(انفراد) ارتفاع جنوني لأسعار المياه في صنعاء
ارتفعت الأسعار ثلاثة أضعاف وعائلات تفتقر إلى شراء المياه في ظل تعطل شبكات الضخ.. يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
قال سكان في العاصمة اليمنية صنعاء، إنَّ ارتفاعاً جنونياً يتزايد لأسعار المياه منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ليصل إلى قرابة ثلاثة أضعاف عن قبل هذا التاريخ.
وقال محمود الحالمي لـ”يمن مونيتور” لم يسبق أنَّ وصلت المياه إلى هذا الحد، من الجنون حيث يبلغ سعر خزان المياه الواحد قرابة 7000 ريال بعد أنَّ كان بـ2000 ريال فقط.
ويعزوا فراص عياش وهو مالك شاحنة لحمل المياه الارتفاع إلى ارتفاع سعر الوقود الذي يتم به ضخ المياه الجوفية، وأيضاً تكاليف النقل.
ويشكو “عياش”خلال حديث لـ”يمن مونيتور” من أنَّ هذا الارتفاع تسبب بالكثير من المشاكل مع عملائه.
من جانبه قال جيرت كابيلير المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء في جنيف، إنَّ التحالف يمنع واردات الوقود إلى مناطق سيطرة الحوثيين منذ نوفمبر. وقال إن نقص الوقود في اليمن يؤدى إلى أزمة صحية عميقة، في وقت يعاني فيه الأطفال في اليمن من العنف وسوء التغذية وتفشي الأمراض بما في ذلك الإسهال المائي الحاد والكوليرا.
ونوه كابيلير إلى أن تكلفة وقود الديزل قد تضاعفت في أكثر من شهر واحد مما يعرض للخطر توفير المياه وخاصة لأشد الأسر فقرا، كما أن محطات ضخ المياه التي تخدم أكثر من 3 ملايين شخص عبر شبكات عامة في 14 مدينة، ينفد الوقود منها بسرعة.
وأشار المسؤول باليونيسيف إلى أن أسعار المياه المحملة بالشاحنات والتي تمثل المصدر الرئيس لخمس سكان اليمن قد ارتفعت لتتضاعف في المتوسط، بينما زادت في بعض المواقع لحوالي ستة أضعاف، وبالنسبة لأكثر من ثلثي اليمنيين الذين يعيشون في فقر مدقع، أصبحت المياه الامنة من الصعب الحصول عليها.
وقال “عياش” إنَّه تم توقف الشبكة العامة لضخ المياه منذ بداية الحرب وحالياً الوضع أسوأ.
وأشار إلى أنَّ اليمنيين “يعتمدون على وايتات المياه للشرب وهي اليوم تباع بأسعار مضاعفة جداً، الوايت سعة 3 الف لتر يباع اليوم بسعر مضاعف من 2000 ريال إلى 7000 ألف ريال ما اضطر الأسر إلى اللجوء مياه السبيل لأنه لم يعد باستطاعتها شراء حتى نصف وايت ماء فضلاً عن خزان مائي كامل نظراً لارتفاع أسعار الوقود بأسعار مضاعفة”.
ويعاني سكان صنعاء، أكبر المدن اليمنية، من انعدام ضخ المياه الصالحة للشرب عبر الشبكة العامة منذ بداية الحرب. ويلاحظ الحبابي ومواطنون آخرون تأخر زيارة المياه إلى منازلهم، فتصل ساعات محدودة كلّ شهر ونصف، فيما يشكو آخرون من عدم وصولها أبداً منذ بدء الحرب. وبسبب ظروف المؤسسة وطول فترة انقطاع مياه الشبكة، تتأثر جودة
وجاء في بيان صادر من مكتب اليونيسف تلقى “يمن مونيتور” نسخة منه: إن أكثر من ربع الحالات التي يشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة هم من الاطفال ما دون الخامسة من العمر واكثر من 385000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من اجل البقاء، وصعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب تشكل احدى أهم أسباب سوء التغذية.
وأشار البيان: إلى أن الندرة الشديدة في المياه وعلى مدى عقود شكلت احدى أخطر تحديات التنمية في اليمن والقيود التي فرضت مؤخراً على واردات الوقود إلى اليمن ساهمت في زيادة النقص في الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار في جميع أنحاء البلاد مما أعاق وبشدة الحصول على المياه النظيفة والخدمات الحيوية الأخرى بما فيها الرعاية الصحية والصرف الصحي.
وفرض التحالف العربي الذي تقوده السعودية حصاراً على مناطق سيطرة الحوثيين منذ 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد إطلاق الجماعة صاروخاً بالستياً على العاصمة السعودية الرياض.
ومنذ نحو ثلاثة أعوام، تشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة “الحوثي” من جهة أخرى.