اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

الأم اليمنية التي فقدت أربعة من أبنائها في الحرب

نشر تلفزيون وإذاعة BBC البريطانية تقريراً عن أم رياض، تلك المرأة اليمنية التي فقدت أربعة من أبنائها في الحرب الدموية من أجل فك الحصار عن مدينة تعز حيث تسكن.

يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشر تلفزيون وإذاعة BBC البريطانية تقريراً عن أم رياض، تلك المرأة اليمنية التي فقدت أربعة من أبنائها في الحرب الدموية من أجل فك الحصار عن مدينة تعز حيث تسكن.
ففي مدينة عانت بشكل مؤلم من الخسارة، لكن حجم خسارة أم رياض مثل صدمة لسكان تعز في جنوب غرب اليمن.
بعد وقت قصير من بدء عملية عسكرية من قبل القوات الداعمة للحكومة المعترف بها دوليا لكسر حصار الحوثيين للمدينة الشهر الماضي، تلقت أم رياض خبر مقتل ابنها موسى على جبهة القتال.
كان الابن الرابع الذي فقدته في الصراع في غضون ثلاث سنوات.
 
البداية
ويشير التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور”، إلى أن يوم الجمعة بالنسبة لأم رياض يعني ازدحام صاخب في البيت الكبير الذي يعج بأفراد العائلة التي اعتادت تناول وجبة الغداء معا: زوجها، وأبنائها العشرة، وزوجة ابنها، والأحفاد الأربعة.
لقد بدأت أم رياض تفتقد الحياة التي عرفتها في منتصف عام 2015، قبل تصاعد الصراع مع بداية الحملة العسكرية بقيادة السعودية لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي ذهب إلى المنفى.
وتقول أم الرياض إنها وأسرتها أجبروا على مغادرة منزلهم في حي الجحملية من قبل الحوثيين، ثم فجروه.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، قتل ابنها طه مع القوات الموالية للحكومة، تلاه ابنها الأكبر رياض. وقتل كمال في أواخر عام 2016، وموسى في أواخر يناير / كانون الثاني.
بالنسبة للكثيرين في تعز، أصبحت أم الرياض رمزا للمعاناة التي أصابت العديد من العائلات بسبب الحصار المدمر والعنف المستمر.
زار مسؤولون وناشطون أم الرياض مؤخرا لتقديم الدعم والهدايا لتكريمها للتضحيات التي قدمتها للمدينة.
 
صامدة صابرة
في حديثها عبر الهاتف من منزلها المؤقت، قالت لم تتمكن أم رياض من التحدث، إنها تحاول التغلب على مشاعرها باستشهاد أبناءها الأربعة، إنها ببساطة تكرر “الحمد لله، كان قضاء وقدر…”، في محاولة لدرء ظهور التأثر الكبير لحزنها.
وكان الحوثيون وحلفاؤهم السابقون الموالون للرئيس الراحل علي عبد الله صالح قد فرضوا حصارا على تعز بعد وقت قصير من بدء الحملة التي تقودها السعودية.
وبعد أن استولى الحوثيين على المدينة، سيطروا على مداخلها، مما حال دون إيصال الأغذية والإمدادات الطبية.
واوضحت الامم المتحدة انه وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات من القتال الدؤوب ادى الى خسائر مدمرة في المدينة – حيث هرب ثلثا سكانها الذين كانوا في مرحلة ما قبل الحرب وعددهم 600 الف نسمة. كما استقطب الوضع العديد من رجال المدينة الأكثر قدرة على الخطوط الأمامية.
في أعقاب مقتل الرئيس السابق صالح من قبل الحوثيين في أواخر العام الماضي، قامت القوات الموالية للحكومة بالضغط لدفع المتمردين من عدد من الجبهات المتوقفة سابقا في جميع أنحاء المدينة.
أم خطاب هي زوجة رياض، وهو الإبن الأكبر لعشرة أولاد، وهي تشيد بقوة أم زوجها في مواجهة كل خسارتها.
“إنها مريضة، تصلي، وتصوم، لو كانت أم أخرى، كانت ستنهار”. قالت أم خطاب عن أم رياض.
وقد تسبب النزاع في نوع معين من المعاناة على الأمهات، كما تقول أم خطاب “الأم، عندما يكون ابنها في الشارع، للقتال طوال الوقت في قلبها تفكر في ابنها، قلقة إذا كان حيا أو ميتا”.
طه، أصغر أطفال أم خطاب الأربعة، كان عمره فقد أشهر في عام 2015 عندما قتل والده. تعلق بأعمامه كلما كبر في السن وكان متعلقاً بعمه كمال الذي قتل فيما بعد في القتال.
يقول أم خطاب: “كان يدعوه بابا”.

وكان موت موسى بمثابة موت والده مرة أخرى، فقد اعتاد “طه” على مرافقته في كل مكان.
“كان يتبعه في جميع أنحاء المدينة لقد كان يحبه والآن استشهد عمه ونقول له،” أين هو عمك موسى؟ ” ويقول: “عمى موسى توفي، قتله الحوثيون”.
وتستمر الحملة العسكرية على تعز، التي تشهد واحدة من أعنف أعمال القتال منذ أن اجتاح العنف المدينة – ولا يزال اثنان من أبناء أم رياض على جبهات القتال.
خسرت أم رياض ابنا على كل واحدة من جبهات القتال الأربع الدائرة في اليمن.
 وعندما سألتُ أم خطاب كيف ستشعر في حال رفع الحصار عن مدينتها.
 قالت لي: ستكون أكبر فرحة وأكبر حزن في الوقت ذاته”.
فكل جبهة من الجبهات الأربع في المدينة تشير إلى أن الأسرة فقدت واحد من أبناءها.
المصدر الرئيس
Yemen: The mother who lost four sons to war
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى