شكرا لمن جرب السير معنا على حافة وطن مغلوب على بؤسه ومضى نحو المجهول ممسكا بنا قد لا نملك القدرة على ترتيب فوضى أحلامنا ، أو إزاحة أشياء من دواخلنا لأشياء أجد ، قد لا نستطيع التحلل من تراكمات العمر كلما تمادى ضعفنا وتمددت معه هشاشتنا حتى أتت على وجداننا ووجودنا ، لكننا نملك القدرة على قول شكرا لكل من أحتفظ بنا في خاطره ، رغم أكتظاظ حياته بالوجوه ، والأحداث ، والآلام، والمتغيرات ، والمسافات الطويلة .
شكرا لمن جرب السير معنا على حافة وطن مغلوب على بؤسه ومضى نحو المجهول ممسكا بنا – على كل تناقضاتنا وأختلافاتنا – فقط لأن بنا منه وبه منـا..!
شكرا لمن حملنا بعين وده مرتقيا فوق ما ظن وما ظننا ، متساميا فوق انفعال المكابدة و العناء لوجه الوفاء ليس إلا!
شكرا لمن دس إنسانيته في فضاء حياة موبؤة بالوجع وأشعل ضميره مصباح أمل ومحبة لكل غرباء الوطن ، لكل التائهين بلا حلم ولا قادم .
شكرا لمن أودع فينا بذرة خير ، شعور نبيل ، سلوك أنيق ، فكرة خلاقة ، روح مناهضة للأنقياد ، طبع راق ، مبدأ غير قابل للمساومة ..
شكرا لأن ما منحتمونا إياه جبر بعض انكساراتنا ، شكرا لأنكم أثريتم إفلاس الحياة من حولنا وقايضتم هزائمنا ومخاوفنا بدفء ما أكننتموه لنا من حسن ثقه وطيب ظن، شكرا لأنكم كنتم وطنا للوطن ، شكرا لأنكم تعنون لنا كثيرا ، كثيرا ..
عام سعيد ..كل عام وأنتم والوطن بخير وسلام.
نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك