من الخطوط الأمامية.. الحرب “المتوقفة” شرق صنعاء “تستعر”
من على المرتفعات الجبلية والصخرية خارج العاصمة صنعاء يتبين بشكل سريع كيف لا تزال أفقر بلدان العالم العربي غارقة في حرب أهلية دون حسمها. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشرت وكالة اسوشيتد برس تقريراً لمبعوثها إلى شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وقالت إنه ومن على المرتفعات الجبلية والصخرية خارج العاصمة صنعاء يتبين بشكل سريع كيف لا تزال أفقر بلدان العالم العربي غارقة في حرب أهلية دون حسمها.
وتقول الوكالة، في التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور، إنه وفيما يتمكن الجنود التابعون للحكومة اليمنية من رؤية مطار صنعاء الدولي من على قِمم الجبال في نهم شرق صنعاء إلا أنهم لا يستطيعون التقدم، حيث أن تقدمهم سيضعهم في تلال مكشوفة أمام الحوثيين ما يجعل أي تقدم فيه مخاطرة كبيرة حتى بمساعدة غارات التحالف.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب الأهلية التي دامت ثلاثة أعوام تقريبا، والتي شكلت التحالف بقيادة السعودية ضد المتمردين، أسفرت عن مصرع أكثر من 10 آلاف شخص وتشريد مليونى شخص وساعدت في تفشى وباء الكوليرا المدمر.
وقال الجنرال ناصر علي الذيباني لصحافيين من اسوشيتد برس: “في المناطق الجبلية على هذا النحو من الصعب التقدم”. مشيراً إلى أن “الجيش الأمريكي كافح في أفغانستان بسببها”.
وأضاف الذيباني: “لكن بالنسبة لنا هذا لن يبطئنا لأن أولادنا ومقاتلينا تم تدريبهم في هذه الجبال، لذلك هم أبناء هذه المنطقة”
إن المقارنة مع أفغانستان مثيرة حيث الحرب الأمريكية هي الآن في 16 سنة منذ بدء الحرب هناك.
شهدت اليمن أيضا عقود من الصراع، أولا مع الحرب الأهلية في 1960 التي أنهت الملكية في الشمال. ثمّ جاء القتال بين اليمن الجنوبي الماركسي والشمالي. واعلن عن الوحدة في عام 1990 لكن الاستياء من حكم علي عبدالله صالح استمر 22 عاماً شمالاً وجنوباً.
تمكنت احتجاجات الربيع العربي من إجبار صالح على الاستقالة في النهاية. لكنه استمر من خلف الكواليس في ممارسة السلطة، وحافظ على العديد من ولاء قادة الجيش. وفي عام 2014 شكل تحالفاً مع الحوثيين- الذين حاربهم في السابق- وساعدهم في السيطرة على صنعاء.
في العام التالي تدخلت السعودية بقيادة تحالف عربي من عدة دول لاستعادة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وترى الرياض أن الحوثيين هو الوكيل الإيراني، وتقول السعودية والولايات المتحدة ان طهران قدمت صواريخ بعيدة المدى اطلقها المتمردون على المملكة. وبينما تدعم طهران الحوثيين، فإنها تنكر تسليحهم.
وبعد ثلاث سنوات أصبحت الحرب أكثر تشويشاً مع صراعات داخلية في كِلا الجانبين. حيث قَتل الحوثيون حليفهم صالح مع نهاية العام الماضي بعد أن حاول تبديل ولاءه. وفي الأيام الأخيرة اشتبك الانفصاليون الجنوبيون المدعومون من الإمارات مع القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن، واستغل تنظيم القاعدة الفوضى لإعادة تجميع قوته.
وقال بيتر ساليسبري الخبير في تشاتام هاوس: “أصبح اليمن في كل ما تشعر به حالة من الفوضى”، حيث أن الحكومة المركزية قد انهارت أو فقدت سيطرتها على قطاعات واسعة من الأراضي”. “ومع ذلك فإن” الفوضى “مصطلح نسبي. فعلى الرغم من أن اليمن يبدو بالفعل في فوضى من الخارج. فهو يحتوي على منطقه الداخلي واقتصادياته وسلطاته السياسية”.
وتقول الوكالة الأمريكيَّة “كل ما يمكن رؤيته في مأرب، وهي مقاطعة متاخمة للمملكة العربية السعودية والمرتفعات الشمالية الشرقية التي يسيطر عليها الحوثيون. فكل رجل تقريبا وبعض الفتيان يحملون بنادق هجومية من طراز كلاشينكوف على أكتافهم، مما يجعل من الصعب التفريق بين المدنيين والمقاتلين للوهلة الأولى. العديد من السائقين لا يكلف نفسه عناء لوحات الترخيص.
المملكة العربية السعودية تدعم حاكم مأرب المحلي، سلطان العرادة. وهو يقود السلطة مع المقاومة الشعبية، ومع اتهامات للحاكم بالإصلاح الحزب الإسلامي اليمني فإن الإمارات مستمرة في إبداء حذرها تجاههم.
ونقلت وكالة الأنباء الأمريكيَّة إن مطار صنعاء الدولي على بعد 48 كلم فقط. لكن جبهات القتال لم تتغير بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، على الرغم من أن القوات المدعومة من السعودية قد سيطرت على بعض التلال.
وتشير الوكالة: “هنا في الجبال، يشير الجنود اليمنيون إلى شقوق وكهوف من صنع الإنسان التي يستخدمها مقاتلو الحوثي قبل أن يتم دحرهم قبل شهرين. يقولون إنهم استعادوا المنطقة، التي تدعا “جبل القناصين” بعد خسائر فادحة من قتلى في صفوفهم من القناصين الحوثيين وشبكة ألغام كبيرة وقذائف الهاون. وما تزال جثث المقاتلين الحوثيين في مكان قريب”.
وقال الجنود إن مروحيات أباتشي هجومية يمكن أن تساعد. وقال الذيباني، إن السلطات لديها خطة للضغط ببطء على صنعاء.
وتختم الوكالة بالقول: وفيما تستمر الحرب الآن وتنطلق صافرة وصول قذيفة واحدة. العقيد يحيى الحاتمي الذي فقد ثلاثة أشقاء في القتال، يشاهد قريته عبر الخطوط الأمامية إذ أنها مرئية من “قمة الجبل”. عائلته تعيش في تلك المنطقة، تنهد للحظة للتغلب على العاطفة وقال: “افتقد حياتي، بالنسبة لعائلتي أنا في عداد المفقودين”. وأضاف: “لكننا هنا الآن نعد أننا سنصل قريباً”.
المصدر الرئيس
Outside Yemen’s rebel-held capital, stalemated war rages on