بعد تحييدهم لـ”شركة النفط”.. الحوثيون يحولون نقاط ومحطات البيع إلى “سوق سوداء”
توقعات بفرض الحوثيين لجرعة سعرية جديدة بعد تحييدهم “شركة النفط” يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
أجبرت سلطات الحوثيين في صنعاء، على تحييد دور “الشركة اليمنية للنفط” المعنية بضبط وتحديد أسعار المشتقات النفطية في الأسواق المحلية، مما يعني تحويل محطات ونقاط البيع في المناطق التي تقع في نطاق سيطرتها إلى سوق سوداء تخلف عليهم مبالغ هائلة.
وأرجع تجار النفط تصرفات الحوثيين تجاه تحييد شركة النفط، إلى رغبة الجماعة بفرض جرعة سعرية جديدة تجني من خلالها عائدات وفوارق تمارس على التجار والتي يمتلك جزءً منها آخرون ينتمون للجماعة، بينما تغلق المحطات الرئيسية التابعة للشركة أبوابها بعد تفريغها من عملها، حد قولهم.
وفي جولة ميدانية لمراسل “يمن مونيتور” وجد أن المشتقات النفطية في مناطق الحوثيين متوفرة، يتزامن ذلك مع بيعها بسعر هو الأعلى حيث بلغ سعر الجالون الواحد من البنزين والسولار بنحو (7200) لسعة 20 لتراً.
ويقول المواطنون إنهم لم يعودوا يستطيعون التفريق في ظل الأسعار المتساوية، بين السوق السوداء والنقاط المعتمدة للبيع حيث أصبح الجميع يبيع بالتسعيرة الجديدة، ولا توجد أيه فوارق.
وكشفت غرفة العمليات بوزارة الصناعة والتجارة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، في تقرير حصل “يمن مونيتور” على نسخه منه:” عن تفريغ (37.186.377) لتراً خلال الأسبوع الماضي في ميناء الحديدة والصليف مقابل بيع الجالون الواحد بنحو بـ (7200) لسعة 20 لتر من مادة البنزين”.
وأشار التقرير الصادرة في 14-11-2017م إلى ترحيل أقل من هذه الكميات بكثير مقابل بيعها بسعر أقل، حيث تم ترحيل إلى الميناء (1.401.460) لتر في وقت كانت تتراوح أسعار بيع المادة بين (4500-4700) ريال للدبة 20 لتر.
وقال عدد من موظفي شركة النفط لـ”يمن مونيتور”: تم تفريع الشركة من دورها الريادي في تحديد وضبط سعر المواد النفطية، وأصبح الناهبون الجديد اللذين ينتمون لجماعة الحوثي هم الوحيدين من يملكون قرار بيع وشراء المشتقات النفطية في الأسواق اليمنية”.
وكشف هؤلاء الموظفين، من أن التاجر محمد صلاح، شقيق القيادي في جماعة الحوثي محمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم الجماعة، وياسر الواحدي الذراع الأيمن للمدير التنفيذي السابق الطائفي، ضمن قائمة 20 الذين يسحبون العملة الصعبة من السوق المحلية منذ زمن تعيينهم من قبل اللجان الثورية التابعة لجماعة الحوثي وتسلطهم على مصير الشركة اليمنية للنفط.
وتقول منظمات دولية تنشط في اليمن، إن جماعة الحوثيين جنت عن ما يزيد على مليار دولار من عائدات بيع المشتقات النفطية للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم”.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها، إن فريق خبراء تابع للأمم المتحدة، أفاد أن الحوثيين جنوا ما يصل إلى 1.14 مليار دولار من توزيع الوقود والنفط في السوق السوداء.