“سياسة الباب المفتوح” التعليم في مدارس صنعاء على شفا الهاوية
مدرسين تربويين لجأوا إلى العمل في مهن شاقة لتوفير القوت الأساسي لأسرهم يمن مونيتور/صنعاء/خاص
اضطرت معظم المدارس الحكومية في صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، إلى سياسة “الباب المفتوح” التي تسمح للخروج من المدارس بعد حصولهم على ساعة او ساعتين داخل المدرسة للتعليم، في وقت يستمر المعلمون بالإضراب عن العمل للمطالبة بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ (أكتوبر/تشرين الأول2016).
ونقل مراسل “يمن مونيتور” تعمد المدارس الحكومية بصنعاء بإخراج طلاب المدارس الساعة التاسعة صباحاً او العاشرة بسبب عدم السيطرة على الطلاب الذي يقبعون داخل الصفوف الدراسية بدون معلمين أو معلمات. فيما يقول الطلبة إن معلميهم في حالة إضراب مستمر عن العملية التعليمية.
وقال أحد الطلاب إن إدارة مدرسته ظلت طوال الفترة الدراسية تعمل على السماح للطلاب بمغادرة المدرسة بعد حصولهم على حصة او حصتين فقط طوال الدوام اليومي الرسمي، (الحصة 45 دقيقة إلى 30 دقيقة).
متطوعون بلا تأهيل
وأضاف الطالب محمد مثني لـ” يمن مونيتور” بسبب إضراب المعلمين “لم يعد هناك متخصصين يقومون بتعليمنا، وهناك متطوعين “غير مؤهلين” لم يتخرجوا من الثانوية العامة لا يتمكنون من إيصال المعلومة لنا أبداً، حيث يقومون بقراءة الكتب العلمية وكأنه يقرأ لنا قصة أو يلقنا تلقين ولا يميزون الإجابة من الأسئلة”.
وتابع مثنى قائلاً: “عندما لجأنا إلى الإدارة وأخبرناهم بأن هذا ليس تدريس يكون الرد: عليكم أن تعتمدوا على أنفسكم لأنه لا يوجد معلمين”.
وكان مصدر تربوي قد أوضح في تصريح سابق لـ”يمن مونيتور” أن جماعة الحوثي بدأت في إحلال متطوعين محسوبين عليها في بعض المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء في ظل اضراب غالبية المدرسين الأساسيين، وذلك بغرض القيام بعملية التدريس تمهيداً لإحلالهم بدلاً عن المعلمين الأساسيين.
ويتساءل الطالب محمد، من أن امتحاناتهم النصفية ستبدأ السبت القادم، وهم لا يعرفون بعد هل ستدشن هذه الامتحانات أم لا، مشيراً إلى أنهم يدرسون غير وحدة او حدتين من كل كتاب مدرسي.
ويشارف نصف العام الدراسي على الانتهاء ولم يتمكن طلاب المدارس الحكومية من استلام مقرراتهم المدرسية مع اقترابهم من امتحاناتهم النصفية بالمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
ويضطر آلاف التلاميذ إلى مغادرة مدارسهم في ساعات مبكرة رغم توجيهات نقابة المهن التعليمية والتربوية بتعليق الإضراب وبدء التدريس وصرف نصف راتب للمعلمين في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي.
استشعار أولياء الأمور بالخطر
يقول أحد أولياء الأمور لـ” يمن مونيتور” ثبتت وزارة التربية والتعليم (الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي) فشلها مجدداً في إقناع المعلمين بممارسة أعمالهم في بدء العام الدراسي الجديد”.
الطالب عبدالكريم حسين يقول هو الآخر: لم ندرس اليوم سوى حصتين فقط مع استمرار غياب المدرسين واضطرت المدرسة اخراجنا الساعة العاشرة صباحاً لعدم وجود مدرسين ومن ثم عدنا إلى منازلنا”.
البحث عن مصادر أخرى للرزق
وتقول مصادر تربوية إلى أن عدد من المعلمين لجأوا للبحث عن مصادر أخرى للرزق، فبعض المعلمين التحقوا للعمل في المدارس الخاصة برواتب ضعيفة وقليلة والغالبية تقف عاجزة وتبحث عن أعمال أخرى.
وقال علي غالب، مدرس لغة عربية: “لن يستطيع أغلب المدرسين العودة إلى المدرسة لعدة أسباب أهمها ان المعلم لا يستطيع الذهاب إلى المدرسة وهو يفكر بقوت أولاده والديون المالية التي كان يقترضها طوال فترة انقطاع المرتبات على مدى عام تقريباً” بحسب تعبيره.
وأضاف في تصريح لـ”يمن مونيتور” إذا ذهب المعلم إلى المدرسة أو أجبر على التدريس فإن التعليم سيكون من غير جدوى كما حدث في العام الماضي والكل يعلم ان العام الماضي لم يدرس نفس العام الدراسي كما يجب”.
معلم مادة الرياضيات “سعيد” هو الأخر والذي أصبح عاملا في محل لصناعة النوافذ والأبواب يقول، إن عمله الجديد يجعله صامداً أمام واجبات وأعباء المعيشة وتوفير الأكل لأطفاله الثلاثة.
وأضاف: “ما باليد حيلة أن نجلس في منازلنا من غير مرتبات لمواجهة شظف العيش مع ارتفاعات الأسعار في جميع المنتجات وكم هو محزن ان نترك مهنة التدريس كي نبحث عن قوت يومنا”
ويمثل انقطاع المرتبات عن آلاف المعلمين في العاصمة اليمنية صنعاء وبقية مناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، سبب رئيسي في توقف العملية التعليمية ووضعها على المحك، حيث يعاني 167 ألف معلم ومعلمة في 13 محافظة يمنية يمثلون قرابة 73 % من إجمالي الكادر التعليمي في اليمن منذ توقف رواتبهم منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
ووفقاً لمنظمة “يونيسف”، فإن توقف رواتب المعلمين يهدد بحرمان 4.5 ملايين طفل في اليمن من الدراسة، ويعرض 13 ألف مدرسة تمثل حوالي 78 % من إجمالي المدارس في اليمن، لخطر الإغلاق.