فنون

الفن المصري السابع في 2017.. جوائز للسينما المستقلة وعودة لأفلام “المقاولات”

أربعون فيلما هي حصيلة الإنتاج السينمائي المصري، خلال عام 2017 يمن مونيتور/القاهرة/الأناضول

أربعون فيلما هي حصيلة الإنتاج السينمائي المصري، خلال عام 2017، الذي تربع خلاله فيلما “هروب اضطراري” و”الخلية” على عرش الإيرادات.
بينما الأفلام التي مثلت مصر في مهرجانات خارجية وحصدت جوائز دولية لم تكن من بين الأعمال الأكثر تحقيقا للإيرادات، مثل أفلام: “آخر أيام المدينة” للمخرج تامر السعيد، و”أخضر يابس” للمخرج خالد حماد، و”علي معزة وإبراهيم” للمخرج شريف البنداري.
ورصد نقاد سينمائيون، خلال 2017، عودة ظاهرة “أفلام المقاولات”، وهي أفلام ميزانياتها الإنتاجية ضئيلة ومستواها الفني ردىء وتعتمد على الإثارة، مثل أفلام: “فوبيا”، و”يا تهدي يا تعدي”، و”كارت ميمورى”، و”عمارة رشدي”.
ودرات في 2017 حرب شرسة بين الأفلام لتحقيق أعلى الإيرادات، لكن حربا أخرى دارت رحاها بين الأفلام المستقلة (لا تسهم الدولة في إنتاجها) وبين شركات التوزيع، التي تمثل سلطة اقتصادية وسياسية في أحيانا كثيرة.
وواجهت أفلام السينما المستقلة حربا من السلطة، ممثلة في الرقابة السينمائية، وحربا أخرى من شركات التوزيع، التي حكم عليها بالحبس داخل عدد قليل من دور العرض ولأوقات ضئيلة جدا لا تسمح بتحقيق إيرادات.
ورغم أن فيلم “آخر أيام المدينة” ينتمي إنتاجيا لعام 2016، إلا أن عرضه التجاري كان محددا لعام 2017، لكن “إدارة الرقابة المركزية على المصنفات الفنية” لم ترد على منتجي العمل بالسلب أو الإيجاب، ومن ثم لم يعرض في دور العرض، وفاز، الشهر الماضي، بجائزة “كاليجاري” من مهرجان برلين السينمائي.
ومُنع هذا الفيلم من العرض في مهرجاني القاهرة ودبي، إضافة إلى مهرجان شرم الشيخ بمصر، رغم أن إدارة المهرجان أعلنت بالفعل عن مشاكة الفيلم.
وبطل الفيلم هو الممثل المصري- البريطاني، خالد عبد الله، وهو أحد وجوه ثورة 25 يناير/ كانون ثانٍ 2011، التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك (1981-2011).
* جوائز للسينما المستقلة
تدور أحداث فيلم “أخضر يابس” فى قالب اجتماعى درامى، حول فتاة تدعى “إيمان”، ملتزمة إلى حد كبير بالعادات والتقاليد، وتعيش حياتها وفق الأعراف الاجتماعية الثابتة لديها، وتحاول رعاية شقيقتها الصغرى “نهى” بعد وفاة والديها.
الفيلم حصد جوائز عديدة، منها الجائزة الكبرى لمهرجان “فاماك” للسينما العربية في فرنسا، أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وشارك الفيلم في 43 مهرجانا دوليا، منها مهرجان ساو باولو السينمائى الدولى بالبرازيل، أكتوبر/ تشرين أول الماضي، ومهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس، ديسمبر/كانون أول الماضي.
كما شارك في مسابقة سينما الحاضر، بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، أغسطس/ آب الماضي، كأول فيلم مصرى يشارك فى هذه المسابقة خلال تاريخ المهرجان العريق.
وحاز مخرج الفيلم محمد حماد جائزة أفضل مخرج في مهرجان دبى السينمائي الدولي، ديسمبر/كانون أول الماضي، ليصبح أول مخرج مصرى يفوز بهذه الجائزة عن فيلم روائى طويل.
وبعدها، حصد الجائزة الذهبية في مهرجان المكسيك السينمائى الدولي، يوليو/تموز الماضي.
أما فيلم “على معزة وإبراهيم”، للمخرج المصري شريف البنداري، فنافس فى مسابقة “المهر” الطويل بمهرجان دبى، وحصل بطله، على صبحى، على جائزة أفضل ممثل.
وكان عرض الفيلم الأول خارج العالم العربى في مهرجان أفلام الحب ببلجيكا، فبراير/شباط الماضي.
كما شارك الفيلم فى الدورة الـ19 من سوق موعد مع السينما الفرنسية، يناير/ كانون ثانٍ الماضي، وكان قد نال ثلاث جوائز خلال مشاركته كمشروع فى ورشة فاينال كات فينسيا، عام 2015، ضمن فعاليات مهرجان فنيسيا السينمائى الدولى.
 
* أفلام المقاولات
عادت “أفلام المقاولات”، في 2017، بصورة أكثر إلحاحا وأقل تكلفة في ظل ظروف اقتصادية طاحنة.
ومن بين هذه الأفلام: “فوبيا”، و”ياتهدي يا تعدي”، و”كارت ميمورى”، و”عمارة رشدي”.
وهاجم نقاد مستوى تلك الأفلام، معتبرين أنها تصلح للهامش تماما.
* أعلى الإيرادات
استطاع الممثل أحمد السقا، من خلال فليم “هروب اضطراري”، الذي عرض في عيد الفطر الماضي، التربع على قمة الإيرادات بـ55 مليونا و551 ألفًا (نحو ثلاثة ملايين دولار).
وكتب الفيلم محمد سيد بشير، وهو من إخراج أحمد خالد موسى، وبطولة السقا وفتحي عبد الوهاب، وأمير كرارة، وغادة عادل، ومصطفى خاطر، وأحمد زاهر، ودينا الشربيني.
فيما حقق الفنان أحمد عز 54 مليونًا و510 آلاف جنيه (نحو ثلاثة ملايين دولار)، بفيلم “الخلية”، وشارك في بطولة الفيلم أيضا محمد ممدوح، وأمينة خليل، وسامر المصري، وريهام عبدالغفور.
وهذا الفيلم هو من سيناريو وحوار صلاح الجهيني، وقصة وإخراج طارق العريان.
* ظاهرة مغايرة
شكل فيلما “الكنز”، للمخرج شريف عرفة، و”الأصليون” للمخرج الشاب مروان حامد، ظاهرة مغايرة، حيث عالج الفيلمان الحالة المصرية تاريخيا بجدية تفتقدها السينما المصرية.
يستند “الكنز” إلى فانتازيا حملت منطقا اجتهد في بنائه السيناريست المصري، عبد الرحيم كمال.
في هذا الفيلم يرث شخص مجموعة وثائق يستعرض من خلالها التاريخ الاجتماعي والسياسي للمجتمع المصري.
وشارك في بطولته كل من محمد رمضان ومحمد سعد وأحمد رزق وسوسن بدر وهيثم أحمد زكي وروبي وعباس أبو الحسن، وحقق الفيلم 19 مليونًا و90 ألف جنيه (1.2 مليون دولار).
أما فيلم “الأصليون” فتدور قصته حول رب أسرة يعمل موظفا في بنك منذ سنوات، لكنه يُفصل فجأة من عمله بعد قرار بتخفيض العمالة.
ويتلقى الموظف صدمة لا يستطيع مواجهة أسرته بها، وبعد أيام يفتح الباب ليلًا ليجد صندوقًا يحوي هاتف محمول، ودعوة لوضع بصمته في الهاتف، لتتغير حياته بعدها.
وحقق الفيلم المركز العاشر من حيث الإيرادات بقرابة تسعة ملايين جنيه (نحو نصف مليون دولار).
* معجزة “18 يوم”
قبل ستة أعوام أثار فيلم “18 يوم”، الذي يحتفي بثورة 2011، جدلا واسعا، واحتفى به عدد من المهرجانات الدولية، منها مهرجان “كان” السينمائي في فرنسا.
لكن فجأة توقف الحديث عن الفيلم دون عرضه في القاهرة، بسبب منعه من جانب جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وفق عدد من صناع الفيلم.
وفي عام 2017 حقق الفيلم معجزته الخاصة، حيث عثر شاب مصري في باريس علي الفيلم من خلال شركة فرنسية تعرضه للمشاهدة على شبكة الإنترنت، فسارع بإطلاق رابط العرض لأصدقاء مصريين.
وأعاد هذا الشاب فيلم “18 يوما” إلى الحياة، ليُطرح على الساحة النقدية، ويستدعي الحالة الثورية التي رافقته.
ويتكون الفيلم من عشر قصص أخرج كل منها مخرج بفريق عمل مستقل، وتدور كلها في إطار الثورة وأسبابها وتجلياتها.
 
المخرجون العشرة هم: شريف عرفة (احتباس)، كاملة أبو ذكري (خلقة ربنا)، مروان حامد (19-19)، محمد علي (إن جالك الطوفان)، شريف البنداري (حظر تجول)، خالد مرعي (كحك الثورة)، مريم أبو عوف (تحرير 2-2)، أحمد عبد الله (شباك)، يسري نصر الله (داخلي خارجي) وأحمد علاء الديب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى