“ألغام الحوثيين” تحد من سرعة التقدم الميداني للجيش اليمني في تعز
وفقاً لمصادر فإن الجيش يفتقر للأدوات الفنية العسكرية الحيوية التي تقوم بإزالة الألغام بشكل أسرع. يمن مونيتور/ تعز/ خاص
أعاقت شبكات الألغام الواسعة، التي زرعها مسلحو جماعة الحوثي، في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، من التقدم السريع لقوات الجيش الوطني، الموالية لسلطات الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأجبرت هذه الألغام الحوثية، قوات الجيش، على التقدم بشكل بطيئ، نتيجة انتشارها بشكل مكثف في مختلف مواقع الجبهات في تعز، خصوصا الحيوية منها، وهو ما يجعل التقدم الميداني للقوات الحكومية، يسير بشكل غير متسارع، خشية تعرض أفراد قواتها لنيران هذه الألغام.
واستطاع الحوثيون، منذ نحو ثلاث سنوات، زراعة الألغام بشكل لافت، والتي تحولت كحرفة مرغوبة وشائعة لهم في مختلف جبهات القتال، وحتى في أحياء سكنية، وهو ما جعلهم محل انتقادات وسخط واسع من قبل شريحة واسعة من المجتمع اليمني، ومن قبل المنظمات المحلية والدولية، خصوصا مع سقوط العديد من القتلى والجرحى المدنيين، بنيران هذه الألغام.
وقبل نحو عشرة أيام، أطلقت القوات الحكومية اليمنية في تعز (كبرى محافظات اليمن سكانا)، عملية عسكرية واسعة، بمشاركة مختلف ألوية الجيش هناك، بهدف إنهاء الحصار المفروض على مركز المحافظة، من قبل الحوثيين، بالإضافة إلى تحرير المناطق التي لازالت تحت سيطرة الجماعة الحوثية المتهمة على نطاق واسع، بتلقي الدعم من إيران.
وحتى اليوم، استطاعت قوات الجيش اليمني المسنودة بطيران التحالف العربي، من السيطرة على العديد من القرى والمواقع والتلال الجبلية، في عدة جبهات بالمحافظة؛ غير أنه لم يتم إحراز تقدم نوعي وفعال، منذ بدء هذه العملية، كإنهاء جزء إضافي من الحصار.
وتعزو مصادر عسكرية يمنية في تعز، سبب عدم التقدم الفعال في هذه العملية، إلى عدة أسباب، من بينها انتشار الألغام بشكل مكثف، إضافة إلى صعوبة بعض المواقع الجبلية، فضلا عن انتشار القناصة الحوثيين.
وأوضحت هذه المصادر لـ”يمن مونيتور” أن الحوثيين يزرعون الألغام بشكل واسع في مختلف المواقع، حتى تلك التي يقررون الانسحاب منها.
وأضافت أن “الجيش اليمني يفتقر أيضا إلى كاسحات ألغام، وإلى أدوات فنية عسكرية حيوية تقوم بالعمل على إزالة هذه الألغام بشكل سريع”.
وشكت هذه المصادر من أن “أفرادا من قوات الجيش، يسقطون قتلى أو جرحى بشكل متكرر، في عدة جبهات بسبب هذه الألغام، في الوقت الذي يلقى البعض حتفهم في عمارات تركها الحوثيون وقد زرعوا فيها كميات من الألغام”.
ومضت المصادر بالقول: “هناك جهود فردية، تقوم بنزع الألغام بطريقة يدوية بدائية، والتي قد يكون لها نتائج كارثية، تتمثل بانفجارهذه الألغام بالأشخاص المعنيين بنزعها”.
وتقع معظم أحياء مدينة تعز(مركز المحافظة)، تحت سلطات القوات اليمنية الحكومية، في حين ما يزال الحوثيون يسيطرون على عدد من أحيائها، ومرتفعات جبلية أخرى”.
ويحاصر مسلحو الحوثي، مدينة تعز من مختلف الاتجاهات، باستثناء الطريق الذي يربط المدينة بمدينة التربة ومن ثم عدن، والذي يعتبر المنفذ الرئيس لعاصمة اليمن الثقافية.
وتشهد محافظة تعز منذ نحو ثلاثة أعوام اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي من جهة، والحوثيين والقوات الموالية لهم، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، فضلا عن سقوط آلاف القتلى والجرحى من المدنيين بقصف عشوائي نفذه الحوثيون على أحياء خاضعة لسلطات الجيش والمقاومة.