وزير يمني مستقيل يتهم أطرافا في “التحالف” بالانحراف عن أهدافه وتقويض الشرعية
وزير الدولة صلاح الصيادي، قال إنه لم يتم تمكين الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة الى أي جزء من المناطق المحررة. يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعات خاصة
اتهم وزير يمني مستقيل من الحكومة الشرعية، اليوم الأربعاء، أطرافاً في التحالف العربي بقيادة السعودية، بالانحراف عن أهدافه، والقيام بعرقلة الحكومة وأدائها في تطبيع الحياة بالمناطق المحررة من الحوثيين.
جاء ذلك في بيان لصلاح الصيادي، وزير الدولة في الحكومة اليمنية، الذي أعلن يوم أمس تقديم استقالته، دون إبداء الأسباب.
وأوضح الصيادي اليوم في بيانه سبب استقالته قائلا: “إنه لم يتم تمكين الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة الى أي جزء من المناطق المحررة أو العاصمة المؤقتة عــدن، ما تسبب في إضعاف حضور مؤسسات الشرعية وتقويض دورها لحساب جماعات وتشكيلات ميليشياوية خارج إطار الشرعية ومشاريع تتنافى مع أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، في إشارة على ما يبدو إلى دولة الإمارات، العضو الثاني في التحالف العربي.
وأضاف، “تم عرقلة أعمال الحكومة وجهودها الحثيثة في إعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة و إيقاف الدعم عنها نهائياً منذ أكثرمن عام، وتعطيل كل المرافق والمؤسسات الإيرادية في معظم المناطق المحررة لحرمان الحكومة من القيام بواجباتها تجاه شعبها ووطنها في مثل هذه الظروف القاسية التي يعاني منها الشعب اليمني دون استثناء”.
وأشار إلى وجود “انحراف في بوصلة أهداف وغايات عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قبل بعض أطراف التحالف العربي، وأصبحت اليمن مهددة بالتشرذم الى كنتونات تتحكم بها مليشيات مسلحة مدعومة بكل ما يلزم مادياً وعسكرياً، في مقابل تقليص وأحياناً منع الدعم عن المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تتبع مؤسسة الدولة الشرعية”.
كما سرد أنه استقالته جاءت أيضا، بسبب تأخير الحسم والتحرير، مما يعرض اليمنيين إلى ويلات ومآس لا حصر لها”. حسب تعبيره
واتهم التحالف بـ”عدم الجدية في إعادةإعمار اليمن، وهو ما تظهر مؤشراته في المناطق المحررة بعد ثلاث سنوات، والتي مازالت ترضخ تحت أنقاض الدمار والخراب وعدم عودة حياة الناس إلى وضعها الطبيعي، خاصة وأن التحرير لا يكتمل في المناطق المحررة دون عودة الحياة إلى طبيعتها قبل الحرب على أقل تقدير” .
وقال إنه “تم سلب القرار السياسي الوطني والسيادي، كأدنى حق للمؤسسات الشرعية من خلال تشكيل لجنة ثلاثية تقوم مقام السلطة الشرعية اليمنية ومصادرة حقها في أبسط القرارات المناطة بالرئاسة والحكومة اليمنية”.
وأردف، “هناك عدم وضوح للعلاقة بين الدولة الشرعية اليمنية والتحالف العربي.. باتت علاقة غير متكافئة وغير طبيعية وانتقلت من الشراكة إلى التبعية التامة”.
وتابع، “عدم التعاطي مع قضية معاناة المغتربين اليمنيين وترحيلهم والتضييق عليهم في هكذا ظرف استثنائي تمر به اليمن يثير الإستغراب والتعجب حيث ذهبت الجهود الجبارة والكبيرة التي بذلتها الحكومة والرئيس هادي مع الأشقاء في المملكة دون جدوى، وهو الأمر الذي يضاعف معاناة اليمنيين عامة والمغتربين منهم على وجه الخصوص، الذين تستهدفهم تلك الإجراءات بشكل أكبر من الجاليات الأخرى وهو ما وضع قيادتنا الشرعية تحت ضغوط غير مبررة وغير مقبولة نهائياً.
واختتم بالقول: “سنظل حراسا يقظين لأهداف الشرعية، و سنوسع من حملتنا للمطالبة بعودة رئيسنا للوطن في مختلف المحافل الدولية، وسنضع بلادنا في حدقات العيون محافظين على إرثه الحضاري والتاريخي والسيادي، وهذا أقل مايمكن أن يقدمه مواطن لوطن عظيم تكالبت عليه الحروب والأطماع والمؤامرات”.
والصيادي هو ثاني وزير في الحكومة اليمنية يقدم استقالته، لأسباب متشابهة، بعد عبد العزيز جباري نائب رئيس الحكومة، وزير الخدمة المدنية.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من قبل الحكومة اليمنية أو التحالف العربي الداعم لها حول استقالة الوزيرين.