كتابات خاصة

لو سمحتم.. اتركونا نفوز

سلمان الحميدي

تتملكنا نزعة الفوز للحد من ثقل الهزائم التي تتراكم على البلاد. لا بد أن نستلف لنبعث بإس إم إس، ولا نكتفي برقم المشترك فقط بل واسمه متبوعًا بقلب أحمر.

في المسابقات التي تعتمد على تصويت الجمهور، لا بد لليمني أن يفوز دائمًا، هذا ما نتفق عليه كمتابعين، بغض النظر عن من يكون المتسابق ولا من يمثل وما إذا كان موهوبًا أو غير موهوب.

تتملكنا نزعة الفوز للحد من ثقل الهزائم التي تتراكم على البلاد. لا بد أن نستلف لنبعث بإس إم إس، ولا نكتفي برقم المشترك فقط بل واسمه متبوعًا بقلب أحمر.
في مسابقة على إحدى قنوات الأطفال، وصلت طفلة يمنية إلى الحلقة النهائية، كان يومًا رائعًا في الريف الشمالي للمدينة، رغم التناحر بين أبناء منطقة واحدة انقسموا بين مديريتين، التناحر على الكهرباء التي وصلت في تلك السنة، اتفق الجميع بمن فيهم كارهي الإصلاح والذين تحوثوا فيما بعد، جمعوا الذخيرة وانتظروا لحظة إعلان الفوز لإطلاق النار، في ذلك اليوم لم تفز اليمنية رغم التصويت الكثيف، وبدلًا من أن نطلق الرصاص تعبيرًا عن الفرحة ذهبنا لنتقاتل بها ونطلقها على بعضنا البعض.
أوف لو أننا فزنا، وانتهى الوهم الذي يتعزز يوميًا تجاه استراتيجية المسابقات الكبيرة في دول التحالف العربي.
في “ذا فويس” لم يكن هناك أي يمني في الموسم الأول، الأمر نفسه في ذا فويس كيدز..
في عرب آيدول، وصل الجيلاني إلى مرحلة متقدمة، وخرج قبل الحلقة النهائية. كان التدفق هائلًا، الصحف وضعت إعلانات على الصفحات الأولى، والشركات رفعت لوحات دعائية في معظم الشوارع الرئيسية.
لم يفز الجيلاني، كان الحوثي على وشك اقتحام صنعاء.
غير أن الوصول إلى هذا المرحلة نبه القائمين على المسابقات، كما لو أنهم اكتشفوا التدفق الهائل لرسائل التصويت من البلد الفقير، كان لا بد أن يوجد يمني في المسابقة، وهذا ما سيحدث.
نقول كما “لو” ولو تفتح من عمل الحوثي.
في عرب آيدول التالي، وصل العزكي إلى الحلقة النهائية، بفضل التصويت، لم يفز.
أي قناة ذكية لن تفصح بسياسة المسابقة للجان التحكيم وترغمهم على الإشادة بمتسابق من دولة ما، لكنها ستقوم بتغذية تعاطف أي عضو من المحكمين تجاه متسابق يمثل دولة يمكن أن تكون مصدرًا لدعم البرنامج.
في ذا فويس كيدز، ستصل الطفلة ماريا إلى الحلقة النهائية، المتابعون لاحظوا التعاطف الكبير الذي أبداه كاظم الساهر تجاه المتسابقة اليمنية، وفي مرحلة المواجهة قام بالتقديم للطفل اليمني أمجد نبيل مع أنه ليس من فريقه.
لم تخرج ماريا في مرحلة المواجهة، لأنه لا يوجد تصويت، مع أنه كان بالإمكان أن تخرج، واقعيًا هناك أصوات متمرسة وهناك أطفال يعزفون على العود، بعد أن أرسل اليمنيون برسائل الدعم خرجت ماريا في الحلقة النهائية.
لا نجزم “أن المسابقات تعمل على استراتيجية “وجود اليمني” باعتباره مادة رابحة، وأن الشعب على “وضعه المادي الصعب” سيكون دعامة أساسية لدعم البرامج، اليمن منجم مواهب بكل تأكيد، لكن من السيئ أن يُتعامل معه كمنجم إس إم إس.
لذا اسمحوا لنا بالفوز هذه المرة.. لو سمحتم..
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى