كتابات خاصة

جامعة وليست مسرحا!

إفتخار عبده

ما دمتم  تعلمون أنها جامعة للعلم، لماذا تحولونها إلى مسرح ومكان للتطبيل؟! جامعة صنعاء، أو المعروفة بالجامعة القديمة – تتحول اليوم من صرح للتعليم  إلى صرح للتطبيل ، فلا يكاد يمرُ الأسبوع الواحد إلا وتقام فيه فعالية وفعاليات تحت مسميات عدة، تكتظ الجامعة بالسيارات والعسكر -الذين وصفهم الزبيري، بالبلداء الفطنين لإيذاء الآخرين (كأن إبليس للطغيان رباه)..

تعلق شعاراتهم في أماكن مختلفة من الجامعة، وعندها يبدأ مشوار التحقيق والتفتيش لداخلي الجامعة من الطلاب.. أساليبٌ لديهم لا أدري من أين اكتسبوها، أتذكر ذات مرة لم يسمح لأحد الطلاب الدخول للجامعة بسبب أنه نسي بطاقته الجامعية في بيته. وكان ذلك اليوم يوم اختباره، علماً أن حرس الجامعة لا يطلبون البطاقة.. أكثر الأوقات، لا يطلبونها إلا إذا أقاموا فعاليةً أو احتفال، حينما يسلبون من الجامعة عملها ووظيفتها، عندما يحولونها من صرح علمي إلى مسرح للتطبيل، وقتها يقومون بطلب البطائق الجامعية من الطلاب الداخلين!
إذن.. ما دمتم  تعلمون أنها جامعة للعلم، لماذا تحولونها إلى مسرح ومكان للتطبيل؟!
ما ضايقني كثيراً، هو عندما رأيت أحد الطلاب في يوم فعاليتهم دخل الجامعة دون أن يريهم بطاقته، وهو رافعٌ رأسه  بكل كبرياء وغرور، لم يلتفت للحرس قط، فتضجر عليه أحد الحرس، ورد الآخر عليه  بقوله: (مالك هذا من أنصار الله)، مباشرة قام الحارس يعتذر منه، ويخاطبه بأسلوب لطيف غير الأسلوب الأول  تماماً.
إذن، هل هي جامعة  للسياسة وتفضيل فئة على فئة؟، هل هي جامعةٌ باتت ملكاً لفئة معينة من الناس؟! أم هي ملفٌ لحمل الشعارات والملصقات، ومكان لأصوات الزوامل في السماعات الكبيرة، فبين يوم ويوم لا ندري إلا وقد أقيمت فعالية، وعندها نجد الشعارات معلقة بالجامعة، ونتفاجأ بضجة ما كان ينبغي لها أن تحدث..
إزعاج كبير يعاني من الطلاب في قاعات المحاضرات المجاورة لقاعة جمال، من تلك الأصوات المرتفعة في السماعات الكبيرة التي يخرجونها من قاعة جمال عمداً.
ترى ماذا يريدون أن يسمعوا بضجتهم الطلاب وهم داخل المحاضرات، هل يريدون أن يقولوا لهم أن الزوامل الخادعة والكاذبة أفضل للطلاب من الدروس التي تقدم لهم، هل المظاهر الكذابة والخداع البصري أفضل للطلاب من مواد الدراسة؟!!
كلا، فهم يعلمون حقيقكتم تماماً، ويعون ماذا تقصدون حتى وإن تمظهرتهم بشعاراتكم.
ينبغي عليكم أن تفهموا جيداً أن هذه الجامعة، صرحٌ للعلم وليست مسرحا، ولا مكاناً للهو.
الطلاب يعلمون جيداً أنكم تكرهون العلم والتعليم، وتهربون كثيراً من الواقع، لكن عليكم أن تعوا  أنهم يحبون العلم، وهم من سيبنون هذا الشعب من جديد بعدما عملت أيديكم على هدمه وخرابه ودماره وهلاكه، هم من سيبعثون الحياة فيه.
فافهموا جيداً أن هذه جامعة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى