خلال سبع سنوات وشباب فبراير يمارسون طقوس الحلم بلا يأس؛ يحتفون في انبهار بيوم صنعته العقول الواعية لجيل تربى على الصمت الطويل.
خلال سبع سنوات وشباب فبراير يمارسون طقوس الحلم بلا يأس؛ يحتفون في انبهار بيوم صنعته العقول الواعية لجيل تربى على الصمت الطويل.
يحتفون لإدراكهم جلالة ذلك الخروج المبين لشباب الجامعة؛ لتمتد الجامعة على كل أرصفة الوطن الفارغة.
يحتفون بقرار الحرية المضمخة بالدم الزاكي؛ ويحيون تضحيات الورود التي قطفها العبث الحاقد.
أبداً، لم يتنازلوا عن مبادئ الثورة المجيدة رغم إجهاضها قبل النضوج؛ يسارعون في تصميم إلى إتمام حلم الدولة المدنية الحرة.
هؤلاء الشباب الذين آمنوا بثورتهم نراهم في خنادق القتال ضد الحوثية، وليس بين أولئك النفعيون الذين لجأوا إلى الثورة قبل غرق مركب النظام البائد، ليتبرؤوا منها الآن من فنادقهم ومنافيهم كأنما قامت على أكتافهم المستأجرة.
الثورة ليست ملك لشخص أو حزب أو فئة حتى يتبرأ منها أو يحرمها الميراث.
هي فكرة أتت من معاناة شباب هذا الوطن وقامت على أكتافهم وتضحياتهم.
ليأتي من يخرج رأسه من شقوق أقدام المرحوم المجمدة ليعلن أن ثورة 11 فبراير كانت سببا لخراب اليمن؛ موردا أدلة طاعنة في الكذب والافتراء من أجل شيطنتها؛ يحسب كل الأفهام تحت طائلة التجميد.
يحلو لهذه العقول التي اقتصر فهمها على الولاء للوالي أن يرد أسباب الخراب الحاصل على ثورة فبراير، وأن ما نحن فيه هو تداعيات لذلك الخروج المبارك للشباب الواعي..
عقول تحجرت عن الفهم تخشى لو تفتحت ببعض التفكير أن تتشقق وتتفتت وتستحيل إلى تراب؛ وكيف لهذه العقول أن تشغل محرك الفهم كي تعرف أن سبب هذا الخراب هو الوالي نفسه وحقده الدفين على ثورة الشباب..
هو المرحوم ذاته الذي ربى ثعابين مران وأطلقها إبان الثورة لتلتهم الوطن ويكون هو على قائمة وجبتها كتحلية أخيرة.
مهما قيل عن ثورة فبراير، ستظل الصفحة المضيئة إشراقا في تاريخنا والخيار الذي لو عاد بنا الزمن إلى الوراء لن نختار سواه.
هي امتداد للثورة الأم؛ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وأحرارها هم أبناء أحرار اليمن، ولا ينكر الشمس سوى أعمى البصيرة.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.