كتابات خاصة

اليمن كمسرح للأفراح

إفتخار عبده

هل هناك أفضل من أن نعيشَ بسلامٍ آمنين، وهل يوجد ماهو أفضل من أن تصافح عدنُ صنعاءَ بكل ودٍ وشوق، وترسل أبين قبلاتها إلى الحالمة تعز.

وطنٌ جميلٌ كاسمه (يمن).. يحمل بين طياته الحب والحنان.. يمن السعادة والنقاء، يمن الرقة في القلوب واللين في الأفئدة.
صنعاءُ العظيمةُ عاد إليها الريحاني عاشقاً ومخاطباً إياها: أي صنعاء لأنت ربةُ العرفان وآسرة بجمالك الإنس والجان، وتهمسُ الجميلةُ  قائلة: صدقت أيها الريحاني، لتزد استمتاعاً برائحة الملوج الصنعاني.
تعز العزيزة تبتسم رافعةً يدها على رأس جبل صبر كالأم حين توقض صغيرها قائلة له: اصح من غيبوبتك أيها الجبلُ الأشم.. انهض لترى المدينة تحتك كم تبدو جميلة وأنيقة كالعروس يوم الزفاف.. افتح مسمعك جيداً لتسمع فقد تحول صوتُ المدافع والرصاص إلى صوت ضحكات الأطفال، فلا تسمع في المدينة سوى صوت ضحكهم وأصوات الأغاني المرتفعة من وسائل النقل(لمن كل هذي القناديل).
مدينة الحديدة تطل باسمرارها الأخاذ، تلك المعشوقة تخاطب السواح على ساحلها بلهجتها الشيقة تخبرهم بأنها قد اشتاقت إليهم كثيراً، وبأنهم قد أطالوا الغياب “فيانكم ماآد شفناكم.. تتبسم كثيراً عند رؤيتها للناس مقبلين على ساحلها بكل سعادة وغبطة.. تتعدد ألوانهم فمنهم من هو آتٍ لها من داخل اليمن ومنهم من يأتي إليها من خارجها.
جبالٌ تكسوها الخضرةُ في شتى مناطق اليمن تتصافح فيها الأشجار كلما وهب النسيمُ قبلاته الحارة عليها، تتمايل النراجس والأقحوان بدلالها المعتاد راقصةً على نغم الطبيعة وزقزقة العصافير التي تغني للطبيعة فرحا.
الناس قد عادت الطراوة إلى وجوههم وعادت الابتسامةُ لتنثر في زوايا المكان من كل شفاه طالما تجرع كؤوس المرارة والتعب.. ضحكات من كل مكان بأصوات لكأن أصحابها قد فازوا بالخير كله وحازوا على كل شيء.
ويدخل المسافرون إلى المدن ويخرجون منها  بكل سلامٍ آمنين، فالاختطاف من الطريق عادة قديمة ساذجة وبذيئة قد تم التخلص منها وقد أصبح للناس قداسة عظمة وحرمة أثناء مغادرتهم والعودة.
منابر المساجد تكبر بوقت واحدٍ والناس يقبلون عليها بكل رضىً وقناعة فقد خرجت السياسة عن السيطرة على الجانب الديني وتركته وشأنه
أصبحت اليمن تعيش عيداً عظيماً في برها وبحرها وجوها.
وهل هناك أفضل من أن نعيشَ بسلامٍ آمنين، وهل يوجد ماهو أفضل من أن تصافح عدنُ صنعاءَ بكل ودٍ وشوق، وترسل أبين قبلاتها إلى الحالمة تعز.
هل هناك أفضل من أن يصبح بلد اليمن مسرحاً للأفراح وأن يصبح جوه مرتعاً للهواء النقي العذب وميداً لمسابقةٍ تعدها الطيور المحلقة.
هل يوجد ماهو أروع من أن تصبح بلدنا قطعةً كبيرة من الجمال ومساحة من النقاء والصفاء والهدوء.
ولأنني كنت أحلم، أنا أعتذر!
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى