كتابات خاصة

صنعاء.. نوبة وجع ستنتهي

إفتخار عبده

صنعاء! لن يصنعوا بك شيئاً بإذن الله فكبرياؤك لن يسقط وعزيمتك لن تنهد أبداً بإذن الله، أما هم فسيحققون مقاصدهم من خلالك ويذهبون متى ما نتهوا من ذلك أو إذا لم يجدوا لهم مبتغى، ولن تكوني ضحية لهم.

أي صنعاء لأنتِ أجمل بقاع الأرض على الإطلاق، وهواك أنعم هوى عرفته الخلائق، فما بالك تنكسين رأسك هكذا وبصمت كبير.
كان الناس يأتون إليكِ ليتمتعوا بمناظرك الجميلة وجوك الرائع، يأتون إليك ليتلذذوا برائحة الملوج الصنعاني التي تفوح من أرجاء منازلك الجميلة المطرزة بالآجور.
الشعراء يتغنون بك ولهم الحق في ذلك، لكن أيتها الحبيبة، ما دهاكِ تنكسين رأسك هكذا، أو ما بالهم يثخنوكِ بالجراح البالغة، ويسحبون عنك كل جمال عهدته منذ الأزل؟
ما الجريمة التي قمتِ بارتكابها بحقهم حتى أزالوا عن وجهك البشاشة للعام بعد العام بعد العام، وهاهم اليوم يذبوحكِ بكل قواهم يتصارعون عليك أيتها الجوهرة الثمينة، حتى تحولت فيك رائحة الملوج إلى روائح البارود المتعددة وأسطح منازلك من مكانٍ للعصافير الجميلة إلى مكان لأفواه البنادق والأسلحة بكافة أنواعها، فارقٌ كبير ومؤلمٌ أيتها الحبيبة حين تتحولين من حضن دافئ للزائر العاشق لكِ، إلى مرتع للحاقدين الثائرين عليك.
الحديث عن صنعاء ذو شجون، سواء كان حديثاً عنها وهي أميرة في عرشها أو هي جريحة في سريرها، صنعاء تستقبل الكل بصدر رحب وأناقة عظيمة سواء كان الآتي لها سائحاً أو قاتلاً، ربما لأنها أفهم بهم وأدرى من  أنفسهم، فهي تفتح ذراعيها بكل شموخ وكأنها تقول لأرى ماذا ستصنعون.
صنعاء! لن يصنعوا بك شيئاً بإذن الله فكبرياؤك لن يسقط وعزيمتك لن تنهد أبداً بإذن الله، أما هم فسيحققون مقاصدهم من خلالك ويذهبون متى ما نتهوا من ذلك أو إذا لم يجدوا لهم مبتغى، ولن تكوني ضحية لهم.
جميعهم سيزولون، والخصام سينتهي وأنتِ كما أنتِ شامخة عزيزة ليست المرة الأولى التي يحدث فيها القتال ولستِ الوحيدة من محافظات اليمن التى تضررت.. جميع المحافظات تبكي ألماً من طعنهم، وجمعها تشتكي، لكن الصبر رفيق الجميع.
 مهلاً أيتها الغانية لتصمدي قليلاً، ليست إلا سحابة صيف وستنقشع عما قريب.
سيهلك الله الظالمين، وستعود البسمة والفرحة في أرجائك، وسيتشعل النعيم من ظلالك العذب، وسيعود لبريق المنازل رونقه العذب وطراوته التي اعتادها، والطيورالجميلة ستعود إليك لتتناغم وشرفات المنازل، ستغني أول أغنية وطنية.
ستتمتزج معاني الأغاني الوطنية جميعها بأغنية واحدة.. فقط بعد انجلاء الليل هذا الذي أعياك كثيراً.
لا تحزني ما دام ربي في الوجود، سيضرب الظالمين ببعضهم، وستخرجين من كل تعب بإذن الله، نوبة وجع ستنتهي.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى