بلاد دبور .. بلاد نحس، الله يخارجنا من هذه البلاد، وغيرها من الألفاظ والعبارات الدراجة بين اليمنيين ، والتي فيها كناية أن هذه البلاد سيئة ، بلاد مشقه وتعب ولا خير فيها!!؟ بلاد دبور .. بلاد نحس، الله يخارجنا من هذه البلاد، وغيرها من الألفاظ والعبارات الدراجة بين اليمنيين ، والتي فيها كناية أن هذه البلاد سيئة ، بلاد مشقه وتعب ولا خير فيها!!؟
عجيب هذا الكلام، وبصراحة أنه يثير الاستغراب! كيف بلاد دبور؟ والله عزوجل قد من على أرضنا بالخيرات الكثيرة والمتعددة والمتنوعة، التي لو استغلت واستثمرت بشكل فعال و فعلي لكانت كفيله بإنعاش اليمن وتحويلها إلى درة الشرق الأوسط، ولجعلت اليمن من البلدان الغنية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إن جئت إلى الثروة البحرية لو جدت اليمن تمتلك ساحل بحري طويل يزيد عن 2000 كم و يطل على البحر الأحمر و المحيط الهندي الغنيين بالثروة السمكية و الأنواع النادرة و الجيدة. إن جئت إلى خصوبة الأرض لو جدت الأرض اليمنية عالية الخصوبة ويمكن فيها زراعة أنواع كثيرة من الخضروات والفواكه والتي لا يوجد لها نظير بالوطن العربي. وإن جئت إلى الطاقة، لوجدت أن اليمن يحتوي على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، وكميات لا باس لها من النفط. وإن جئت إلى المعادن فاليمن فيها مخزون احتياطي كبير من المعادن حيث انه يقدر 21 مليار متر مكعب موزعة على مناطق اليمن المختلفة. بالإضافة أن اليمن تعتبر صرح تاريخي لكثير من السائحين و لديها من الجمال الطبيعي ما يجذب كثير من محبي الاستجمام أو المناطق الخضراء أو المياه الساخنة أو سياحة الغوص. وهناك الكثير و الكثير من الموارد التي لا يسعنا ذكر كل منها.
كيف بلاد دبور؟ والله عزوجل قد مدحها في القرآن الكريم ، بل إنه سبحانه قد سمى سورة في القران بإسم اليمن ، ألا وهي سورة سبأ، حيث أن سبأ كان الاسم السياسي للدولة اليمنية في قديم الزمان. ففي هذه السورة الكريمة قال الله عزوجل عن اليمن (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ). كما أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد دعا لليمن فقال (اللهم بارك لنا في يمننا)، وكذلك قال عليه صلوات الله وسلامه عليه (إني لأجد نفس الرحمان من هاهنا وأشار إلى اليمن)، وغيرها من الآيات والأحاديث النبوية الشر يفيه.
فإذا كانت اليمن قد مدحها الله ورسوله، فلماذا نخن في هذا السؤ من الفقر، والجهل، والاقتتال، والاضطراب؟!! أو بعبارة أخرى من الدبور إذاً؟؟
الدبوري هو من لم يقدر هذه النعمة العظمية حق تقديرها، ويشكر الله عزوجل حق شكره بطاعته، وعبادته حق العبادة، فالأولين عندما شكروا الله عزوجل رزقهم الله جنتين عن يمين وشمال. حتى انه كان يقال بان المرأه كانت تحمل فوق رأسها سله وتمشي تحت الأشجار فتمتلئ من غير أن تحتاج إلى كلفة ولا قطاف لكثرته ونضجه واستوائه. وهذا مصداقا لقول الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).
ولكن عندما ضعف الإيمان ، وأشرك بالله، ولم يشكروا الله حق شكره واتبعوا الهوى والشيطان، وظلموا أنفسهم، بدءوا في الدعاء على أنفسهم ( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ). فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وبطروا معيشتهم ، فألبسهم الله لباس الخوف والجوع، وجعلهم الله أحاديث بين الأمم.
إذاً الدبور ليست الأرض أو البلد في حد ذاتها، وإنما من يقوم على إدارة وسياسة البلد، فإن كانوا من الذين يتقون الله عزوجل في أوطانهم، وشعوبهم، ويبذلون أقصى جهدهم لرقي والنهوض بهم، فسينعم الكل بالخير والأمن و الرفاهية. وإن كانوا من الذين لا يخافون الله ويتجرؤون على ثروات وخيرات البلد، ودماء وحقوق المواطنين ، فسيكون الجزاء من جنس العمل.
نعم إنها سنه الله عزوجل التي لا تبديل لها ، فلما كانت الأمم مؤمنة لله شاكره لأنعمه، من الله عليها بالأمن والأمان والخيرات الكثار، ومتى ما بطرت معيشتها وكفرت بأنعم الله أذاقها الله لباس الخوف والجوع.
فالأرض هي الأرض واليمن هي اليمن، من حين خلق الله البشرية إلي اليوم، ولكن القلوب غير القلوب، وهؤلاء هم زائلون لا محالة، واليمن باقية وستبقى إلى ما شاء الله، فهي البلدة الطيبة. فعذرا أيتها اليمن على ما يصنع به أبناؤك، وصدق من قال “اليمن جوهرة بيد فحام”.
فارجوا من اليوم أن نبدأ بتصحيح العبارة بــ ” البلاد طيبة، وإحنا أدبرناها”.
*يمن مونيتور