في قصر المؤتمرات الشهير في العاصمة السعودية الرياض كان لنا موعد مع نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء خالد بحاح، رغم أهمية ما دار في الحوار الذي جمعنا به لاحقا إلا أن الحديث عن الأجواء التي سبقت اللقاء لا تقل أهمية.
في قصر المؤتمرات الشهير في العاصمة السعودية الرياض كان لنا موعد مع نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء خالد بحاح، رغم أهمية ما دار في الحوار الذي جمعنا به لاحقا إلا أن الحديث عن الأجواء التي سبقت اللقاء لا تقل أهمية.
وصلنا على الموعد وكان بانتظارنا في مدخل القصر الذي استضاف العشرات من الزعماء والرؤساء، ومن بينهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي كان يخضع للعلاج في المملكة بعد محاولة اغتياله عام 2011، كان في استقبالنا المتحدث الرسمي باسم الحكومة راجح بادي.
بعيدا عن الرسميات ودون الخوض في موضوع الحوار والأسئلة، تبادلنا الحديث عن الوضع في اليمن وما يشهده من تطورات من الشمال للجنوب، حينها كان الحنين للوطن واضحا على السيد بادي، وهو الشعور الذي تشاركه مع وزراء ومسؤولين يمنيين توزعوا مع عائلاتهم على أجنحة القصر وغرفه الفارهة.
كواليس المقابلة
هناك تصادف وجودنا مع دخول المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي كان يحمل رد قادة الانقلاب على المبادرة التي قدمتها الحكومة اليمنية في وقت سابق.. كانت الفرصة مواتية لاقتناص لقاء سريع وربما نادر مع ولد الشيخ أحمد الذي يحاول دائما تجنب وسائل الإعلام، لكن لقاءنا المنتظر مع السيد خالد بحاح في ظل الظروف الراهنة كان الهدف الأهم، لذلك اكتفيت بالسلام على ولد الشيخ أحمد والحصول على وعد بلقاء حصري لقناة “العربية” في القريب العاجل.
في تمام الساعة الثامنة مساء بتوقيت الرياض وصل نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح إلى القاعة التي اجتهد الزملاء في تجهيزها لهذا اللقاء الهام. من بعيد لا يختلف السيد بحاح بملامحه الحضرمية عن بقية القادة المحاطين بالحرّاس والأتباع، ولكن ما إن اقترب حتى ظهرت عليه البشاشة اليمنية المعتادة وهو ما ساعدني كثيرا في فتح كافة الملفات دون استثناء.
بدأ بحاح الحديث بالتأكيد على سيطرة الشرعية على المزيد من الأراضي اليمنية خصوصا بعد انطلاق عملية السهم الذهبي التي ساهمت في تحرير عدن والجزء الأكبر من المحافظات الجنوبية. وعن تعز نفى بحاح أن يكون أمر بوقف العمليات العسكرية عند مشارف المحافظة للحيلولة دون خضوعها لسيطرة جماعة الإخوان في اليمن أو ما يعرف سياسيا بـ”التجمع اليمني للإصلاح”، مشددا على أن تحرير تعز من قبضة الحوثيين ومليشيا المخلوع صالح ستكون في القريب العاجل.
كواليس المقابلة
وعن معركة صنعاء التي تضاربت الأنباء بشأن موعد انطلاقها، أوضح بحاح أنه إذا وجدت العزيمة لتحرير المدينة من قبضة الحوثيين وصالح فإن ذلك سيستغرق ساعات فقط، مشيرا إلى أن الطريقة الأمثل لاستعادة الشرعية في العاصمة هي من الداخل حفاظا على سكانها من المدنيين وتاريخها العريق.
وفي رده على تصريحات أشارت إلى عزم الحكومة الإبقاء على عدن كعاصمة لليمن خلال السنوات الخمس المقبلة ، أكد بحاح حرص الحكومة على العمل ما بين العاصمتين على التوالي فور استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء.
بحاح قدر عاليا الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، وقال إن عاصفة الحزم جنبت اليمن سنوات من الحروب والاقتتال الداخلي.
كواليس المقابلة
وعن علاقته مع الرئيس هادي أقر بحاح بوجود تباين فيما يتعلق ببعض القضايا والملفات، معتبرا أن هذا الاختلاف لا يرقى لمستوى الخلاف وأن الهدف الرئيسي منه هو خدمة مصلحة الشعب اليمني وليس صراعا على السلطة كما يتحدث البعض.
في الأخير، تحدث بحاح عن أنه أعلن استقالته في يناير الماضي عندما كان يخضع للإقامة الجبرية في صنعاء لأنه لا يرضى البقاء كرئيس لحكومة تخضع لسلطة المليشيات وأنه لم يقبل أن يكون تحت ولاية ما وصفه بـ”المُلا أو آية الله عبدالملك الحوثي”.
وقد تناول الحوار مع بحاح العديد من الملفات الشائكة واستمر لنحو ساعة من الزمن.. وكان له أن يطول لولا مشاغل نائب الرئيس.
*نقلاً عن العربية نت.