح لتحويل جنوب اليمن مصدر رئيس للطاقة وللقوة الإقليميَّة والتأثير الدولي لها.
وأكدت دراسة أبعاد عن السعودية قائدة التحالف العربي سعي الرياض لإنشاء ميناء نفطي في المهرة على ساحل البحر العربي بعد خمس سنوات من تحويل محافظة (خرخير) في نجران إلى مخزن للنفط الخام بعد إجلاء سكانها، وذلك من اجل التنفس جنوباً دون قلق تهديدات إيران في مضيق هرمز ولمنع تهريب السلاح من الساحل.
تقسيم اليمن
وحذرت الدراسة من أن تقسيم اليمن سينشئ كيانات مذهبية ومناطقية تهدد أمن الخليج وأن السيطرة على مناطق الثروة، بالذات المناطق النفطية والموانئ سيخلق مناطق مغلقة للحروب والصراعات تولد جماعات مقاتلة تنقل الفوضى إلى خارج الحدود كما فعل الحوثيون، خاصة وأن أبو ظبي والرياض أصبحتا فعلياً في مرمى صواريخ أي جماعة تحكم مناطق شمال الشمال ذات المرتفعات الشاهقة.
ولفتت الدراسة إلى أن الإمارات العربية المتحدة تورطت في العمل ضد حليفها الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي فإلى جانب إفشال أداء الحكومة الشرعية على الرض ومنعها من الاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن وخلّق كيانات موازية للجيش فقد أظهرت الرئيس هادي بمظهر الضعيف الذي يفتقر لشعبية في الجنوب كما في الشمال.
 
مخاطر عدم استعادة الشرعية
واعتبرت دراسة (تقييم حالة) عاصفة الحزم أن عدم استعادة شرعية الدولة في اليمن وتمزيق البلد ينعكس سلباً على التحالف العربي بقيادة السعودية، وسيتم توصيف التدخل قانونيا في المستقبل بأنه احتلال انتهى بتقسيم اليمن.
 مضيفة ” ستخسر السعودية آخر حلفائها الميدانيين على الأرض في حال قبلت بتفكيك الكتل الصلبة وتمزيق الجغرافيا، وسيكون الوضع في اليمن مهدد بشكل دائم لأمن الخليج، وسيتحول ملايين الفقراء من اليمنيين إلى مقاتلين مع عصابات وكيانات عابرة للحدود خاصة تلك المدعومة من إيران، وستنشأ عقيدة وطنية يحملها الأجيال في المستقبل تتصادم مع المحيط الخليجي الذي سينظر له داعماً لتفكيك اليمن سواء المتحالف مع إيران أو المحارب لها، في حال فشل التحالف العربي بقيادة السعودية استعادة الدولة في اليمن”.
 
سيناريوهات ثلاثة
دراسة أبعاد استبعدت أي تفكك للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن على المدى القريب، لكن رصدت ثلاثة سيناريوهات متناقضة بين الأطراف الإقليمية والمحلية المؤثرة في اليمن، وقالت إن السيناريو الأول ” استعادة الدولة اليمنية” من خلال إخضاع الحوثيين للقرارات الدولية، أو من خلال استكمال تحرير العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى الخاضعة للانقلاب، هو الأصعب وغير متوقع بالنظر إلى تلاعب بعض أطراف التحالف العربي بالمناطق المحررة، لكنه السيناريو الآمن لليمن والخليج رغم صعوبة تحقيقه.
أما الثاني ” سيناريو التقسيم ” فقالت الدراسة أنه سيناريو متوقع وأن ذلك يتم من خلال “إدخال البلد في دوامة جديدة من الحوارات السياسية التي يستغلها الحوثيون في الشمال والحراك الانفصالي في الجنوب لإعادة ترتيب أوراقهم على الأرض واستعادة قوتهم المنهكة وتدريب مجندين جدد والحصول على سلاح نوعي وهو ما يؤدي إلى تخلق حروب أهلية صغيرة ذات نفس مناطقي ومذهبي مهدد للنسيج المجتمعي لليمنيين دائماً ما تجيد إيران استغلال مثل هذه المعارك الاستنزافية لتحقق حلم السيطرة والنفوذ.
الثالث هو (سيناريو الفوضى) وهو أقرب للواقع الحالي – حسب دراسة أبعاد – ويكون ذلك من خلال استمرار الحرب وتفكك تحالفات الشرعية والانقلاب ونشوء تحالفات جديدة بمصالح غير وطنية تتحكم فيها الصراعات الاقليمية والدولية وهو ما يحول الحرب في اليمن إلى فوضى طويلة الأمد لاستنزاف اليمن والخليج ويضع المنطقة على شفا الهاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى