تراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

المحطة التالية للعبة القوة الروسية تظهر في اليمن (ترجمة خاصة)

تُرجم التحليل عن مجلة أمريكية، وتشير فيه إلى ميزتين للوجود الروسي في اليمن مذكرة بتاريخ روسيا وأهدافها/ أطماعها من التدخل في اليمن  يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قالت مجلة ناشيونال انترست الأمريكيَّة إنَّ من المحتمل أنَّ تظهر روسيا كوسيط لحل النزاع في اليمن، إذ أنَّ الأزمة الراهنة تعطي مكاسب للرئيس فلاديمير بوتين مع القليل من الخسائر.
وقال المجلة في تحليل لـ”صاموئيل راماني” وهو محلل وصحافي روسي، إنه ومنذ بداية محادثات أستانا حول سوريا في ديسمبر 2016، ألقى المحللون الغربيون قدرا كبيرا من الاهتمام لدور روسيا الناشئ كوسيط للنزاع في الشرق الأوسط. وقد أثار التدقيق الذي اجتاح مشروعات تحكيم روسيا في سوريا موجة من التنبؤات حول الأزمة الأمنية في الشرق الأوسط حيث ستتولى موسكو دورا دبلوماسيا رائدا. ومن أكثر المسارات المحتملة لتدخل دبلوماسي روسي هي ليبيا وأزمة قطر والموقف السعودي الإيراني.
لكن الكاتب الروسي، قال في تحليله، إنَّه “وفي حين أن التدخل في كل من هذه الأزمات الإقليمية الثلاث يتيح فرصا لروسيا توسيع نفوذها الجيوسياسي في الشرق الأوسط، فإن صناع السياسة الغربيين لم يولوا سوى اهتمام ضئيل لاحتمال تدخل دبلوماسي روسي في اليمن. وهذا الإغفال قصير النظر. إن الصراع اليمني يمتلك تقاربا فريدا من الخصائص التي تساعد على التدخل الروسي على النمط السوري، ويوفر فرصة منخفضة التكلفة لفلاديمير بوتين لتسليط الضوء على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط”.
 
ما يراه صناع القرار الروس
ونقل الكاتب ما يراه صناع القرار الروس من أن اليمن وجهة جذابة للتدخل الدبلوماسي لأنهم يعتقدون أن السعودية مستعدة لإنهاء العمليات العسكرية في اليمن إذا ما عُرِضَت شروطا مقبولة. واكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هذا التقييم خلال زيارته الأخيرة لموسكو. وردا على أسئلة من الصحفيين الروس، أصر الجبير أن السعودية تريد تسوية دبلوماسية في اليمن الذي يفرض على جميع الأطراف المتحاربة الامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وهو قرار أبريل 2015 الذي دعا إلى إنهاء للحرب الأهلية اليمنية.
وذهب الكاتب باتجاه تفسير المشاعر المتصاعدة ضد الحرب داخل المؤسسة السياسية السعودية وربطها بتدهور الأوضاع على الأرض في اليمن. وقد أدى غياب الانتصار الاستراتيجي السعودي الرئيس في اليمن منذ تحرير عدن في خريف عام 2015 إلى إقناع صناع السياسة السعودية بأن الصراع في اليمن قد انحدر إلى مأزق مستعصي. واشتد موقف السعودية استعصاءً في اليمن منذ أن انسحبت قطر من التحالف العربي في حزيران / يونيو الماضي وبدأت الإمارات العربية المتحدة شن ضربات على حزب التجمع اليمني للإصلاح.
وقال صاموئيل راماني إنه “ومن أجل تسوية سياسية دائمة يتم التوصل لها في اليمن، تحتاج الرياض للتنسيق مع وسيط بقوة “خارجية عظمى” فالجهات الإقليميَّة الفاعلة مثل “الكويت وسلطنة عمان” استنفدت خياراتها الدبلوماسية. هذا الفراغ في الوساطة يوفر فرصة ممتازة لروسيا لعرض براعة دبلوماسية من خلال تسهيل حل الصراع في اليمن”.
وتابع، حسب ترجمة لـ”يمن مونيتور”: أنَّ فرضية توليّ روسيا دور وساطة رائد في اليمن يستند إلى ميزتين متميزتين. الأولى إنه ومنذ بدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في مارس 2015، حافظت روسيا على علاقة تعاونية مع جميع الفاعلين السياسيين في اليمن. وخلافا للولايات المتحدة، التي أيدت علنا المملكة العربية السعودية خلال المراحل المبكرة من الصراع، أعلنت موسكو على الفور دعمها لحل سلمي للحرب الأهلية في اليمن. وفي نيسان / أبريل 2015، أدانت روسيا الضربات الجوية السعودية في اليمن، وأعربت عن تأييدها لحظر شامل تفرضه الأمم المتحدة على توريد الأسلحة إلى الفصائل اليمنية المتحاربة.
 

علاقات إيجابية
وقال إنه وعلى الرغم من أن التدخل العسكري السعودي في اليمن قد انتقل إلى صراع طويل الأمد، فقد حافظت روسيا على علاقات إيجابية مع القادة على جانبي الحرب الأهلية. وللتعبير عن التزامها بالحوار الدبلوماسي الشامل، تحتفظ روسيا بسفارة في العاصمة صنعاء -الخاضعة للحوثيين- وقنصلية في عدن-مقر الحكومة التابعة ل عبد ربه منصور هادي الموالي للسعودية.  ومن خلال هذه القنوات الدبلوماسية، تشاورت موسكو مع الفصائل المؤيدة للسعودية والمؤيدة لإيران بشأن تدابير مكافحة الإرهاب، وأجرت مفاوضات غير رسمية بشأن حل الأعمال القتالية في اليمن.
الأطراف السّياسية اليمنية لديها أيضاً تقدير للتعبيرات الروسية في التضامن مع قضيتهم. ففي يوليو/تموز رحب موسكو ترحيباً حاراً بتعيين الدبلوماسي اليمني أحمد الوحيشي سفيراً لليمن في موسكو. وفي 25 سبتمبر/أيلول ساعدت روسيا حكومة هادي في إيصال أموال طُبعت في موسكو إلى عدن لدفع رواتب المسؤولين الحكوميين اليمنيين.
وتابع الكاتب: ومن أجل استرضاء الحوثيين، دأبت موسكو على دحض انتقادات الأمم المتحدة للعدوان الحوثي على المملكة العربية السعودية، وأرسلت مساعدات إنسانية إلى مناطق اليمن التي دمرتها الضربات الجوية السعودية. هذا النهج المتوازن للنزاع في اليمن عزز علاقات روسيا مع الفصائل السياسية اليمنية من جميع الانتماءات الأيديولوجية، وضمن أن روسيا يمكن أن تكون وسيطا فعالا في الصراع.
 
تاريخ روسي طويل
الميزة الثانية بحسب الكاتب أنَّ لروسيا تاريخ طويل في تعزيز الاستقرار السياسي في اليمن، خلال فترات الصراع داخل الدولة. ففي عام 1986، اندلعت حرب أهلية بين الفصائل الماركسية المتنافسة في جمهورية جنوب اليمن الجنوبية السوفيتية. وعلى الرغم من أن الاتحاد السوفييتي كان متواطئا في اندلاع هذه الحرب الأهلية، إلا أن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ساعد على استقرار اليمن من خلال المشاركة العسكرية المحدودة وتعهدها بتقديم مساعدات اقتصادية.
وقال: “كما أثر الاتحاد السوفياتي تأثيرا عميقا على المفاوضات الدبلوماسية التي أدت إلى إعادة توحيد اليمن عام 1990. خلال الثمانينات، يَسَرَ اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عملية إعادة التوحيد من خلال دعم الماركسيين المعتدلين في جنوب اليمن، الذين دعوا إلى المشاركة الدبلوماسية مع اليمن الشمالي. كما أقام الاتحاد السوفياتي علاقة دبلوماسية قوية مع زعيم اليمن الشمالي علي عبد الله صالح. وساعد هذا التحالف على سد الفجوة الطائفية بين اليمن الجنوبي ذات الأغلبية السنية والزيدية في شمال اليمن”.
ولفت إلى أنَّ تاريخ التدخلات الدبلوماسية السوفيتية الناجحة في اليمن تعزز إلى حد كبير مصداقية روسيا كمحكم في الأزمة الحالية. وقال الكسندر كوزنيتسوف، وهو خبير بارز في العلاقات الروسية-الشرق الأوسط في مجيمو، في مقابلة أجريت مؤخرا إن الجيش اليمني يحمل لروسيا تقدير كبير، حيث قدمت موسكو مساعدة واسعة للقوات المسلحة في جنوب اليمن خلال الحرب الباردة.
وأشار إلى تجربة علي عبدالله صالح الإيجابية مع موسكو بشأن إعادة التوحيد اليمنين سيساعد في تفسير مواقفه الموالية لروسيا خلال الأزمة اليمنية الحالية. في أغسطس 2016، طلب صالح رسميا مساعدة روسية لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، وعرض على روسيا الوصول الكامل إلى المنشآت العسكرية اليمنية.
وقال صاموئيل راماني، في تحليله في المجلة الأمريكيَّة وترجمه “يمن مونيتور” إنَّ التدخل الدبلوماسي الروسي الناجح في اليمن سيكون له أيضا آثار إيجابية كثيرة على أجندة موسكو الجيوسياسية في الشرق الأوسط. ومن منظور تكتيكي قصير الأجل، يتيح وقف الصراع المفتوح في اليمن فرصة لروسيا لترسيخ نفسها كقوة عسكرية كبرى على البحر الأحمر.
 
المزيد..
(انفراد) محاولة روسية لجمع “صالح” و”هادي” فيما الإمارات تقوض سياسة واشنطن جنوباً
“علاج صالح”.. هل يكون بداية خطة روسية لحل الأزمة في اليمن؟
الأطماع الروسية
وانتقل الكاتب إلى أطماع بلاده في اليمن إذ أنه ومنذ عام 2009، أعرب المسؤولون العسكريون الروس عن اهتمامهم بإنشاء قاعدة بحرية روسية على الأراضي اليمنية. ومن شأن هذه القاعدة البحرية أن تزيد من وصول روسيا إلى ممرات الشحن في البحر الأحمر وأن تعطي موسكو موطئ قدم في مضيق باب المندب المهم استراتيجيا الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن. ومن المؤكد أن اقتراح بناء القاعدة العسكرية في موسكو سيحصل على استقبال متحمس من السياسيين المحليين، حيث تسيطر قوات الحوثيين المناهضة للولايات المتحدة على معظم المدن الساحلية في البحر الأحمر في اليمن.
وأضاف: وبما أن الولايات المتحدة تمارس نفوذا كبيرا على الأنشطة التجارية التي تمر عبر مضيق باب المندب كما أقامت الصين قاعدة بحرية في البحر الأحمر في جيبوتي، فإن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في اليمن سيزيد من احترام روسيا كقوة عظمى في شبه الجزيرة العربية، أقرب إلى واشنطن وبكين. ومن شأن الاعتراف الدولي بنفوذ روسيا في شبه الجزيرة العربية أن يعزز تصورات التأثير الدبلوماسي لموسكو في الشرق الأوسط، وأن يعزز تطلعات روسيا في إنشاء نظام أمن جماعي إقليمي.
وأشار إلى أنه من منظور استراتيجي طويل الأجل، فإن التدخل الدبلوماسي الروسي الناجح في اليمن من شأنه أن يعطي مصداقية أكبر لمقترحات التحكيم الروسية في المستقبل. على الرغم من أن سمعة روسيا كمحكم في الشرق الأوسط قد تحسنت بشكل مطرد منذ اتفاق موسكو التاريخي لعام 2013 مع الولايات المتحدة لتدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا، وقد أشار نقاد الكرملين في العالم العربي بأن موسكو تستخدم بشكل مطرد الوساطة للنهوض بمصالحها الجيوسياسية.
وقد تعززت هذه الانتقادات من السلوك الروسي خلال محادثات أستانا. واعتبر بعض المسؤولين السعوديين والقطريين انسحاب حركات المعارضة السورية من محادثات أستانا دليلا على أن روسيا تستخدم عملية استانا للسلام كجبهة دبلوماسية فقط لإضفاء الشرعية على الرئيس السوري بشار الأسد.
 
وسيط محايد
وتابع: إذا عملت روسيا كوسيط محايد وفعال في اليمن، فإن بوتين سيكون قادرا على مواجهة الانتقادات لسياسة موسكو في سوريا وزيادة احترام روسيا كمحكم صراع في العالم العربي. كما أعربت موسكو مصلحة في التوسط في إنهاء الأزمة الليبية السياسية و صراع (المملكة العربية السعودية، قطر) و(المملكة العربية السعودية وإيران) تعيشان حربا بالوكالة، لذلك فإن التدخل الدبلوماسي الروسي الناجح في اليمن يجعل هدف موسكو في أنَّ تصبح قوة عظمى لا غنى عنها في الشرق الأوسط يتقدم نحو الأفضل.
ويعتقد صناع السياسة الروس أيضا أن توسيع مشاركة موسكو الدبلوماسية في اليمن سيساعد روسيا على تحسين صورتها في العالم العربي. وكما أشار السفير الروسي السابق لدى اليمن فينيامين بوبوف خلال مقابلة مؤخرا، فإن تعزيز موسكو للحوار الدبلوماسي بين الفصائل اليمنية المتحاربة وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين اليمنيين سيعزز المشاعر الموالية لروسيا في الشرق الأوسط.
 
نتائج مسح الشباب العربي
وأشار إلى ما تؤكده نتائج مسح الشباب العربي لعام 2017 بكيف يمكن للتحكيم الدبلوماسي أن يحسن التصورات العامة لروسيا في العالم العربي. ووفقا للاستطلاع فان 21 في المائة من الشباب العرب يعتبرون روسيا حليفا رئيسيا لبلدهم. ويمثل هذا المستوى من التأييد للمواءمة مع روسيا زيادة هائلة عن الرقم الذي بلغت نسبته 9 في المائة الذي حققته روسيا في عام 2016، وهو أعلى بكثير من الرقم الذي سجلته الولايات المتحدة والبالغ 17 في المائة.
وأظهرت بيانات المسح أيضا أن دعم واشنطن للتدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن شوه سمعة الولايات المتحدة في العديد من البلدان العربية. لذلك، من المعقول الافتراض بأن محاولات روسيا أنَّ تتميز عن استراتيجية الولايات المتحدة غير الشعبية في اليمن ستعزز التصورات الإيجابية لموسكو بين صانعي السياسات العرب إلى جانب الشعوب.
ولفت في نهاية تحليله إلى أنه وعلى الرغم من أن صناع السياسة الغربيين ركزوا في المقام الأول على المواقع المحتملة الأخرى للتحكيم الدبلوماسي الروسي، فإن فحص العوامل الجيوسياسية في الشرق الأوسط بشكل أوثق يشير إلى أن اليمن هو المسرح الأمثل للتدخل الدبلوماسي الروسي. وإذا ما وسعت موسكو وجودها الدبلوماسي في اليمن وأحرزت تقدما نحو إنهاء المأزق العسكري الذي يبدو أنه مستعصي على الحل، فإن دور روسيا كوسيط لا غنى عنه في الشرق الأوسط سيكون راسخا لسنوات قادمة.
المصدر الرئيس
Russias next Power Play May Occur in Yemen
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى