(نيويورك تايمز) تحذر من ضياع جهود مكافحة “القاعدة” باليمن لانعدام وجود حكومة حقيقية
ترجمة خاصة يحوي آراء مسؤولي مكافحة الإرهاب والأمن في الولايات المتحدة الأمريكية يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
خلَصت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيّة إلى أن الحملة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، قد تكون دون جدوى إذا لم تتواجد حكومة حقيقية على الأرض.
وقالت الصحيفة الأمريكيّة، في تقرير لها نقله للعربية “يمن مونيتور” إنه وبالرغم من تشديد الضربات الجوية في اليمن ومضاعفتها ثلاث مرات هذا العام ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أنه ما يزال واحداً من أكثر المنظمات الإرهابية فتكا وأكثرها تطورا في العالم؛ بالرغم من دفع حلفاء الولايات المتحدة مسلحي التنظيم بعيداً عن معاقلهم في الساحل الجنوبي للبلاد. وتفاخرت البنتاغون مؤخرا بقتل قادة القاعدة الرئيسيين وتعطيل عمليات الجماعة.
غير أن كبير مسئولي مكافحة الإرهابي في الولايات المتحدة وغيره من محللي الاستخبارات الأمريكية اعترفوا رغم كل ذلك بأن هذه الحملة العسكرية أدت بالكاد إلى تراجع قدرة القاعدة على استهداف مصالح الولايات المتحدة.
أكثر التهديدات الصعبة
وقال نيكولاس ج. راسموسن، الذي استقال من منصبه الشهر الجاري كرئيس للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة بعد ثلاث سنوات، قوله “لا يمكن الشعور بعد بأننا نتجاوز المشكلة في اليمن، إذ أنها لا تزال واحدة من أكثر التهديدات الصعبة في عملنا لمكافحة الإرهاب في الوقت الراهن”.
وبينما يشيد الرئيس ترامب بزوال الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فإن التهديد بالهجوم الإرهابي – الذي يُخشى أكثر من أي وقت مضى من استهداف طائرة تجارية – ينبعث من المناطق التي تعمها الفوضى وغير الخاضعة لأي سلطة حكومية في اليمن، لا يزال يتصدر قائمة الإدارة الأمريكية المتعلقة بمخاوف الإرهاب.
إن الحملة ضد تنظيم القاعدة هي حملة عسكرية مختلفة في جزء مختلف من اليمن، وهو أمر يساعد على تأجيج الكارثة الإنسانية التي تجتاح البلاد، والتي تظهر أكثر وضوحاً غربي البلاد. واليمن، واحدة من أفقر الدول في العالم العربي، اجتاحها الصراع الأهلي منذ أن قام الحوثيون بدخول العاصمة صنعاء في عام 2014 ثم أطاحوا بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، شريك الأميركي الرئيسي لمكافحة الإرهاب.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّه وفي آذار / مارس 2015، بدأت المملكة العربية السعودية وتحالف دول عربية حملة عسكرية تهدف إلى ردع الحوثيين واستعادة الحكومة. وقد فشلت هذه الحملة حتى الآن في القيام بذلك، وبدلا من ذلك تسببت في أشد أزمة إنسانية في العالم، وهي أسوأ تفشي للكوليرا في التاريخ المعاصر وأدت إلى انتشار سوء التغذية بين الأطفال.
واستغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني، ففي عام 2015 سيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في الجنوب، بما في ذلك المكلا، خامس أكبر مدينة في اليمن قاموا بمصادرة إيرادات الميناء الحيوي.
القاعدة قوي جداً
ولا يزال جناح القاعدة في اليمن قوياً جداً لأن الجماعة أمضت سنوات عدة في اختراع المتفجرات التي يصعب اكتشافها، بما في ذلك محاولة إخفاء القنابل في أجهزة مثل الهواتف الخلوية. حيث حاول التنظيم على الأقل ثلاث مرات لتفجير طائرات أمريكية. وقال مسؤولون في المخابرات إن ابرز صناع القنابل، إبراهيم حسن العسيري، ما زال طليقا، ويقوم بتدريب تابعين.
وقال عنه ديفيد بيترايوس المدير السابق لـCIA في مؤتمر أمني هنا هذا الشهر: “لا يزال الرجل الأكثر خطورة في العالم”.
عدم حكومة حقيقية
وتشير الصحيفة الأمريكية إنه ومع عدم وجود حكومة حقيقية في اليمن، فإن الولايات المتحدة ليس لديها قوات العمليات الخاصة أو C.I.A. التي كانت موجودة على الأرض قبل الحرب الأهلية في اليمن، ويقول مسؤولو مكافحة الإرهاب الأمريكيون إنهم ونتيجة لذلك يفتقرون إلى فهم أعمق للوضع هناك الذي من شأنه أنَّ يعطي المسؤولين معلومات حقيقية عن تنظيم القاعدة وما يخططون له.
وقال جيراليد فريستاين السفير الأمريكي السابق في اليمن، “لا يمكننا التمييز بين الأشخاص الذين مايزالون يمثلون تهديدات خطيرة جداً، ورجالاً يعملون معهم من أجل الحصول على المال والمساعدة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات اليمنية والإماراتية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، على مدى الأشهر ال 18 الماضية، زادت من حرب الظل في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد ضد أكثر من 3000 من أعضاء تنظيم القاعدة واتحاداتهم القبلية، مما دفعهم إلى داخل المناطق الداخلية الجبلية الوعرة.
ومنذ 28 فبراير، وكجزء من حملة ترامب المكثفة ضد الإرهابيين، شنت الولايات المتحدة ما يقرب من 130 ضربة جوية في اليمن – معظمها ضد مقاتلي القاعدة مع حوالي 10 ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، وفقا للقيادة المركزية للبنتاجون. هذا هو أعلى من 38 الضربات في عام 2016.
وفاخرت القيادة المركزية في بيان غير عادي هذا الشهر بأن الغارات الجوية وعمليات الغارات الخاصة قتلت العديد من قادة القاعدة المهمين.
وفي الجنوب، أعلن أكثر من أربعة آلاف جندي يمني تدعمهم قوات الإمارات العربية المتحدة مؤخرا مقتل أو اعتقال العديد من مقاتلي القاعدة في محافظتي أبين وشبوة. وقد تم نشر قوات الأمن الحكومية اليمنية في معظم معاقل القاعدة السابقة، بيد أن المسلحين مازالوا موجودين في منطقة البيضاء وشبوة.
وتمكن اليمنيون من اعتقال عدد من أعضاء القاعدة المهمين. وقال مسؤول أمريكي إنَّ استجوابهم أعطى القوات اليمنية وشركائها الإماراتيين والأمريكيين معلومات قيمة حول التسلسل الهرمي لقيادة المتمردين وخطط الدعاية والشبكات المحلية.
وقال الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية، في مقابلة خلال المؤتمر الأمني لحوار المنامة: “لقد عطلنا عمليات تنظيم القاعدة لكننا مازلنا قلقين”. مضيفاً “إنها منظمة أثبتت مرونتها بمرور الوقت. وهذا عنصر خطير للغاية من تنظيم القاعدة “.
وصرحت لورا شياو، مديرة المخابرات بالنيابة في المركز الوطنى لمكافحة الارهاب، خلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ هذا الشهر بان فرع القاعدة “يواصل استغلال الصراع في اليمن لكسب مجندين جدد وتأمين مناطق آمنة، مما يسهم في بقاءه تهديداً دائماً”.
الحكومة والدولة الفاشلة
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنَّ تنظيم القاعدة ليس المجموعة الإرهابية الوحيدة التي تسعى للاستفادة من الاضطرابات في اليمن. حيث تضاعف حجم تنظيم الدولة الإسلامية هناك في العام الماضي، وفقا للبنتاغون. وردا على سؤال في جلسة الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ هذا الشهر الذي استعرض أن الدول الفاشلة أفضل مكان للجماعات الإرهابية. قال مارك اي ميتشيل المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي يشرف على سياسة العمليات الخاصة، “في البداية وقبل كل شيء اليمن”.
وأوضح راسموسن أنه في الوقت الذي شنت فيه الحملة العسكرية ضغوطا على شبكة القاعدة في اليمن، فإن عدم وجود حكومة تعمل موازية للحملة العسكرية قد يعيق الجهود. وقال راسموسن “ما زلت أشعر بأننا نفتقر إلى الكثير من ذلك الآن”.
وأضاف “لقد فقدنا الكثير من التبصر حول ما يحدث على الأرض في اليمن”.
المصدر الرئيس
The U.S. Has Pummeled Al Qaeda in Yemen. But the Threat Is Barely Dented.