صنعاء.. تحتفي بـ”الموت” وتغرق بصور قتلى الحوثيين
يأتي هذا النشاط الحوثي ضمن توجيهات عليا من الجماعة لإقامة فعاليات إحياء ما يطلق عليه “أسبوع الشهيد”. يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
أغرقت جماعة الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء بصور قتلاها، وأخضعت كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية والهيئات، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، إلى إقامة فعاليات تشيد بقتلى الجماعة وتدعو إلى المزيد من التجنيد.
ويأتي هذا النشاط الحوثي ضمن توجيهات عليا من الجماعة لإقامة فعاليات إحياء ما يطلق عليه “أسبوع الشهيد”.
وقال موظفون وطلبة في صنعاء إن “أسبوع الشهيد” فرض واقعاً مغايراً لموظفي الدوائر الحكومة وحتى على مستوى طلاب الجامعات والمدارس اليمنية بل وصلت صور الأموات إلى داخل الفصول الدراسية لجميع طلاب المراحل الدراسية.
وحسب وثيقة اطلع عليها “يمن مونيتور” فقد وجهت وزارة التربية والتعليم مدارس المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة إلى إقامة فعاليات أسبوع الشهيد في الإذاعات المدرسية والفصول الدراسية، وتكثيف نشر صور قتلى الجماعة. وقال طلبة ومعلمون لـ”يمن مونيتور” إن الإذاعات المدرسية تشمل إرسال ممثلين لجماعة الحوثي لحث الطلبة على الالتحاق بالجبهات.
رائحة الموت
وقال عصام وحيش، وهو طالب في جامعة صنعاء: “كل شيء في صنعاء أصبح يفوح منه رائحة (الأموات)”.
وأضاف في حديث لـ”يمن مونيتور”: “لا نعلم أين سنصل وإلى أين سيوصلنا هذا الفكر الدموي.. لم يكتفوا في إقامة المهرجان الذي يستمر أسبوع في قاعاتنا التعليمية تحت مسمى “أسبوع الشهيد” في كلية الشريعة بجامعة صنعاء بلغ الأمر إلى تعليق صور قتلاهم على القاعات الدراسية وفي الممرات وأبواب الكليات”.
وقال إن المؤلم أن معظم هذه الصور “لأطفال وصغار السن الذين لقوا حتفهم في حرب عبثية بقدر ما تعبر عن توحش جماعة الحوثي في الزج بآلاف القتلى في هذه المعارك”.
وقال مدير مدرسة في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إنه وزملاءه في بقية المدارس الحكومية لم يجدوا بُداً من الاستجابة لتعميم شقيق زعيم جماعة الحوثي “يحي الحوثي” -يشغل منصب وزير التعليم في حكومة الحوثيين- وتنفيذ المطلوب.
وأضاف معلمون وطلبة في مدارس حكومية بصنعاء لـ”يمن مونيتور” أنَّ ناشطو الجماعة قاموا بتعليق صور قتلاهم في المباني والفصول الدراسية، في استهداف صارخ لعقول طلاب وطالبات المدارس.. وما قاله المعلمون تعليقاً على هذه المشاهد “وسيلة تغرير لكسب مقاتلين آخرين يقتلون فيحتفل بهم الحوثيون في العام القادم”.
وقال أستاذ لمادة التاريخ في إحدى المدارس لـ”يمن مونيتور”: إنها علامات الحسرة والتعجب من كل هذا الإسراف والعبث بالأموال التي لا داعي لها بدت واضحة على المعلمين وطرحوا سؤالاً واحداً.. لماذا لا تصرف هذه الأموال على المدرسين بدلاً من العبث بها عبر نشر هذه الصور والدعايات التي لا تفيد؟
رجال الأعمال كان لهم نصيباً من الصورة فلم تنس جماعة الحوثي دورهم لدعم هذه المهرجانات، فالبرغم من دعمهم لهذه الفعاليات لم تخلوا من دعوتهم في استمرار دعمهم لأسر القتلى في كل فعالية من دعوة رجال المال والأعمال إلى دعم رجال الأعمال بأسر الشهداء والجرحى وتلمس احتياجاتهم ووصف بالواجب الوطني المفروض عليهم.
الاحتفال بالمقابر
وحدها صور الموتى من باتت تتزين بها شوارع”صنعاء”.. فقد اختفت اللوحات التجارية توقفت إعلانات المنافسين من كبار الشركات وانفردت صور الموتى وقتلى جماعة الحوثي بأخذ هذه المساحات الإعلانية التي تملئ الجولات واللوحات الدعائية المتحركة والثابتة.
الأسبوع الحالي الذي أطلق عليه “أسبوع الشهيد” أوقف المعاملات والخدمات في الدوائر الحكومية، أصبح الموظفين مجبرون على إقامة فعاليات لا يرغبون بأن تحتل مساحة كبيرة في وزاراتهم فقد أجبرت الجماعة على إقامة المهرجان والاحتفالات بأسبوع الشهيد في كالة هذه الوزارات والمؤسسات والجهات التي تقع تحت سيطرتها.
واليوم الثلاثاء، قال مركز العاصمة الإعلامي، إن الجماعة افتتحت 16 مقبرة في معظم أحياء صنعاء، خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة، وحشدت فيها آلاف القتلى التابعين للجماعة.
وفي جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي في كل من أمانة العاصمة ومحافظات صعدة وصنعاء وريمة وعمران والمحويت وذمار وجهت مايسمى مؤسسة الشهداء بتزيين القابر ورفع صور القتلى عليها وفتح معارض فوتغرافية لهم ولأول سابقة تقوم هذه المحافظات بعمل هكذا أعمال بتكاليف من ميزانية المحافظات نفسها.