لك الله يا قلب الأم.. فكل خطر يهدد غراسك ينتزع منك الراحة والعافية؛
لك الله يا قلب الأم.. فكل خطر يهدد غراسك ينتزع منك الراحة والعافية؛
وكل خطر يهون إلا مجهول المعتقلات والسجون.
إلا ذلك العذاب والإهانة والقهر الذي يطال أغلى ما لدى قلب الأم.
ولدها الذي ربته من شغاف قلبها واهتمامها فأتى من يزهق روحها وروحه تعذيبا وتجويعا وترهيبا وبطشا بلا وجه حق.
لا يوجد وجع يفوق ما يعاني المغيب في سجون المليشيا الحوثية إلا ما تقاسيه أم المغيب والمعتقل.
إنها تعاني سكرات الحزن والخوف والقلق؛ سكرات تفوق سكرات الموت قسوة وفجيعة.
فسكرات الموت تنتهي بالراحة حتما؛ أما حزن وقلق الأم فيبدو بلا نهاية يمتد أضعاف الساعات والأيام والشهور التي يغيب فيها ولدها..
يتسع لحزنها الوقت باتساع قلبها وعاطفة أمومتها.
ويصبح كل شيء في نظرها هين بجوار ما يقاسي ولدها في سجون الهمج من وحشية وقهر وظلم.
وحدها الأم تشاطر ولدها الشعور قولا وفعلا..
وحدها الأم ألمها لا يفتر أو يستكين، يتصاعد بتزايد زمن الاعتقال ويتضاعف برؤية حال ولدها أو سماع صوته من خلف قضبان التغييب.
وفي حين تعتقل المليشيا الهمجية الأبناء داخل السجون؛ يعتقل العجز عن فعل شيء الأمهات خارجها والعجز عن افتدائهم هو أقسى أنواع الاعتقال حزنا..
فتحية لكل أم صابرة تناضل بقلبها الرؤوم في وقفات احتجاج بلا كلل أو يأس؛ تتلقى فيها الإهانة والتعسف والترهيب وتجاهل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
قلب الأم الصوت الصادق والثابت في رفض هذا الإجرام الإنساني الشنيع من تغييب الحقوق والحريات ومعاملة البشر بدرجة أدنى من الحيوانات في زنازين تنتهك كل كرامة للإنسان.
تحية لقلب الأم الذي يتسع لوجع الوطن ويغسله دعوات لن ترد.
إنها دعوة الأم المقهورة التي لن يردها الله إيها الجبارون المفسدون في الأرض.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.