(نيويورك تايمز) حرب اليمن تدخل مرحلة مظلمة بعد مقتل صالح وسطوة الحوثيين
التحالف سعى إلى انفصال “صالح” عن الحوثيين وعندما حدث فعلاً.. لم يكونوا مستعدين فعلاً للتعامل مع ذلك يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً عن الحرب في اليمن، بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والتي قالت الصحيفة إنها دخلت مرحلة مظلمة بعد أنَّ عزز الحوثيون من قبضتهم على العاصمة.
وأشار التقرير، وترجمه “يمن مونيتور”، إلى أنَّ المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمني صنعاء شددوا من قبضتهم على المدينة وشعبها في الأسابيع الأخيرة وأغلقوا منافذ الوصول إلى الإنترنت كما حظروا شبكات التواصل الاجتماعي. في وقت يرسلون مسلحيهم لمهاجمة منزل أي شخص يشتبهون بمعارضته.
ولفت التقرير إلى أنَّ الحوثيين احتجزوا مئات الأشخاص، في وقت تزداد أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود وتتضاعف مما يهدد بتفاقم أزمة إنسانية هي في الأصل وصلت مستويات خطرة.
وقال التقرير إنَّ توطيد الحوثيين لأنفسهم في السلطة، الجماعة المدعومة من إيران، هو فصل جديد قاتم في حرب اليمن يسلط الضوء على الحواجز الهائلة التي تواجه الجهود الدولية لإنهائها.
وأكد التقرير أنَّ ذلك يثبت أيضاً فشل خصوم الحوثيين- وهم خليط من القوات اليمنية وبلدان عربية مثل السعودية- في تحويل ميزة عزّل الحوثيين سياسياً إلى ميزة في ساحة المعركة.
فشل التحالف في استغلال الحدث
وأشار إلى أنَّ هذا الشهر شهد حدثاً كان من الممكن أنَّ يغير مسار الحرب: قتل الحوثيون، علي عبدالله صالح، الرئيس اليمني السابق الذي كان حليفهم الأهم خلال الحرب. موضحاً أن السيد صالح، الذي شغل منصب الرئيس لمدة ثلاثة عقود قبل أن يتم إزاحته من السلطة في عام 2012 بعد انتفاضة الربيع العربي، شخصية بارزة في السياسة اليمنية كان في تحالف مع الحوثيين، وقدم السيد صالح للحوثيين معظم فطنته السّياسية والقوات المدربة تدريباً جيداً والمجهزة-أيضاً- تجهيزاً جيداً. كما أتاح تحالف الحوثيين مع حزب السيد صالح السياسي، المؤتمر الشعبي العام، للحوثيين قاعدة سياسية أوسع كانوا يحلمون بالحصول عليها.
ولكن في النهاية، ندد السيد صالح بالحوثيين وقال إنه يريد فتح “صفحة جديدة” مع السعودية لإنهاء الحرب. وفي 4 ديسمبر / كانون الأول، قتله الحوثيون.
ولفتت الصحيفة الأمريكيَّة إلى أنَّ السعودية وخصوم الحوثيين الآخرين سعوا منذ مُدة طويلة إحداث انقسام بين “صالح” والحوثيين” معتقدين أن قوات الحوثيين سوف تضعف بسهولة إذا تحول الموالون لصالح ضد الحوثيين. لكنهم لم يكونوا مستعدين للاستفادة من الوضع عندما حدث فعلا، وقد بذل الحوثيون كل ما في وسعهم للتأكد من أن الموالين لصالح المتبقين لا يشكلون أي تهديد.
أوضاع حزب المؤتمر
وقد أدى ذلك إلى حملة قمع في صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث قام المقاتلون الحوثيون باعتقال المئات من الموالين لصالح واحتجازهم، وفقا لما ذكره عادل الشُجاع، القيادي في حزب صالح والموجود في القاهرة.
وأشار إلى أنَّ حوالى 45 قيادياً في الحزب ما يزالون في صنعاء، وأن 15 منهم تحت الإقامة الجبرية، والباقي مختبئ يبحث عن سبيل للتسلسل هو وعائلته بعيداً عن المدينة.
وقال الشُجاع عن زوجته وأطفاله الذين لا يزالون في المدينة: “إنهم يعيشون في حالة خوف، إنهم يقضون كل دقيقة في تساءل عما إذا كان الحوثيون سيلقون القبض عليهم”.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّ مقتل “صالح” جاء بعد أنَّ أقام اتصالات مع المملكة العربية السعودية وحلفائها، حيث كانت تأمل أنَّ يتمكن “صالح” وموالوه من تحويل تيار الحرب. مشيرةً إلى أنَّ الولايات المتحدة كانت تأمل أيضاً في أنَّ يلعب حزب “صالح” دوراً في مفاوضات إنهاء الصراع الذي بدأ في 2014 عندما استولى الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق على صنعاء، ثمَّ أرسلوا في وقت لاحق الحكومة المعترف بها دولياً إلى المنفى. وبعد بضعة أشهر، بدأ ائتلاف بقيادة السعودية حملة جوية أخفقت في دفع الحوثيين إلى الوراء في الوقت الذي تتدهور فيه البلاد نحو أزمة إنسانية طاحنة.
ونقلت الصحيفة عن أعضاء في حزب “صالح” تمت مقابلتهم مؤخراً القول، إنَّه وبدلاً من تحويل أنصار الحزب ضد الحوثيين، فإن مقتل “صالح” قد حطمهم.
على الرغم من أن العديد من أعضاء حزب المؤتمر يملئهم الغضب على الحوثيين لقتل السيد صالح، فإن قلة منهم أرادوا الانضمام إلى التحالف بقيادة السعودية التي كانت تقصفهم لسنوات. وأولئك الذين قد يريدون محاربة الحوثيين يفتقرون القدرة على القيام بذلك.
وقال عاصم الشميري، الصحفي اليمني المتواجد في صنعاء وأحد المقربين من الحزب: إنَّ هناك اكتئاب عميق لدى معظم الناس بعد رحيل صالح، الذين اعتقدوا أنه الحل الأخير لإنهاء الأزمة.
وقال: “ان العاصمة تشهد أسوأ أيامها من حيث الوضع الإنساني والنفسي والعسكري والسياسي وان القلق يحوم فوق الجميع”.
احتياطات حوثية
وقالت الصحيفة الأمريكيَّة إنَّ العديد من الحوثيين يعتقدون أنهم تمكنوا من تدمير” حزب صالح.
وقال أحمد عبد الوالي دهب، وهو قائد حوثي للصحيفة عبر الهاتف: “لقد انتهى الحزب”، مضيفاً: “من الواضح أن أولئك الذين هم تحت الإقامة الجبرية لن يصلوا إلى أي شخص أو يذهبوا إلى أي مكان”.
ولتأمين أنفسهم من تآمر أعدائهم ضدهم استخدم الحوثيون سيطرتهم على البنية التحتية للاتصالات في اليمن لإغلاق الوصول إلى الإنترنت لعدة أيام في نهاية المطاف ومنعوا مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.
وقال دهب: “ليس الأمر صعبا. “لدينا شركات اتصالات في صنعاء مليئة بالأشخاص الذين تلقوا تعليما في الخارج. كان علينا أن نوقف أعدائنا من التواصل مع بعضهم البعض “.
ويتوقع بعض المحللين أن العزلة السياسية للحوثيين سوف تلحق الأذية بالجماعة، حيث ستشعل زيادة المعارضة لحكمهم كما أنَّ الجماعة ستعاني جداً في إدارة الأمور الحكومية أو قد تعاني من نفاد المال، وتركهم غير قادرين على تقديم الخدمات في المناطق التي يديرونها كسلطة أمر واقع.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرتها بالفعل من نقص حاد في الكهرباء، مما أسهم في أسوأ تفشي للكوليرا في العالم. ولم يحصل العديد من موظفي الخدمة المدنية على رواتب منذ أكثر من عام، مما دفع العديد من الأسر التي كانت ضمن الطبقة الوسطى إلى الفقر.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّ التحالف الذي تقوده السعودية قد سعى مؤخراً إلى إيجاد طُرق أخرى لزيادة الضغط على الحوثيين، حيث التقى هذا الشهر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من المملكة العربية السعودية ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مع قادة من حزب الإصلاح الذي ينتمي فكرياً لجماعة الإخوان المسلمين والذي صنفته السعودية والإمارات ضمن قوائم الإرهاب.
حزب الإصلاح
وبرر مسؤولون إماراتيون اللقاء بكون الحزب قطع علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين الدولية التي يبدو ان ذلك كافياً لدول الخليج لضمان البحث عن حلفاء.
وقال عبدالوهاب الآنسي الأمين العام لحزب الإصلاح عبر الهاتف من الرياض للصحيفة إنَّ الاجتماع كان “نقطة تحول”. وأشار إلى أنَّ اللقاء طلب منهم التواصل مع من تبقى من “حزب صالح” لبحث رؤية عمل معهم ضد الحوثيين.
وعلقت الصحيفة بالقول: “حتى الآن، كان لديهم القليل من الحظ”.
وقال الآنسي: “نحن ببساطة نواجه صعوبة بالغة في الوصول إليهم”. “هذه أوقات مربكة. وسوف نستغرق بعض الوقت للحصول على صورة واضحة لما يحدث فعلاً في صنعاء”.
المصدر الرئيس
Yemen’s War Enters a Dark Stage as Rebels Squeeze the Capital