(بلومبرج) اشتباكات عدن ضربة قاصمة لجهود السعودية في مواجهة الحوثيين
تشير إلى أن الإمارات والسعودية فشلتا بالفعل في تطوير إستراتيجية سياسية وعسكرية واضحة لجنوب اليمن. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قالت وكالة بلومبرج الأمريكيَّة إن الحملة العسكرية التي تقودها السعودية لإعادة السلطة المعترف بها دولياً في اليمن تواجه اضطرابات جديدة. حيث أن القوتين اللتان كانتا تقاتلان إلى جانب المملكة حولتا بنادقهما نحو بعضهما البعض.
وأضافت الوكالة في تقرير على موقعها الالكتروني وترجمه “يمن مونيتور” أن استمرار المواجهات في مدينة عدن حيث تتواجد الحكومة المنتخبة الموالية للسعودية، تهدد إضعاف التحالف الذي بنته الرياض في صراعها بالوكالة ضد الحوثين. بل ويهدد ذلك بنسف الجهود.
وأشارت الوكالة إلى إعلان اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن 36 شخصا قتلوا وأصيب 185 أخرون بجروح خلال يومين من المعارك.
وكان المجلس الانفصالي الجنوبي قد دعم الحملة السعودية، لكنه طالب قبل أسبوع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإقالة إدارته التي يتهمها بالفساد أو سيتم الإطاحة بها. وعندما رفض هادي الامتثال، قام الانفصاليون بتنظيم مظاهرات مناهضة للحكومة والقتال.
وقالت نهى أبو الذهب وهي زميلة في معهد بروكنجز للدراسات في الدوحة، إن اليمن تشهد انقساماً حاداً وغالباً ما تتحول الولاءات. ومشيرةً إلى أن المجلس الذي يدعمه الإمارات هو حليف رئيسي للتحالف، ويشير القتال في عدن إلى أدلة متزايدة على زيادة التوترات داخل التحالف العربي الذي لا يبدو أنه قريب من الفوز.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد حذر من انه سيتخذ كافة الاجراءات اللازمة لاستعادة النظام. ودعا الى وقف فوري للاشتباكات، وفقا لما جاء في بيان صادر عن وكالة الانباء السعودية الرسمية. ذكرت صحيفة عدن الغد إن طائرات حربية تابعة للائتلاف حلقت فوق القصر الرئاسي في المدينة لكنها لم توقف القوات الانفصالية.
تنامي المشاعر الانفصالية
وقالت أبوالذهب في رسالة بالبريد الالكتروني: “بعد ثلاث سنوات لن يكون من المستغرب رؤية التحالف العربي ضعيفا”. وأضافت أنه إذا لم تتعرض دولة الإمارات العربية المتحدة لضغوط لإعادة التفكير في دعمها، فإن جماعات المقاومة الجنوبية التي لعبت دورا هاما في دفع الحوثيين من عدن يمكن أن تنقسم بشكل دائم.
كانت عدن عاصمة دولة منفصلة في جنوب اليمن قبل التوحيد مع الشمال في عام 1990، والمشاعر الانفصالية هناك قد تفاقمت بسبب الشعور الواسع بأن الشمال قد هيمنت على الجنوب طوال تلك الفترة.
ولم يتمكن التحالف الذي تقوده السعودية من بسط سيطرته على البلد منذ تدخله في آذار / مارس 2015 لاستعادة حكومة هادي المعترف بها دوليا.
وتتهم السعودية، جمهورية إيران بتسليح الحوثيين في واحدة من المواجهات التي تتم بينهما بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط، وإنفاق مليارات الدولار لإذكاء الحرب اليمنية. وقد أثارت الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية مستهدفة المطار الدولي والقصر الملكي في الرياض مخاوف من احتمالية نشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين الرياض وطهران.
استراتيجية واضحة
وإذا ما انفتحت جبهة آخرى في مدينة عدن الإستراتيجية، فإنها ستجلب على الأرجح مزيدا من البؤس لملايين اليمنيين الذين يعانون من المجاعة والعنف اليومي. وسيزيد استمرار القتال من صعوبة توزيع الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية على المتضررين في البلد الأفقر في العالم العربي والذي يعاني أيضا من تفشي الكوليرا.
وقال يزيد الصايغ، كبير الزملاء في مركز “كارنيجي الشرق الأوسط” ومقره العاصمة اللبنانية بيروت إن التوترات في عدن تشير إلى أن الإمارات والسعودية فشلتا بالفعل في تطوير إستراتيجية سياسية وعسكرية واضحة لجنوب اليمن.
وتابع الصايغ:” الإماراتيون والسعوديون يعملون بطرق مختلفة جدا على الأرض داخل اليمن، وقد انتهى بهم الحال إلى دعم جماعات مختلفة تقاتل بعضها.”
المصدر الرئيس
In Blow to Saudi Plans, Yemen Allies Turn Guns on Each Other