أرى حمرة عيني في المرآة منذ ثلاثة أسابيع. قلق على أرق، ربما بسبب البيانات القلقة من الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا بعد مقتل صالح، لكن هذا التكهن كان كاذبًا، فمن المفترض أن تزول الحمرة بعد الرواية الغريبة التي تقول بأن صالح على قيد الحياة.
أرى حمرة عيني في المرآة منذ ثلاثة أسابيع. قلق على أرق، ربما بسبب البيانات القلقة من الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا بعد مقتل صالح، لكن هذا التكهن كان كاذبًا، فمن المفترض أن تزول الحمرة بعد الرواية الغريبة التي تقول بأن صالح على قيد الحياة.
من المفترض أن يزول القلق الآن، أحدهم حلف يمينًا فوق رأسه أن صالح مازال حيًا، لقد قرأ تحليلًا وصله على الواتس آب يفيد أن القتيل ذاك كان يرتدي قناعًا صنع في روسيا. لا يريدني أن أكذبه، هو يريد من سامعه أن يسوق له الثور فقط.
لنتركه يعيش على وهم الأمل بلقاء زعيمه.
يبقى بعض الموتى على قيد الحياة عند البعض رغم حقائق الموت الماثلة أمامهم، لسبب بسيط؛ بسبب وهم القوة التي روجوا لها في ذروة الحياة.
أخذ صالح غطاء قنينة المياه وسكب ملء الغطاء على الهواء مباشرة ليؤكد: هذا ما خسرناه حتى الآن من سلاح، قال وهو يرفع الغطاء، ويؤكد بأن ما في القارورة هو الباقي، كانت كناية بلاغية عن تبقي الكثيييييييير.
كان قويًا، والبسطاء لا يصدقون أن الأقوياء يموتون بسهولة وعلى ذلك النحو الذي مات به الرئيس السابق. الحاج جسار، مثلًا، كان يؤمن أن صدام حسين مازال حيًا، يؤمن كإيمانه باسمه أن الأعداء أعدموا الشبه، وكان يؤكد بأن صدام سيخرج لهم من تحت الأرض «وينسف عارهم من شق وطرف»، لم يكن لديه عرق بعثي، ولا يعرف ميشيل عفلق، ولا عبدالكريم قاسم، ويظن أن قاسم سلام بائع وزف في سوق الشنيني، البعث في رأسه متعلق بالموتى وصدام حسين لم يمت، كان يشتم من يتفوه بسوء على صدام أو من يقول بأنه أعدم.
مات جسار وهو في انتظار صدام مثل من يموت على وصيد السرداب وهو في انتظار المهدي المنتظر، لم يخرج الرجل.
تذكرت صدام بعد التداول المفرح لبعض المؤتمريين بأن صالح لم يمت، ومن مات هو القناع.
تبين لي أن القلق الذي يساورني ليس له علاقة بالوقائع التي شهدتها البلاد وتشهدها. لقد عدت لقراءة رشدة الدواء الذي بدأت أتناوله من بداية ديسمبر، الأعراض الجانبية للدواء تضحك المريض من فكرة إصدار أدوية طبية بكوكتيل من الأعراض من بينها: الأرق واضطراب النوم، زيادة شهية الطعام، الغيثان، تقلصات في المعدة، ضغط الدم، حب الشباب..
هذه الأعراض ليست كاملة، هذه من «بينها فقط».
يبدو أن الدواء التي تتعرض له بلادنا، يشبه هذا العقار الغريب، ربما علينا أن ننتظر حتى تظهر حب الشباب على وجه البلاد.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.