(بلومبيرغ).. النساء يتزعمن مهمة البحث عن الرجال المختطفين في اليمن
سلسلة مقابلات مع عضوات في رابطة أمهات المختطفين في اليمن يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
سلطت شبكة بلومبيرغ الأمريكيَّة، في تقرير لها على الدور الذي تلعبه رابطة أمهات المختطفين في اليمن، في البحث عن الرجال الذين لا يعرف مكان اختطافهم.
وحسب التقرير، الذي ترجمه “يمن مونيتور” فقد رّن الخط الساخن بشكل دائم ويومي خلال الثلاثة الأسابيع الأولى تقريباً في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في رابطة أمهات المختطفين في اليمن. وكانت الأسر اليمنية تبحث عن أقارب من الذكور اختطفهم الحوثيون بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
تدير الرابطة مجموعة من 20 امرأة وتواجدن لتقديم المساعدة. في خضم التدمير الحاصل في البلاد بينما يجري القتال بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة من التحالف.
لقد وجد أعضاء الرابطة من النساء دوراً رئيسياً في البلد التي دائماً ما تغلق على النساء في أغلب الأحيان.
بدأت الرابطة العمل في نيسان / أبريل 2016 ولديها الآن قسم للبحوث وواحد للعلاقات العامة وتنظيم الحملات لإطلاق سراح الرجال. ولديها فريق من الناس يتعقبون المفقودين سرا في معظم مناطق من البلاد الخاضعة لسيطرة الحوثيين. اليمن هو مجتمع يهيمن عليه الذكور، ولكن هناك جانبا: يمكن للمرأة أن تفعل أشياء لا يمكن للرجال خلال الصراع الطائفي مثل طلب المساعدة من رجال الدين الأقوياء في البحث عن المختطفين.
يقول إسماعيل محمد، عضو الجمعية، خلال اجتماعه مع الصحفيين نهاية الشهر الماضي، إن المجتمع اليمني مجتمع ذكوري مغلق، فلو أن رجلاً ذهب إلى الحوثيين من أجل البحث عن سجين أو مختطف لديهم فإنه يمكن أن يتعرض للسجن هو أيضاً، أما إذا ذهبت المرأة فالأمر يكون أقل خطورة عليها.
ولا تزال الحرب المتصاعدة تسفر عن إصابات بين المدنيين وتسبب أضرارا جسيمة في الهياكل الأساسية العامة والخاصة. ويعيش نصف السكان اليمنيين في مناطق متأثرة مباشرة بالحرب، وكثير منهم يعاني من استهداف مدروس للمدنيين وانتهاكات أخرى واضحة للقانون الدولي، وفقا للأمم المتحدة.
استولى الحوثيون على صنعاء في سبتمبر / أيلول 2014 وحاولوا تعزيز السلطة في جميع أنحاء البلاد. بدأت مبادرة المرأة بعد عام تقريبا من تدخل قوات التحالف بقيادة السعودية في مارس / آذار 2015 عندما اختطف الحوثيون المئات وربما الآلاف من المعارضين. وأسفرت الغارات الجوية التي تقودها السعودية عن مقتل مئات المدنيين، ودمرت المنازل والأسواق والمستشفيات والمدارس.
من جهة أخرى، اتهمت هيومن رايتس ووتش الحوثيين بالاخفاء القسري وتعذيب المحتجزين والاحتجاز التعسفي لعدد كبير من الناشطين والصحفيين وزعماء القبائل والمعارضين السياسيين. وفي ديسمبر / كانون الأول، قال الحوثيون إنهم قتلوا الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو الرقم المهيمن في السياسة اليمنية منذ عقود.
رابطة أمهات المختطفات أكثر من قصة أخرى من الشجاعة والصداقة الحميمة في زمن الحرب. وقد أمضت عضواتها الكثير من الوقت خارج بوابات السجون في اليمن للحصول على معلومات عن الأقارب المفقودين قبل أن يتمكنوا من الحصول عليها.
وثقت الجمعية خلال العام الماضي، 1866 حالة اختطاف، بينها 35 حالة اختفاء لنساء و48 طفلاً، وكلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشير إلى أنه تم الإفراج عن 723 حالة.
وكان ابن أم إبراهيم البالغ من العمر 20 عاما واحدا من المفقودين. وذهب الشاب، الذي كان ناشطا على وسائل الإعلام الاجتماعية ومعارض للحوثيين، إلى حفل زفاف ولم يعد إلى البيت.
وتحاول أم إبراهيم محاربة الدموع أثناء حديثها عن صحة ابنها عندما سمح لها بزيارته من قِبل الحوثيين. وقالت: “لم أستطع أن أصدق أنه ابني”. مضيفةً أن الحوثيين حاولوا إجباره على الاعتراف أنه عميل للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.
أما توفيق المنصوري، البالغ من العمر 33 عاماً، ويعمل صحفياً في جريدة المصدر الالكترونية، فقد اعتقل من قبل الحوثيين في يونيو 2015. والدته لم تتمكن من الحديث عن محنة ابنها، بينما قال شقيقه، إن توفيق نُقل إلى عدد من السجون، وآخر مرة تمكنت الأسرة من زيارته كانت قبل سبعة أشهر.
زيارة مراقبة
ولم يسمح المسؤولون الحكوميون السعوديون والأمنيون لمجموعة الصحافيين الغربيين الذين وصلوا مأرب بزيارة أي من الحوثيين الذين يحتجزهم التحالف الذي تقوده السعودية.
وذكرت وكالة انباء اسوشيتد برس في يونيو/ حزيران الماضي أن حوالى الفى رجل اختفوا في سجون سرية تديرها الامارات العربية المتحدة شريك التحالف بقيادة السعودية والحكومة اليمنية. واستشهدت بالمحامين وأفراد الأسرة. ونفت الحكومة الإماراتية هذه الادعاءات.
وفي فندق بلقيس في مأرب، حيث كان المسؤولون السعوديون الذين ينظمون الرحلة كانوا هم من يحددون المقابلات مع الصحافيين.
وقد فرت العديد من العائلات التي قابلتها بلومبرج إلى مأرب للهروب من العنف: وديع فرَّمع أطفال أخيه الثلاثة وأمهاتهم وأقاربهم الآخرين.
وقالت أم عمر، 38 عاما، وهي عضو في الرابطة إن الحوثيين أخذوا زوجها بينما كان يقوم بتعليم الطلبة في مدرسة ثانوية بصنعاء واحتجزت لمدة شهر، “إن عملنا الأساسي إنساني”. واضافت “إننا نهتم بهذه المهمة وليس بالسياسيين”.
المصدر الرئيس
Women Lead the Hunt for Abducted Men in Yemen