الجائحة الحوثية التي اندلعت في 21 سبتمبر 2014م – بعد أن مهّد لها صالح، وسلّمها مفاتيح الدولة – لم تكن نتيجة لفبراير، وإنما كانت انقلاباً على فبراير كانت مخرجات الحوار الوطني في 25 يناير 2014م نجاحاً (متواضعاً) لثورة 11 فبراير 2011م، مع أن ذلك النجاح لم يرق إلى طموح الغالبية العظمي من شباب التغيير الذين قدموا نماذج مدهشة في الإصرار على التغيير بطرق سلمية وحضارية.
من منظور النتيجة التي أسفرت عنها فبراير، يمكن توصيفها كفعل إصلاحي متدرّج، ولم تكن انقلاباً ثورياً، وهي أيضا من منظور الهدف المنشود مشروعٌ وطنيٌ للتغيير والانتقال السياسي الإيجابي.
أقصى ما يمكن الوصول إليه في نقد ثورة (فبراير) هو: أنها أنجزت هدفا متواضعاً وأقل من المستوى المأمول، لكنها بكل تأكيد لا تتحمل وزر الجائحة الحوثية التي انقلبت على كل توافقات اليمنيين بمؤامرة اشترك فيها وأدارها الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
فبراير اكتفت بتحقيق انتقال سياسي متواضع على أمل أن يراكم الزمن ويحقق ماعجزت عنه.
كان شباب فبراير يحسنون الظن حتى بأوسخ خصوم التغيير، لأنهم روح شبابية نقية لم تلوثها أحقاد الصراع السياسي والأيديولوجي. كانت المثالية غالباً والسذاجة أحياناً تدمغ خطاب فبراير، وهذا شأن كل الأحلام الوطنية التي تحملها الأجيال الجديدة.
التحق جزء كبير من شباب فبراير بصفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وتوزع الباقون كمنفيين أو مختطفين أو شهداء .
لم تستهدف (فبراير) اغتيال شخص، ولا إقصاء فئة، ولا استعداء جار ، بل نسجت حلماً يمنياً في لوحة وطنية امتدت بحجم ساحات التغيير التي انتشرت في كل ربوع اليمن.
تلك الساحات التي كانت فضاءات مفتوحة، لا يمكن احتكارها ولا يستطيع كائن من كان أن يمنع من يريد الانضمام إليها.
إن الجائحة الحوثية التي اندلعت في 21 سبتمبر 2014م – بعد أن مهّد لها صالح، وسلّمها مفاتيح الدولة – لم تكن نتيجة لفبراير، وإنما كانت انقلاباً على فبراير، واغتيالاً للحلم اليمني الذي خطّه شباب التغيير في 2011م
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.