الجهل خطيئة بالتعصب يصير إرهابا، الجهل يقود للتعصب والتعصب يقود للإرهاب الجهل خطيئة بالتعصب يصير إرهابا، الجهل يقود للتعصب والتعصب يقود للإرهاب، البيئة المثلى للإرهاب والحاضنة للتطرف والغلو هي بيئة التجهيل عن الذات والآخر المختلف، تجهيل المستبد الديني أو السياسي في حربه على السلطة، ما نحن فيه من تعصب، وحرب وإرهاب فكري وجسدي هو نتاج لسياسة تجهيل لسنوات من الاستبداد.
فإذا بثورة في مجتمع يسوده الجهل والتخلف، ثورة افتقدت للوعي الشعبي في كثيرا من المناطق، أخذها حماس وشطط الجاهل نحو تجريف الحياة والتاريخ والحضارة والقيم والمبادئ بل والهوية، وهذا ما حدث في مناطق وبؤر التجهيل الذي مارسه المستبد، خاصة في الجنوب بعد اجتياحه في 94م.
سياسة ممنهجة، لمثل هذا اليوم ثورة الشعب على الطغيان والاستبداد، تجهيل سهل انحراف مسار الثورة لتخدم أعدائها، لصراعات طائفية ومناطقية، وبؤر إرهاب وارتهان وتآمر، لثورة مضادة ترفع من شأن الجهل والتخلف وأدواته لتتربع السلطة وتقبض على القوة القادرة على فرض أمر واقع يبدد أحلام وطموحات الناس، وينحي قيم ومبادئ الثورة، ويرفض الديمقراطية والدولة الضامنة للمواطنة، ويتنكر للهوية والتاريخ والحضارة، انه واقعنا اليوم على الساحة، حيث يتسيد العنف والجهل والإرهاب بكل صوره، وتغيب أدوات الدولة والقيم والهوية.
الدولة ومؤسساتها تواجه حرب شعوا، تعيق مؤسسات القضاء والعدالة والنيابة والرقابة والمحاسبة، لتغيب الحقائق وتحمي الجهل والإرهاب، فيسود الشحن والتحريض، وترسيخ ثقافة الكراهية، ويتسيد التضليل والإشاعات والأكاذيب والمناكفة، والاتهامات جزافا، وتجريف المجتمع من تنوعه، وثقافة تقبل المختلف والتعايش مع الاختلاف ليكون نقمة لا نعمة.
اليوم بذور الكراهية تثمر عنف وإرهاب، لشق الصف وشرخ المجتمع وشيطنة الآخر فتسيد الجهل، ليسهل تغرير الناس والكذب عليهم وخداعهم، في وطن لا يستوعب كل أبنائه، في كذبه كبرى تتكشف خيوطها لاحقا، نراها بأعيننا اليوم تتجلى في جنوبنا الحبيب، من صراع وتشرذم وتفكك وكراهية واتهام ومناكفة وعدم استقرار، وسرطان قاتل ينهش جسد الوطن هو شيطنة الآخر، نتائجه إرهاب فكري وجسدي، ضاقت الصدور بتقبل النقد وتحمل الكلمة الصادقة والحقيقة المرة، فصار القلم والكلمة والمنبر مستهدفان، من الأئمة حتى الصحافة.
لا غرابة من إرهاب الآخر واجتثاثه، في قتل الأئمة ورجال النصح والعلم والوسطية، والصحافة الاستقصائية للحقيقة، والكلمة الحرة والرأي والرأي الآخر، والجرائم تتوالى، آخرها إحراق وتدمير صحيفة أخبار اليوم، ليغلقون نافذة حرة نطل منها برأينا، وكذلك اغتيال الداعية عيدروس بن سميط في مدينة تريم حضرموت.
لا مجال للشك فيما يدور من إنتاج كائن استبدادي دكتاتوري خطير يحمل فكر شمولي، لا يقبل الاختلاف والآخر والتعايش والتنوع والحب والتسامح، كائن إرهاب يعيد إنتاج ماضينا والمستبد بأسوأ صوره والتخلف والجهل بكل أشكاله، ويقوض الدولة الضامنة للمواطنة والديمقراطية كسلوك ومبدأ.
اليوم، نحن على مفترق طرق نكون أو لا نكون، حرب بين الوعي والنضوج والثورة وقيمها والمستقبل المنشود وبين الجهل والتخلف والثورة المضادة التي تريد إعادتنا لحضن المستبد والارتهان والعمالة، لنكن أدوات إقليمية فاقدي السيادة والإرادة.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.