اخترنا لكمتراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

كيف تقتل الولايات المتحدة الأمريكية المدنيين في اليمن خارج قوانينها؟!

التقرير مُترجم من موقع  (Just Security) وكتبه باحثان زارا مأرب مطلع الشهر الماضي وتحدثا لمحافظها سلطان العرادة الذي أبدى استياءه من الإجراءات الأمريكية يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشر موقع (Just Security) المتخصص بالأمن القومي الأمريكي، تقريراً عن تأثير الضربات الجوية الأمريكيَّة في اليمن ومدى توافقها مع القوانين الأمريكيَّة في مكافحة الإرهاب.
وكتب التقرير سارة كنوكي المحامية الدّولية والمستشارة السابقة في الأمم المتحدة لحالات الإعدام خارج إطار القضاء الأستاذة في القانون الدولي في جامعة كمبوديا، وفارع المسلمي، وهو باحث يمني ورئيس مركز صنعاء للدراسات.
ويشير التقرير إلى وقائع زيارة نفذها الباحثان إلى محافظة مأرب شرقي اليمن مطلع هذا الشهر ضمن وفد غربي من صحافيين وباحثين دوليين.
وقال التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور”: وبينما كان وفد من الصحافيين والباحثين الغربيين يزور مدينة مأرب شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قامت الولايات المتحدة بشن غارات لطائرات بدون طيار ضد أهداف لشخصيات يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة مأرب؛ وأسفر عن مقتل اثنين من المشتبه بهم كانوا يستقلون سيارة. وهذه الغارة هي واحدة من أكثر من 116 غارة أمريكية لطائرة بدون طيار منذ بداية العام. ولم يتصدر هذا الخبر سوى القليل من وسائل الإعلام. ولكن ساهمت هذه الضربة الجوية في خلق ظروف للحصول على معلومات ليتقاسمها محافظ مأرب (الحاكم) -الحليف الرئيس للولايات المتحد- مع الوفد الغربي الذي زار مدينته. وأُثيرت تساؤلات خطيرة جداً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكيَّة تتبع قوانينها الخاصة بقصف الطائرات بدون طيار، أو على الأقل فرض تلك القوانين على أرض الواقع.
 
تقضي سياسة القوانين الأمريكية بتفضيل القبض على المشتبه فيهم
وأضاف التقرير: “وعلى مدى سنوات، أبلغت الحكومة الأميركية الجمهور الأمريكي والمجتمع الدولي بأنها لا تستخدم القوة المميتة إلا خارج مناطق الأعمال العدائية الفعلية، حيث يتم الوفاء بالشروط المنصوص عليها في توجيهات البيت الأبيض التوجيهات الرئاسية للسياسات (PPG) في (2013). وأعلن الرئيس باراك أوباما في مايو / أيار 2013، وضع قواعد صارمة أثناء استخدام القوة المميتة. وأدت تلك التصريحات إلى انخفاض الانتقادات لعمليات الولايات المتحدة في الأشهر التالية”.
وجاء في البيان الرئيسي: تقدم عمليات الاعتقال أفضل فرصة لتحقيق مكاسب ذات مغزى للمخابرات من عمليات (C.T) لمكافحة الإرهاب وتخفيف وتعطيل التهديدات الإرهابية. وبالتالي، فإن الولايات المتحدة تعطي الأولوية، فيما يتعلق بالسياسة العامة، للقبض على المشتبه في أنهم إرهابيون كخيار مفضل على العمل المميت.
وبعد ذلك أشارت التوجيهات الرئاسية للسياسيات (PPG) التي أعلنها  أوباما إلى الآتي:
(1) إجراء تقييم أنه ليس من الممكن إلقاء القبض على المشتبه به وقت العملية.
(2) تقييم إنَّ كانت السلطات الحكومية ذات الصلة في البلد الذي سيقام فيه العملية لا تستطيع أنَّ تعالج بفعالية التهديد الذي يتعرض له الأشخاص الأمريكيون؛
(3) تقييم أنه لا توجد بدائل أخرى معقولة للعمل المميت من أجل التصدي بفعالية للتهديد الذي يتعرض له الأشخاص الأمريكيون.
لكن الموقع الأمريكي قال إنَّ “هذه القواعد كانت أساسية لجهود الحكومة الأمريكية لإضفاء الشرعية على استخدام القوة المميتة، حيث اعتمد المسؤولون الأمريكيون في كثير من الأحيان على هذه القواعد ردا على الانتقادات بشأن الإجراءات الأمريكية لمكافحة الإرهاب والادعاءات المتعلقة بضحايا المدنيين”.
 
أفضلية القبض على المشتبه بهم موضع تساؤل مسؤول يمني
وقال الباحثان إنهما و”في وقت سابق من هذا الشهر، قضينا عدة ساعات مع محافظ مارب سلطان بن علي العرادة. ناقشنا بإسهاب وجهات نظره حول مكافحة الإرهاب والنزاع المسلح في اليمن. وبصفته قائدا قبليا محليا وحاكماً للمدينة تحت سيطرة القوات الحكومة اليمنية التي تقودها حكومة هادي في المقاطعة، فإن العرادة سياسي قوي ومؤثر، وهو واحد من أقوى المسؤولين الحكوميين اليمنيين في البلاد. وهو أيضا شريك فاعل ضمن التحالف الذي تقوده السعودية وخصم شرس لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو أيضا حليف محلي مهم للولايات المتحدة”.
وأضاف الباحثان: أخبرنا الحاكم بأن الضربة التي نفذتها طائرة بدون طيار في 2 نوفمبر / تشرين الثاني وقعت في منطقة يمكن لقوات الأمن الوصول إليها. وبصورة أعم، أعرب المحافظ عن أسفه لإخفاق الولايات المتحدة في إبلاغ المسؤولين المحليين، أو تقديم المعلومات التي يمكن أن تؤدي أو تسهل القبض على الأعضاء المشتبه في انتمائهم أوقادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال العرادة “طالما أننا قادرون على القيام بهذه المهمة بأنفسنا فسنقوم بذلك.. في كل الأحوال ينبغي إعلامنا إن كنا نستطيع القبض عليهم أو لا ينبغي عليهم إعلامنا”.
وقال الموقع الأمريكي، إنَّ “المحافظ ليس رافضاً لضربات بدون طيار وقال “أحياناً تعمل الطائرات بدون طيار” على تنميه مخاوف حقيقية حول كيفية نشر الولايات المتحدة قوتها في اليمن. وشرح لماذا أعرب عن تفضيله الشديد لاعتقال المشتبه فيهم من القاعدة، وهو تفضيل ذكر انه قد تبادله مع السفير الامريكى لدى اليمن فى الماضى. وأوضح المحافظ أن القبض يتيح استجواب المشتبه فيهم ما يخلق إمكانية الحصول على معلومات هامة عن نشاط الجماعات المسلحة”.
 وأضاف أن الطبيعة الأحادية الجانب لمكافحة الإرهاب الأمريكية تجعل قتال تنظيم القاعدة أصعب بالنسبة لحكومته وقوات الأمن يجب علينا: “حماية المدنيين، والأهم من ذلك، نحن لا نريد دفع الناس إلى التعاطف مع الإرهابيين”.
وأعرب عن قلقه من اعتماد الولايات المتحدة على معلومات مخابراتية سيئة وخصوم (جهات غير حكومية) مما أدى إلى أخطاء في الضربات وتعرض المدنيين للأذى وخلق المزيد من الإرهابيين. وقال الحاكم أيضا إن القبض على المشتبه بهم، الذي يتم غالباً من خلال العلاقات والعادات القبلية، من شأنه أن يساعد على تعزيز سيادة القانون، وأعرب عن مخاوف بشأن شرعية وقانونية ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية.
وقال العرادة: “نريد من الدولة أن تقف على قدميها وأن تأخذ كل مجرم إلى المحكمة، وعلى أقل يتم ذلك في البلدان التي تستخدم الطائرات بدون طيار ولا يتم ذلك خارج القانون والقضاء”. مضيفاً “لهذا السبب أقول دائما إنَّ المعلومات والإجراءات يجب أن تأتي من خلال مصادر الأمن المحلية. الآن، لا يوجد أحد لمسألته”.
وقال الباحثان انه وخلال حديثهم مع محافظ مارب كان يحيط به “القادة العسكريين للشرطة والمخابرات، ورئيس القوات الخاصة، وجميعهم أعربوا عن موافقتهم بشده لنقاطه”.
وتكرر نقد المحافظ أيضا من قِبَل شيوخ القبائل الذين التقى بهم الباحثان في مأرب.
وقال الشيخ علي عبد ربه القاضي إن “المشكلة أن أميركا تلعب دورا حصريا في مكافحة الإرهاب”.
وأضاف الشيخ القاضي أن مثل هذه الضربات، خاصة عندما يٌقتل مدنيون وأفراد أبرياء من عائلات محلية بارزة، يمكن أن يؤدي إلى توسع تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب إذ يعتقد المجتمع المحلي أنه يتعرض للظلم من قبل زعماء القبائل والحكومة المحلية”.
وانتقد الشيخ القاضي أيضا مشروعية ضربات الطائرات بدون طيار: “عندما تختار دولة مثل أمريكا أن تغتال خارج القانون، فإن هذه مشكلة كبيرة”.
كما أعرب زعماء قبليون آخرون عن خيبة أملهم وإحباطهم إزاء تشارك الولايات المتحدة وتبادلها المعلومات والتعاون مع السلطات المحلية والقبائل الموجودة على الخطوط الأمامية ضد القاعدة لمنع التجنيد والتأثير في مجتمعاتهم المحلية.
وقال شيخ قبلي آخر “ليس الأمر يتعلق بالطائرة بدون طيار فقط”، إنَّ “هذا الصراع محلي وعندما يكون هناك ضربة يمكن للقرية بأكملها الانضمام إلى المعركة. ونعتقد انه يجب على مجتمعاتنا المحلية أن تحارب القاعدة”.
وانتقد القادة أيضا التركيز العسكري المفرط لنهج مكافحة الإرهاب الأمريكية، وأوصوا بأن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لبرامج التنمية والتعليم.
 
أسئلة لإدارة ترامب
وذهب الباحثان في التقرير، الذي نقله “يمن مونيتور” إلى العربية، إلى أنَّ ادعاء محافظ مأرب بأن قوات الأمن كان بإمكانها الوصول إلى المنطقة التي وقعت فيها الضربة يثير العديد من التساؤلات حول قرار الولايات المتحدة باتخاذ الضربة”.
كان الهدف من منهجية إدارة أوباما جلب مستوى من القيد والمساءلة للعمليات الأمريكية لمكافحة الإرهاب. وفي ضوء محاولات إدارة ترامب الغامضة التراجع عن هذه القواعد، يثير حديث المحافظ أسئلة فعالة تستحق الإجابة الفورية:
هل يستمر تفضيل الاعتقال وفق منهجية (PPG) بعد تطبيق ترامب مراجعات على إدارة أوباما؟
هل قامت الولايات المتحدة بتقييم جدوى القبض على ضربة 2 نوفمبر؟ هل خلصت الحكومة الأمريكية إلى أن الحاكم وقواته الأمنية “لا يستطيعون أو لا” يعالجون التهديد؟ إذا كان الأمر كذلك، هل استند إلى المعلومات التي تم مشاركتها مع السلطات المحلية؟ ولماذا لم يكن هناك “بديلا معقولا” للإجراء من أجل القبض على المشتبه فيهم؟
يذكر ان ضربة الطائرات بدون طيار فى 2 نوفمبر ليست حالة فريدة من نوعها تماما، كما ان العديد من الهجمات التى شنتها الطائرات الامريكية بدون طيار فى اليمن اثارت ايضا مخاوف جدية من ان الهجمات قد جرت عندما كان القبض ممكنا. ومع ذلك، يبدو أن الحالة في مأرب حالة ذات أهمية خاصة.
واختتم الموقع التقرير بالقول: “إنَّ مأرب أكثر المحافظات استقرارا في اليمن، وتتواجد بشكل كبير القوات العسكرية اليمنية والمستشارين السعوديين والإماراتيين المتحالفين مع الولايات المتحدة والقوات الخاصة على الأرض. ويقودها حاكم قوي يملك ثقة وعلاقة وثيقة وعميقة بين زعماء القبائل، وحريص على مزيد من المشاركة والدعم والتعاون الأمني ​​مع السلطات الأمريكية. إلا أن حساب محافظ العرادة يشير إلى أن التنسيق الأمريكي وتبادل المعلومات مع الحلفاء المحليين ضئيل. ومن المفهوم أنه يريد معرفة السبب”.
المصدر الرئيس
Yemen Strike Raises Questions About Whether the US Follows Its Own Drone Rules

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى