كتابات خاصة

نزوة ونازية “السيد”

فتحي أبو النصر

هكذا توالت جرائم التهجير لمن يخالفونهم لتنال السلفيين والإخوان وصولاً للمؤتمريين الذين لم يدخلوا “كوت” السيد- وكذلك محاربة من ليس معهم كان من الواضح أن تهجير الحوثيين لأقلية يهود آل سالم في صعدة مؤشرا بالغاً على رفضهم التعايش السلمي الذي يتشدقون به.

وهكذا توالت جرائم التهجير لمن يخالفونهم لتنال السلفيين والإخوان وصولاً للمؤتمريين الذين لم يدخلوا “كوت” السيد- وكذلك محاربة من ليس معهم، وإن كان متعصباً لحكاية الولاية للبطنين مثل محمد عبدالعظيم الحوثي -ومن ثم الانقلاب ومواصلة تفجير منازل المناوئين مع استمرار شن الحرب على جميع من يرفضون رؤية هذه الجماعة للدولة وللمجتمع وللمواطنة وللديمقراطية في الجنوب والشرق والوسط والغرب الخ الخ..
على انها العدوانية الصادمة التي تمت ضد مواطنين يمنيين -بغض النظر عن مدى اتفاقنا مع افكارهم السياسية- بينما كان ينبغي في حال أي جرم ارتكبوه فردياً، احترام آلية القضاء ومنح الدولة قدرة إنفاذ القوانين  لحماية الجميع وليس تكريس إنفاذ العقاب الجماعي بمزاج اللادولة من قبل عصابة مسلحة وسط ذهول جميع اليمنيين من مزاج الاصطدام مع الجميع الذي تتبعه دينياً أو مذهبيا وسياسيا باعتباره مزاج عصبوي معتوه لا يمكن إستمرار التبرير لجرائمه ما بالكم وانه مزاج جماعة افضت بممارساتها إلى انسحاب كل سفارات العالم من البلد وكأنها لا ترى خلاصها سوى في إبقاء اليمنيين تحت “ابطها” وتحويل اليمن إلى كهف كبير لنزوات السيد.
في هذا المقام، وتحديداً منذ محنة أقلية يهود آل سالم قبل 9 سنوات، ظلت تحظرني القصيدة الخالدة للقس الالماني مارتن نيمولر وهي من بين النصوص الأشهر في العالم المضادة -من الداخل- لهوس النازية والهتلريين، كما انها ما زالت تقتبس ضد لا مبالاة أفراد المجتمع وركونهم إلى الصمت واللا تضامن في حال الظلم والحكم المتعسف و الذرائعية الاقصائية للجماعات الشمولية غير العادلة.
فالثابت أن نيمولر كان “وطنيا محافظا ومؤيدا في البداية لأدولف هتلر، لكنه بعد ذلك أسس كنيسة الاعتراف التي عارضت إعطاء المسحة النازية للكنائس البروتستانتية في ألمانيا وسجن لأجل ذلك كما عومل بقسوة لكنه نجا من الإعدام بصعوبة.
وبعد فترة سجنه أبدى أسفه لأنه لم يفعل ما يكفي لأجل ضحايا النازية، وبدأ مشواره عقب السجن كداعية سلام ومعاد للحروب”.
فيما خلدته المانيا في وجدانها كأيقونة تعايش.. و إذ انتحر هتلر فقد ظلت قصيدة -وصرخة- نيمولر الإنسانية الشهيرة (أولا جاؤوا) تحيا وتنتشر .
” في ألمانيا:
أولاً جاءوا للشيوعيين
لم أبال لأنني لست شيوعياً
وعندما اضطهدوا اليهود
لم أرفع صوتي لأنني لست يهودياً
ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية
لم أبال لأني لم أكن نقابياً
بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك
لم أرفع صوتي لأني بروتستنتي
وعندما اضطهدوني أنا
لم يبق أحد حينها ليدافع عني!”
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى